السودانيين في ليبيا والعراق المستجير من الرمضاء بالنار
شهد السودان اكبر عملية هروب جماعي للسودانيين من بلادهم بعد استيلاء عصابات الحركة الاسلامية وشيخهم حسن الترابي علي السلطة في الثلاثين من يونيو من العام 1989.
لم تكن عمليات هجرة من نوع الهجرات المعتادة في سبيل كسب العيش او اكتساب الخبرات وانما كانت عمليات هروب صاحبها الذعر والهلع وتعجل الهروب خوفا مما هو قادم من سجون وتعذيب وتصفية الحسابات والانتقام وقطع العيش والارزاق بواسطة المتاسلمين وهو ماتحقق بادق التفاصيل بعد ذلك التاريخ بطريقة جعلت من العيش في بعض بؤر الدمار ومناطق الحروب والدول المنهارة حد خيارات بعض السودانيين للاسف الشديد خاصة في القطر الليبي الشقيق الغارق في الفوضي والغزوات الجاهلية الرعناء حيث تعرض الوجود السوداني الي حملات انتقام منهجي بواسطة المتشددين الحاقدين اما العراق فيبدو الامر اخف نسبيا لقلة العدد المتواجد هناك ولكن توجد نماذج فردية لمن طالهم التعذيب المريع لاسباب عقائدية من بعض العنصريين من اعوان الميليشيات الخمينية الحاكمة في العراق.
ولكن هل تملك الحكومة السودانية معلومات عن السودانيين في ليبيا او اي خطط لاستباق الكوارث وعودتهم الي البلاد او عن اوضاع السودانيين في العراق حتي لو كان شخص واحد قبل انهيار الاوضاع في ذلك البلاد الذي يتعرض شعبه اليوم الي الابادة الصامتة والقتل والتعذيب في عملية غير قابلة للتوقف بينما اصبحت جماعات المهجر العراقية في كل انحاء العالم من الهاربين من جحيم الخمينية الامريكية ومرحلة مابعد غزو واحتلال العراق تطالب بالحماية الدولية لشعبها وللثوار والمتظاهرين العراقيين ولامستمع ولامجيب ...
جماعات المهجر العراقية في كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة يبدو انها قد قررت عدم انتظار المجهول و تجاوز النظام العالمي الفاشل واصبحت تدعو الي وحدة الصف الوطني و قيام حكومة منفي عراقية بدعم من المجتمع الدولي ودعم مشروع القيادة البديلة للقوات المسلحة العراقية باشراف مجموعة استشارية من جيش العراق السابق لانقاذ ما يمكن انقاذه في بلادهم.
في الوجه الاخر للعملية هل ستحارب دول الخليج والمملكة السعودية ايران بلا نهاية في سوريا والعراق واليمن حتي تنتهي الي الافلاس وتصبح فريسة سهلة للفوضي ومخططات الاخوان المسلمين للاستيلاء علي السلطة والثروة لاقامة امبراطوريتها الكبري في تلك البلاد والاقليم الاستراتيجي الهام في ظل التحالف الخليجي والسعودي المهين والاعتماد علي صديق جاهل لايعرف غير لغة المال والاسواق بطريقة تمثل سابقة غريبة وخطيرة في ادارة الازمات وتاريخ العلاقات الدولية ..
نتمني ان ترتفع التنظيمات القومية الي مستوي العملية والمهددات ومعركة الوجود باصلاح اوضاعهم التنظيمية والتحلي بالموضوعية وتجنب الفراغ التنظيمي الذي يفسح المجال امام التحرش والعشوائية واللغة الهتافية والطرق الحرفية في التعامل مع مجريات الامور من اجل الوصول الي منطقة وسطي ومصالحة عربية شاملة .
الانظمة العربية لم يعد امامها خيار ايضا غير السعي من اجل مصالحة قومية وتوحيد الجهود ودعم الشعوب الثائرة ضد الطائفية وايجاد منطقة وسطي بين الجميع والسعي الحثيث لدعم الجيوش القومية لانقاذ مايمكن انقاذه ووقف مخططات الفوضي والتفتيت.