وله الالمان وصدود السودان

 


 

شوقي بدري
20 February, 2020

 

 

 

shawgibadri@hotmail.com

اربعة دول ستتمتع باقتصاد جيد دائما . انهم الامم شبه العسكرية ..... اليابان وكوريا الالمان وهذا يشمل النمسا والسويد . هذه الدول مثل اكل المستشفى مسيخ ، صحي ومغذي . اهل هذه الدول ليسوا اهل طرب رقص بهجة وتسيب . انهم شعوب منضبطة تحب العمل . ويحبون ويحترمون الشعوب المنضبطة .
هذا ينعكس على كرة القدم الالمانية . انها بدون تهريج او انانية مثل الكرة النيجيرية فيها يقل التعاون ويحاول الجميع الظهور حتى يجدوا الفرصة للتسجيل احد الفرق العالمية وحصد المال الوفير لابتياع احدث السيارات ، السكن في احسن المساكن والتزوج بمجوعة من النساء . الالمان في الميدان يعملون بنظام انضباط ومهنية ..... جيرمان افيشنسي .... كما يقول البريطانيون الذين يحسدون الالمان على تقدمهم وريادتهم لاوربا . في كل بلدة او مدينة اوربية يشاهد الانسان الشركات الالمانية التي تبيع كل شئ من الطعام مواد البناء ، المعدات الالكترونية الكهربائية الملابس الشاحنات السيارات الخ ولا توجد بضائع بريطانية .لسبب بسيط ، لانها ليست في جودة المنتجات الالمانية . قالت لي والدة ثلاثة من اطفالي ونحن في المانيا . ليس هنالك مشروع او انتاج لم ينجح فيه الالمان فيما عدى مشروع واحد وهو ادخال المسيحبية الى السويد . فلا تزال الكنائس خالية من المسيحيين.
في 1973سألت صاحب شاحنات مستعملة في هامبورق عن شاحنات بدفورد او اوستن المطلوبة في السودان . ضحك وقال لي .... هذه تقنية العصر الحجري لماذا لا تشتري هانوماق هنشل مرسيدي مان ماجيروس الخ . ثم اردف.... يقولون اننا قد فقدنا الحرب !! من الذي فقد الحرب ؟ انظر الى اقتصادنا واقتصادهم . نحن اعدنا بناء كل شئ ودفعنا غرامات الحرب وتعرضنا للعقوبات . واقتصادنا الاحسن في اوربا في عقدين .
صدمت في الستينات عندما كنت اسمع الاوربيين يتحدثون عن الانجليز كشعب لا يعرف الانضباط واحترام المواعيد . ونحن في السودان نقول عن الرجل الذي يلتزم بالمواعيد ،، انجليزي ،،. والى اليوم لا يوظفون العمال البريطانيين في المانبيا واسكندنافية لانهم جسديا اضعف من الالمان والسويديين ، كما انهم متسيبون . قال لى احد الالمان في برلين في الستينات ..... انتم الاجانب تعملون لكي تعيشوا نحن الالمان نعيش لكي نعمل .
المانيا كانت واقعة في غرام السودان . وكان الالمان يسمحون لحملة الجواز السوداني بدخول المانيا بدون تأشيرة .
وكان من السهل للسودانيين الحصول على اذن عمل واقامة في المانيا .من اسباب وله المانيا قديما بالسودانيين كان انضباط الجندي السوداني وشجاعته فالالمان شعب عسكري حتى في حياتهم المدنية . وعندما يرزق الالماني قديما بابن يقول فرحا لقد رزقني الله بمجند جديد . الرحالة الالماني بريم والذي جاب كل اصقاع السودان لم يكن عابرا فقط بل عاش وسط السودانيين ، كتب عن كرم السودانيين شجاعتهم وامانتهم . تواجده في السودان مع شقيقة الذي غرق في النيل واحد البارونات الالمان بين 1847 الى 1853 ، كان بغرض اصطياد الطيورالحيوانات وتحنيطها للمتاحف . كما اصطادوا بعض الحيوانات الحية ونقلوها في اقفاص . كانوا يتعرضون للابتزاز بواسطة الاتراك المصريين والاوربيين عند الشراء استئجار المراكب وكل شئ . السودانيون كانوا مختلفين .
يقول بريم انه ما ان يغادر الانسان الاراضي المصرية يحس بالفرق . بالرغم من ان بيوت الفلاح المصري ارحب واجود واراضيهم اكبر . الا ان السوداني كريم ولا يحتاج الانسان في بلادهم لحماية ، يحس بالامن ولا يخشى السرقة . كانوا يجدون الترحيب في الآبار ويتبرع حتى النساء بنشل المياه من الآبار لتزويدهم بالماء باريحية . الا انهم لايقبلون حتى ان يبحلق الانسان في نساءهم . وبينما كان ينظر الى زوجة احد السودانيين ، حذره الزوج بغضب . تكلم عن شجاعتهم وعدم تهيبهم الموت حتى في الشلالات فكانوا يمسكون حبل المراكب بين اسنانهم ويسبحون بين الصخور والتيارات القوية بشجاعة .
يقول بريم عن اهل السودان في صفحة 183........ وقد جرت العادة ان يقوم شيوخ قرى السودان بواجب استقبال كل مسافر ياتيهم . ولذا هنالك منزل مسكن كبير وطيب في كل قرية مخصص للضيوف والمسافرين . ان على المرء ان ينظر الى حسن الضيافة كما هو حقيقة او عادة متأصلة ومقدسة عندهم . يقوم بها الواحد منهم دون انتظار لمنفعة ، يرعاها افقرهم مثلما يقوم بها اغناهم ................
حتى قديما كان العالم مربوطا بالتلغراف والصحف . في منتصف القرن التاسع عشر قام الصحفي البريطاني الامريكي برحلة خطرة بين زنزبار وبحيرة تانجانيقا في وسط افريقيا بحثا عن شيخ المكتشفين دكتور ليفنقستون ووجده في بلدة اوجيجي على ضفة بحيرة تانجانيقا . كان مضطرا لدفع ما عرف ب ،،الهونقا ،، رسوم تدفع للمرور فقط عن طريق القماش الخرز او ريال ماريا تريزا. وكان يدفع لطعامه وكل شئ اكثر من السعر العادي . ووجد المستشرقين والرحالة نفس الشي في الدول العربية .
وكان الوصول لدكتور ليفينقستون اكبر خبر وقتها واعظم سبق صحفي .وانتشرت كتب المكتشفين في كل العالم الغربي وشرق اوربا مثل دوشولو، اسبيك ، بيرتون وقرانت الخ وكانت حروب السودان تصل العالم مثل خبر هزيمة الجنرال هكس في شيكان وجيشه الذي كان اكثر من 10 الف مقاتل مزود باحدث الاسلحة وقتها كما كان المربع البريطاني يعتبر قلعة حصينة لا يمكن اختراقها طبقت في كل العالم ونجحت تماما . الا ان المربع البريطاني قد تحطم في شيكان في ساعات واختفى جيش كامل ربما لاول مرة في التاريخ ، وفي نفس الوقت حطم المربع في معركة التيب بواسطة مقاتلي الشرق بقيادة عثمان دقنة . واجبر هذا اللورد كيبلينق لكي يكتب قصيدته الخالدة ،، فزي وزي ،، التي تشير الى شعر البجا المميز . يعترف بالمقاتل السوداني قائلا ما معناه ..... انهم قد قاتلوا الكثير من الشعوب بعضهم شجاع وبعضهم اقل شجاعة . حاربنا الزولو والبتان ولكن السودانيون اشجع الشجعان . ويقول هذه شهادة منا بروعتكم الخ .
من الافلام التي كانت الاشهر في العالم في نهاية الخمسينات وبداية الستينات فلم الريشات الاربعة والذي عالج معارك البريطانيين في شرق السودان ومعركة التيب . كتشنر تعرض لجرح بليغ واجبر على السفر لمصر ثم بريطانيا . وبعدها عرض القائد الانجليزي ما مارسه الامريكان في حربهم في العراق عرضوا جائزة كبيرة لمن يقتل عثمان دقنا . وهاج وماج المجتمع البريطاني خاصة البرلمان والاعلام ووصفوا الاجراء بغير الشريف وغير النبيل . وسحبت الجائزة . وعندما نبش كتشنر قبر المهدي واخذ جمجمته التي كانت ضخمة واراد عرضها في بريطانيا انتقاما لمقتل غردون . لم يقبل المجتمع البريطاني وتخلص كتشنر من الجمجمة في حلفا . بعد سقوط امدرمان تم استباحة المدينة لثلاثة ايام الا ان الاوامر االصارمة كانت عدم التعرض للنساء . لقد احترم البريطانيون السودانيين في كثير من كتبهم مثل حكاوي كنتربري السودانية وظلال على الرمال الذي فيه اشادة بالسودانيين يحق لهم الفخر بسببها .
قديما كان الاوربيون يسألونا عن خلفية الفلم الريشات الاربعة . ولكن في سنة 1966 وما بعدها كان الاوربيون وخاصة الالمان يتكلمون عن فيلم الخرطوم وقتل غردون الذي كان من افلام هوليوود الكلاسيكية والتي مثل جهدا كبيرا وكانت له ميزانية ضخمة . كانوا يطالبونا بشرح بعد الوقائع والخلفيات . الفلم كان حديث الناس .
دخل الجيش البريطاني مصر بعد معركة التل الكبير في 1882 بعد هروب الجيش المصري المكون من 180 الف مقاتل . ولم يبق الا فرقتان سودانيتان . كان الجنود البريطانيون يؤدون لهم التحية العسكرية بعد اسر من تبقى منهم . ردهم على الاستفسار لماذا لم يهربوا ..... لقد اتينا لنحارب .
العم زاهر سرور الساداتي كان على رأس الفرقة السودانية التي حاربت في فلسطين ز كانوا يدفعون بهم للمهمات الخطرة طلب منعم اقتحام احد المواقع اليهودية وبعد استلام الموقع علبيهم اطلاق صورايخ لتلحق بهم الفرقة المصرية . اقتحموا الموقع ارسوا الصواريخ لم تحضر الفرقة المصرية اتى اليهود بمدرعات رفضوا الاستسلام ماتوا وايديهم على الزناد ،، التتك ،، . اسر العم زاهر سرور وفي جسدجه رصاصتان رفض العلاج قبل علاج جنوده . لم يرضخ للتهديد بالتصفية الخ . اببا ايبان وزيبر خارجية اشرائيل ذكر اسم زاهر سرور بالاسم لانهم يحاربون بعنق وصلابة ولا يستسلمون ولا يترتجعون وهذا يجعل اليهود يتجهون للوحشية .
البطل سيد طه الذي كان قائد جمال عبد الناصر عبد الحكيم عامر والفرقة المصرية كان بطلا عرفه العالم ومن المؤكد الالمان لان الكثير من الالمان اليهود هاجر وحارب في اسرائيل .
لعميد\سيد طه - الضبع الاسود

ضابط سوداني كان قائد الكتيبه المصريه التي رفضت الانسحاب من الفلوجه في حرب 48 قال عنه شارون:
( كانت القوات المصرية التي قوامها «4000» جندي تحت قيادة عميد سوداني يسمى سيد طه بيه، وهو محارب قديم تلقى تدريبه في الجيش البريطاني. هذا السيد طه بيه كان بطلاً حقيقياً... رفض الانسحاب وان يجري مفاوضات مع اي من قادتنا و (بالرغم من سيطرتنا التامة على ميدان المعركة، حاولنا كل ما نستطيع لكسر دفاعات سيد طه بيه. ومنذ نهاية اكتوبر، كان هجومنا، الواحد تلو الآخر، يصد مصحوباً بخسائر كبيرة.واخيراً خططنا بجهد عظيم لعملية كبرى في ليلة 27 سبتمبر 1948م. ففي عملية مزدوجة ابقت بعضاً من قواتنا على قرية الفالوجة منشغلة بمناوشتها بينما قامت كتيبة أخرى بهجوم شامل على المنشية. غير أن النتيجة كانت كارثية. فعندما آن أوان انسحابنا فقدنا في هذه المعركة ثمانية وتسعين رجلاً من جملة ستمائة جندي

المصريون قبضوا الثمن وبعض قادتهم كان يشتكي من انه قد قبض 2 الف جنيه والآخرين من لم يقدمواخدمات اكبر قد استلموا 10 الف جنيه . واشعل القادة المشاعل في الليل لتسهيل دخول الجيش البريطاني واعتقل قائد الجيش عرابي ورئيس الوزراء الشاعر البارودي ونفيا الى سيلان . وكانا يتهمان بعضهما بالجبن والضعف الخ .
في حرب اليابان مع البريطانيين في جنوب شرق آسيا استسلم 80 الف جندي بريطاني في سنغافورة . كان اليابانيون يحتقرونهم ويهينونهم في معسكرات الاعتقال ومات الكثير منهم بالامراض والجوع . والفلم جسر عاى نهر كواي عالج مشكلة معسكر الاعتقال . اليابانيون لم يكن يفهمون كيف يستسلم الجندي . ولهذا تهيب الامريكان دخول اليابان وتم ضرب هيروشيما وناقازاكي بالقنابل الذرية .الامريكان رفضوا دخول برلين خوفا من الجنود الالمان . ودخل السوفيت وخسروا 300 الف قتيل فقط في برلين .
في الحرب العالمية الثانية وكما اورد البريطانيون في كتاب حكاوي كنتربري السودانية ..... ان الجنود البريطانيون هربوا امام الهجوم الكبير الذي شنه عليهم الايطال في الشرق . ولهذا اضطر قائدهم ،، كامبل ،،على اطلاق النار عليهم وبقى السودانيون وصدوا الهجوم . هذه اشياء عرفها العالم عن السودانيين .
محمد على باسشا اتي للسودان من اجل الجنود السودانيين الشجعان . ولقد حارب الجنود السودانيون في المكسيك وسارت باخبار شجاعتهم الركبان . الدكتور الالماني امين الذي عمل في السودان وكان له جيش من السودانيين من النوبة والدينكا انسحب بهم بعد مقتل غردون الى كينيا لا يزال احفادهم هنالك . سكنوا خارج نايروبي . قبل بضعة سنوات صارت منظقتهم مرغوبة بسبب ارتفاع اسعار الاراضي .رفضوا الانتقال وعندما كانوا يسألونهم عن اصلهم كانوا يقولون انهم ،، نوبة ،، او يقولون نحن سودانيون . بعض هؤلاء الجنود وصلوا الى تانجانيقا لتي كانت تحت الاحتلال الالماني . وابناء هولاء الجنود او من دربوهم حاربوا في الحرب العالمية الاولى . وكان عددهم حوالى ال2 الف جندي تمكنوا في المعركة المشهورة ،، معركة تانقا ،، من هزيمة 6 الف من الجيش البريطاني المطعم بالهنود وآخرين . وهذا الانتصار شهد به العالم .
العجائز في تانزانيا كانوا يتكلمون عن الانضباط وسيادة القانون في دار السلام عند الاحتلال الالماني . يقولون .... كان يمكن ان تترك اغراضك في الشارع ولن يجرؤ ا ى انسان على اخذها . وكان الالمان يحبون العمل ، الانضباط والجندية . هذا الكلام ينطبق على الكمرون التي لا يزال سكانها يحملون اسماء المانية مثل اسطورة كرة القدم ،، ميلر ،،. وتم تقسيم الكمرون الى جزء بريطاني وجزء فرنسي . كرواتيا واسلوفينيا المتاخمة للالمان كانوا اكثر انضباطا وابعد عن الفساد والتسيب الذي كان منتشرا في صربيا الجبل الاسود مكدونيا كوسوفو، وبوسنيا.
المعركة التي هزم فيها الزولو الجيش البريطاني كان عدد الجنود البريطانيين لا يتعدي الالف جندي . وفي شيكان كان عدد الجيش اكثر من عشرة الف بجانب المرافقين والمساعدين من طهاة ، حمالين ،، سياس،، من يعتنون بالجمال والحصين الخ . وانتشرت هذه الاخبار في كل العالم . كان اكبر خبر في الصحف هو هزيمة غردون بعد حصار امتد لما يقارب العام . وغردون قد فتك بالصينيين في شانقهاي . الصينيون اول من اخترع البارود وكانت لهم دراية بالحروب البحرية والبرية . وقد قام الاشتراكيون في بريطانيا استراليا بالاشادة بهزيمة غردون وانتقدوا ارسال الجنود الاستراليين الى سواكن . وكسب السودانيون احترام وتعاطف الشعراء الادباء الاشتراكيين والديمقراطيين .
حتى في معركة امدرمان وهزيمة الجيش السوداني ، اعترف العالم بشجاعة السودانيين المنقطعة النظير ومواجهتهم للموت بشجاعة . واشار الى هذا الصحفي الحربي وقتها ووزير الحربية ثم رئيس الوزراء ونسون تشيرشل في كتابه الذي اغتناه الكثيرون .... حرب النهر .
فقبل هذا اشاد العالم بشجاعة السودانيين في مقابلة جيوش محمد على باشا الالباني الذي قضي على المماليك خيرة المقاتلين وقتها . وكتب مورهيد في كتابه النيل الازرق ان السودانيين كانوا يعتبرون الحرب نوع من اللعب او الرياضة والموت نوع من الهجوع فقط . والقائد المهزوم وقتها لا يهرب وينتظر الموت وهو على فروته .
من الذين رافقوا جيش اسماعيل باشا . الضباط الانجليز المغاربة .كل انواعه الانكشارية المكتشف والرحالة الانجليزي الذي صار اسقف المدينة الجامعية الانجليزية ،، دورام ،،. تعاطف مع السودانيين وكتب كما ورد في كتاب مورهيداتلنيل الازرق ..... ان لون السودانيين هو اجمل لون اعطاه الله للبشر كما اشاد بشجاعتهم . كان يقصد لون السودانيين الذي تعرفه ب ،، الاخضر النديان ،، اضطر اسماعيل باشا لارجاعه الى مصر .
من اعطي السودانيين اجمل سيرة هو الالماني النمساوي رودولف سلاطين بالرغم من ان بعض السودانيين ينتقدون كتابه السيف والنار كترهات استعمارية . اغلب الالمان اغتنوا هذا الكتاب واعجبوا بشجاعة وانضباط السودانيين وعدم هروبهم في الحرب . وكما نعرف نحن السودانيين انه في المناطق المطيرة ،، يتوربون ،، طريق الهارب حتى في ما كان يعتبر ،، شكلة ،، وتنموا الاشجار في ذلك الطريق لتكون تحذيرا للهاربين من القتال .
سلاطين تحدث عن شجاعة جنوده والجنود الذين واجهوهم . وكيف كانوا يواجهون الموت بشجاعة . امثال الشيخ عفيفي الذي كان مناصرا للحكومة وكيف كان يقذف بنفسه في الحرب ويقول انا اب قلبا عضم . ومات وهو يحارب . مثل ود الترحو والكثير من الشجعان من الجانبين . احد شيوخ القبائل رفض الهرب امام قوة كبيرة . وفضل الموت قائلا انه لن يسمح لامرأة باهانته مرة اخري . فعندما كان في اجتماع للقبائل اراد ان يدافع عن الحكومة مع زوج ابنته . غضب الآخرون مما اجبره على ترك الاجتماع . وخوفا من اللحاق به واصل السفر . فقالت ابنته خجلة من فعلته ،،ابوي هضليم وراجلى ربضا سفر يومين سووه في جبدة ،، .وواجه الشيخ الموت متفاديا العار . وعندما يقرأ القارئ الالماني هذا قبل اكثر من قرن من الزمان لا يتمالك نفسه من الاعجاب بالسوداني .الربضاء هي انثى النعام . والاظليم هو الذكر .
ولهذا قال الشاعر للحجاج عندما هرب من هجوم غزالة قائدة الخوارج .
اسد على وفي الحروب نعام
رمضاء تفزع من صفير الصافر
يقول سلاطين انه في احدي المعارك الحامية الوطيس ترجل من فرسه على عادة السودانيين ، وهذا يعني النصر او الموت . وهذا يفوق شجاعة اليابانيين الذين يرحبون بالموت مثل الساموراي . بعد المعركة يفقد سلاطين حصانه . و يعطيه احد الصبية اللذين تعهدوا بحصانه قطعة من لجام الحصان لان الصبي الذي كان يمسك بالحصان لم يهرب ولم يفلت اللجام حتى بعض طعنه واضطروا لقطع اللجام من يده وكان يقول في رسالة قبل موته لسلاطين انه لم يخن الامانة .
ذهب السودانيون وهم يفكرون في طرد الانجليز من مصر وان المصريين سينضمون اليهم . وهذا موجود في الرسالة التي كتبها الامير عبد الرحمن االنجومي للخليفة عبد الله .وكتب الجنرال وودهاوس رسالة الى ود النجومي قائلا ان الخليفة ارسله بدون زاد ليموت وعند استسلامه سيجد الطعام والشراب الذي حرم منه الخ . رد ود االنجومي كان بأنه اذا هزم وود هاوس وجيشه المصري فسيجدون كل ما وعدهم به ولكن اذا هزمهم فلن يجد سوى . ....... جبة متروزة وحربة مركوزة .
لقد قابل الالمان والطليان الجندي السوداني في ليبيا واثيوبيا اريتريا، وكان جد مميز . وبعد هزيمة روميل الالماني والطليان اراد الحلفاء استباحة المدينة الليبية الا انهم وجدوا السودانيين قد حفروا الخنادق وتمترسوا لمحاربة الحلفاء دفاعا عن شرف الليبيين . والجندي رقم 12080 واسمه الشاويش عوض . وجد اهل عرس في ليبيا يبكون لان الضابط البريطاني برتبة بريقادير قد انتزع العروس واخذها لخيمته فارداه الشاويش عوض بطلقتين . العجائز من الليبيين كانوا يعاملون السودانيين بطريقة مميزة ويقولون لبقية الاجانب ان السودانيين دافعوا عن شرفهم .
في بداية الخمسينات انفتح الالمان على السودان واظن ان اول من اشترى سيارة فولكسواجن كان المحامي مالك ابراهيم مالك . وبعد اكنمال امتداد المناقل اعطت شركة الفولكسواجن عرضا جيد اللحكومة لموظفي المشروع . وصار مسجل القرونديق مكملا لبيوت الطبقة الوسطى . واحس الناس بروعة التنوع واتت سيارات البيجو الفرنسيبة الخ . اعطت المانيا الاتحادية هدية للسودان وصرنا من اول الدول الافريقية التي عرفت التلفاز . وكانت مراكز معهد جوتة والبعثات الدراسية لالمانيا . قدمت المانيا الكثير من المساعدات للجيش والنقل النهري الخ النادي الالماني في بداية شارع واحد الامتداد كان المعرض الالماني . كان السودانيون يستغربون لترك الاضاءة الصغيرة في سياراتهم عندما تكون متوقفة . وعرفنا فائدة هذا للسلامة . تعهد الالمان بالتدريب المهني والمدارس الصناعية . وبدأ السودانيون العائدون من المانيا يتحدثون عن النظام والانضباط الالماني ودقتهم في العمل .
وفي 1967 بعد الهزيمة التي اتى بها ناصر بسبب نرجسيته للعرب ، كان مؤتمر الخرطوم ومقاطعة بعض الدول . سارع السودان لسحب امواله الضخمة من البنوك البريطانية لتركيعها ثروتنا كانت 6 مليون جنيه . واغلب مشترواتنا كانت من بريطانيا وخسرنا في عملية التغيري المذدوجة . ووقتها كان الصباح يتبرع لبلدية لندن بخمسين مليون جنيه التي هى العمولة على الاموال الكويتية في البنوك .
قمنا بمقاطعة المانيا الغربية واعترفنا بالمانية الشرقية والتي كانت تعاني من مرض الكساح والتكلس . عندما يعبرها الانسان يجب ان لا يتوقف ابدا . لانها كانت اكبر بلد بوليسي في كل اوربا . والمباني تبدوا وكأن الحرب لم تنتهي بعد . الفرق بين الالمانيتين مثل الفرق اليوم بين كوريا الشمالية وكوريا االجنوبية .
سبب قطع علاقتنا مع المانيا الغربية هو مساعدة ودعم المانيا لاسرائيل ماديا . الحقيقة ان المانيا كانت ملازمة بدفع تعويضات للغجر بسبب الغجر الذين احرقوا في افران المانيا النازية . كما الزموا بتعويض اليهود . لقد كنا ملكيين اكثر من الملك .؟ لان العرب لم يقاطعوا ونحن الذين خسرنا . واليوم عندما يفكر السودانيون في الاعتراف باسرؤائيل يجد السودانيون الشتم . وما قامت بع اسرائيل من ضم الاراضي العربية هو ما قامت به مصر من احتلال حلايب ونتوء حلفا .
الالمان يريدون العودة الى السودان . المانيا اليوم قوة اقتصادية ضخمة لا تهمها السياسة بطريقة مسيطرة . اوربا كبيرة اقتصاديا حتى بعد خروج بريطانيا . المانيا المفتاح لاوربا . امريكا يحكمها العبطاء امثال ريقان بوش وترامب . االسياسة الاوربية تمتاز بالمعقولية والتوازن . ما قام به ويقوم به تنرامب الذي لا دخل له بالسياسة اتى من الشارع وصار رئيس اقوى دولة في العالم لا يمكن ان يحدث في اوربا . الانتخابات الامريكية عبارة عن سيرك كبير من يقدم احسن عرض ويلفت النظر يحكم امريكا . ان المانيا تفتح الباب لنا فلا تضيعوا الفرصة .
الالمان جافون وثقيلي الظل انهم مثل كرة القدم عندهم بايخة وبدون اثارة ومهارات فردية الا انهم يفوزون كثيرا. مدير شركة اسمها ،، شوبرت فيرك ،، اتيت لهم بعقد لم يكن يعرفون عنه . بعد فترة اتصلت بالمدير لمناقشة الدخول في دولة اخرى . رد على التلفون بعد ان اوصلتني السكرتير ..... مستر بدري ماهىى مشكلتك ؟ قلت له ليس عندي مشكلة ولكن انت الذي عندك مشكلة ! قال بلهجة الانسان الآلي .... ماهي مشكلتي ؟ قلت له مخاطبتك للناس . ووضعت السماعة . بعد فترة فكرت في انني نسيت انني اتكلم مع الماني ليس عنده وقت للبكش والدردشة . امسك لى واقطع ليك . نحن نحتاج للالمان الآن .
دول شمال افريقيا يمتازون بالامانة والشفافية الصادمة . الكاتبة السويدية شاشتن لونديل كتبت كتاب اسمه .... دماء وبترول .... لوندين بتروليم . هذه الشركة وقعت عقدا مع الحكومة السودانية وسلموها منطقة بعد ان طردوا منها اهلنا النوير بالقوة . رئيس الوزراء المحافظ السويدي كارل بلد كان شريكا في شركة لوندين تعرض لهجوم كاسح من الجميع وقد يكون هذا السبب في سقوط حكومته .
قبل اسبوع شاهدت نوعا من الشفافية لا يصدق ولا اطالب بتطبيقة حتى في السويد . كانت هنالك حفلة ضخمة للمثليين الذين بدورهم وجهوا دعوة الى الضيوف كبار الاعلاميين الوزراء رؤساء الاحزاب ونجوم المجتمع واهل المال والسياسة . من المثليين كان بطل العالم اليوم لرياضة قتالية وهي الملاكمة التايلندية التي تشمل الركل . وكان مع البطل زوجه . وزيرة سويدية كانت من المدعوين وهي ام قدمتها المذيعة ك ،، بي سكشوال ،،. وهذا يعني انها تحب النساء والرجال . بالنسة لى الموضوع غير مقبول تماما . وانا اورده فقط لاكشف مقدار الشفافية عند بعض الدول . ولا اشيد بهذا النوع من الشفافية في مجتمعاتنا لاسباب ليست خافية . انه يعكس شفافية وامانة هذه الدول لدرجة انه يصعب ممارسة الفساد فيها .
هذه الاشياء تحدث في الكثير من المجتمعات الا انها لا تخرج الى العلن . وهنا تبدا سياسة الغتغتة الاسرار والفساد بسبب الابتزاز والتهديد بكشف المستور .
1// اذا اراد السودان ان يتقدم فعليه ان يخرج من مستنقع العرب . او في اضعف الايمان الالتزام بالحياد وعدم اقحام انفسنا في مشاكلهم التي لن تنتهي . انظروا لما قام به السوريون في بلادهم . يكفي انفصال الجنوب الذي سببته عنصريتنا وخداع انفسنا باننا عرب والعرب يضحكون علينا . حرب دارفور بين الزرقة والمخدوعين بعروبنهم . جبال النوبة جنوب النيل الازرق ، السبب العنصرية .
2 // هنالك شعوب يعتبر الفساد جزء من التركيبة النفسبية عندها . منهم الهنود . الغريبة ان الهنود اكبر نازيين في العالم كل انسان غير هندوسي يعتبر نجسا بالنسبة لهم . لقد ادخلوا السودان في كثير من الفساد في نهاية حكم نميري . انهم السبب في سقوط الرئيس زوما في جنوب افريقيا . زوما عاد من المنفي في 1995 وهو رجل غير متعلم بامكانيات متدنيبة . سيطرت عليه اسرة ،، قوبتا ،،االتي كان والدهم معدما في بداية حياته ولكن عن طريق الفساد والرشوة صاروا مليارديرات . في احدي حفلات زواج استدعوا المدعوين من الهند بطائرات خاصة ودخلوا البلاد بدون تأشيرة دخول ، تم ادخالهم عن طريق المطار العسكري مثل تهريب البشير . البعض يستفسر كم قبض زوما لتهريب البشير ؟
من صفقة القطارات االتي كلفت 5 مليار دولار استلم قوبتا واولاده الثلاثة وابن زوما نصف مليار وكانوا يتحكمون في توظيف الوزراء القضاة . ويطردون وزير المالية الذي رفض الرشوة ولم يرضح للتهديد بالتصفية . ولهم قناة تلفزيونية من مهامها تلميع زوما والدعاية له كالرئيس الملهم واب الامة . وكانوا على وشك توقيع عقد لمفاعل ذري للطاقة مع روسيا بالرغم من ان جنوب افريقيا شبه مفلسة . بعد سقوط زوما في الانتخابات هرب الهنود للحاق باموالهم مثل الكثير من الكيزان . زوما يتعرض للتحقيق . وجنوب افريقيا في حالة اشبه بالانهيار بسبب الفساد المتفشي في كل وزارة او مصلحة . وزوما يهدد امام الاعلام بانه سيورط الجميع !!!
3 // الصينيون لا يحترمون البيئة في البلاد التي يتعاملون معها . كل ما يهمهم هو ابتلاع كل شئ . الحقيفة المثبته هي ان شراء المنتجات الجيدة هو احسن استثمار وارخص في المدى البعيد لانها تعش لفترة طويلة ولا تحتاج لكثير من الصيانة . عندكم كبري الدباسيين وسد كجبار . البضائع المنشآت من مطارات سكك حديدية سدود كباري التي يبنيها الصينيبون هى شغل عدى من وشك . والفساد مكمل للعمل التجاري مع الصينيين . سيبدفنون النفايات سيهلكون التربة يلوثون الانهار ولا يهمهم ماذا سيحدث غدا .
4 // السوريون قد تم تشجيعهم للحضور الى السودان بواسطة الكيزان . اتي بهم الانجليز مثل رجل المخابرات عطية والذي كان كذلك مدرسا في كلية غردون . بعد فترة قصيرة صار في كل ركن من السودان مفتش بريطاني مامور مصري وتاجر شامي . مارسوا كل السبل والطرق للحصول على المال وبسرعة . اين هم الآن ؟ لم يكن عندهم ولاء للسودان . انهم مثل المسكيت بصعب التخلص منهم . لا يستطيعون العيش بدون مؤامرات وفساد الا من رحم ربي . يكفي ما سببوه في سيراليون ولايبيريا من حروب اهلية ة. يجب ان نفتح اعيننا جيدا . الامر يخص سلامة وطن . اريحونا من الشعارات والهتافات .
5 // البلد الذي كانت عنده ولا يزال وسيكون عنده اطماع في السودان هي مصر . من المخجل ان السيسي يستدعى حميدتي وكأنه انقيب . والبرهان يقطع له تعظيم ، هل سمعتم برجل دولة يقطع تعظيم لرئيس آخر ؟ اذا لم يتم تحجيم المصريين وهم يحتاجونا اليوم اكثر من الماضس فلنقرأ الفاتحة على روح السودان . اذا واصلنا الخضوع للسعودية الامارات وقطر فستستعمرنا جزر القمر قريبا .

 

آراء