هل يذبح حمدوك الكديسه ايضا ؟!!
كنت اعتقد ان حكومة الثوره ستكون اكثر ابداعا فى حل المشاكل التى تواجهها ولكن ارى انها تسير فى نفس درب الانقاذ وتجرب نفس ماجربته الانقاذ من حلول لم تفلح فى انقاذها خلال ٣٠ سنه
فاول ماواجه الانقاذ من مشاكل هى مشكلة انخفاض الجنيه السودانى امام الدولار وكان الحل الساذج الذى جربته الانقاذ هو العنف فى مواجهة انخفاض الجنيه وبدات باشد الاجراءات القبض والمحاكمات والإعدامات وكان ضحايا هذه التجربه الفطيره اعدام الشاب مجدى والطيار جرجس بدايه وعندما سئل احد قيادات الانقاذ فى بداية حكمهم عن لماذا الاعدامات ؟ قال دايرين نضبح ليهم الكديسه (ويستخدم هذا التعبير للتخويف ) وهى قصه شعبيه معروفه وهو فى الحقيقه لم يذبح كديسه وانما بشر من لحم ودم فهل أجدى ذبح الكديسه فى حل قضية انهيار الجنيه السودانى ؟ لم يجدى ذبح الكديسه ولم يوقف تدهور الجنيه فقد استمر الجنيه فى التدهور واستمرت الانقاذ فى ذبح الكدايس فقد عجزت الانقاذ عن حل القضيه الاقتصاديه وتعاملت معها بالحلول السهله وهى المواجهه بالعنف وجاءت الثوره بعد مخاض عسير وكنت اعتقد ان تجمع قوى الحريه والتغيير بكل هذه العضويه من احزاب وتجمعات عديده لديهم حلول جاهزه للمشكل الاقتصادى وقد كانت مهلة التفكير فى الحل زمانها ٣٠ عاما ولكن للاسف اتضح ان كل هذا الكم من الاحزاب والتجمعات وكل هذه الفتره الزمنيه لم يسعفا قوى الحريه والتغيير باى حلول وقد راينا حكومة قوى الحريه تتخبط ثم تلجأ لتجريب المجرب فقد قرات عن إلقاء القبض على تجار العمله ومحاكمتهم بالسجن ومصادرة أموالهم فهى تسير فى نفس الطريق الذى جربته الانقاذ ٣٠ سنه ولم يقدمها خطوه للامام فقد جربت الانقاذ الاعدام ولم يجدى ياقوى الحريه فلماذا تجربون المجرب ؟ وماذا اكثر من الاعدام والذى لم يردع تجار العمله وللاسف فانى احس ان قوى الحريه والتغيير لم تكتفى بالسير فى طريق الانقاذ فى مسالة الدولار وحسب بل اخشى ان تكون قد بدات ايضا فى طريق عدم الشفافيه فقد استمعت لوزير الماليه وهو يتحدث من قناة السودان عن منح شركة الفاخر احتكار الذهب كان الوزير مرتبكا لم اطمئن لشهادته وكان تبريره واهيا فقد قال كنا محتاجين ل١٠ مليون دولار لاستخدامها فى امر ما بوجه السرعه واعطتنا شركة الفاخر المبلغ فهل هذا مبرر كافى ؟ وهل عرضت الامر على شركات اخرى اليس من العدل ان تعرضه لكل الشركات اولا خاصه ومكافاته احتكار الذهب ؟؟ وهل حاولت الاقتراض من الدول الصديقه كقرض ميسر ؟ وماهو هذا الامر العاجل ؟ لم توضحه لنا لنقتنع انه امر عاجل لا يتحمل الانتظار وهل منحهم احتكار الذهب هو رد جميل ام ماذا ؟ لا اظن ان هناك دوله فى العالم تتعامل بهذه الطريقه تقترض من سوق الله اكبر والمكافاه الاحتكار واتمنى بعد كشف هذا الامر الذى قدم له وزير الماليه تبريرا واهيا ان يستقيل السيد وزير الماليه حتى يضرب لنا مثلا فى الشفافيه بعد الثوره وياليت بعض الوزراء الذين تعرضوا لانتقادات كثيره من الراى العام ان يفسحوا المجال لغيرهم كوزير الداخليه ووزير الاعلام ووزير الرى ووزير الزراعه فاليثبت لنا وزراء الثوره انهم غير متشبسين بالمناصب كوزراء الانقاذ الذين كانت لهم مآرب اخرى جعلتهم يتمسكون بالكراسى ويسعون اليها
محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.com