جبهة وطنية عريضة لرفض التطبيع مع اسرائيل في السودان

 


 

محمد فضل علي
5 February, 2020

 

 

تتشكل في هذه اللحظات بصورة تلقائية عبرت عنها مواقف وبيانات القوي السياسية السودانية جبهة سودانية عريضة لرفض التطبيع مع اسرائيل خلال الاربعة وعشرين ساعة الاخيرة حيث يبدو ان حكومة بنيامين نتنياهو قد نجحت في ارباك الموقف الداخلي المتوتر اصلا في السودان وصرفت انظار السودان الرسمي والشعبي عن القضايا الهامة والحيوية.

وتقوم اجهزة الدعاية الرسمية الاسرائيلية بالترويج لعملية التطبيع بطريقة متعجلة لاتراعي فيها الموقف الحقيقي للاغلبية الشعبية في السودان مكتفية بلقاء شخصية عسكرية مغمورة لم يمارس السياسة في اي يوم من الايام ولايعبر الا عن الجهة التي وضعته ووضعت البلاد في هذا الموقف البالغ الخطورة والتعقيد .
لم يتبلور بعد الموقف الرسمي للسلطة الانتقالية في السودان والتي فوجئت باللقاء بين نتنياهو والجنرال البرهان من نشرات الاخبار وبادر مجلس الوزراء بالاعلان عن ذلك في محاولة مبكرة لابراء ذمة السودان الرسمي من تلك الصفقة الغير اخلاقية التي يعتقد من يقفون خلقها انه يمكن استغلال الظروف الاقتصادية والضائقة التي يمر بها الشعب السوداني لتمرير مثل هذه الصفقة الوضيعة وفرض الامر الواقع والتطبيع مع دولة اسرائيل التي ظلت تذدري القوانين الدولية والانسانية في وضح النهار علي اعتبار الدعم المعروف الذي يبرر لها ماتفعل ويصنع منها دولة فوق القانون.
اتجاهات الرأي العام السوداني والاغلبية الصامتة تلقت الانباء عن التطبيع المزعوم بالرفض والاستنكار والتهكم والسخرية في اغلب الاحيان بينما عبرت القوي السياسية الشرعية الرئيسية في البلاد عن مواقفها من هذه العملية بوضوح تام وعبارات قوية توضح ان السودان العريض علي استعداد لاعلان النفير الوطني من اجل توظيف المتاح من ثروات وموارد البلاد من اجل انقاذ اقتصاد البلاد بعد ان اتضحت نوايا اباطرة الغابة الدولية وعصابات السمسرة الاقليمية في بسط نفوذهم علي السودان ومساومة شعبه علي لقمة عيشة بطريقة غير كريمة.

السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء السوداني السابق وزعيم حزب الامة وصف مايجري في البلاد بقوله :
" إن لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لن يحقق مصلحة وطنية أو عربية أو دولية " .
الحزب الشيوعي السوداني انضم الي جبهة الرفض الوطني العريضة للتطبيع مع اسرائيل وقال في بيان له ان الحديث عن التطبيع وفرضة يعتبر امتداد لمحاولات النظام الاخواني البائد ونظام الرئيس المخلوع عمر البشير للتقارب مع اسرائيل.
بينما اصدر حزب البعث العربي الاشتراكي المشارك في الحكومة الانتقالية بيان شديد اللهجة يرفض فيه كل اشكال التطبيع مع اسرائيل ويصف لقاء البرهان مع نتنياهو بانه
خنجر مسموم في خاصرة الجندية السودانية، وتاريخها الكفاحي في قضايا المصير التحرري العربي الأفريقي
بينما استنكر التجمع الاتحادي المعارض محاولات التطبيع الرسمي مع اسرائيل.

 

آراء