الكرونا أخلت بتوازن القوى العالمى

 


 

 

 

لاشك ان العالم بعد كرونا لن يكون كما كان قبلها فكما خبرنا ان العالم بعد الحرب العالميه الاولى والحرب العالميه الثانيه لم يكن كما كان قبلهما فان العالم بعد الكرونا لن يكون كما قبلها فقد أخلت الكرونا بالعالم ليس سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا فقط ولكنها أخلت بميزان القوى العالمى ومثلما سيتأثر الاقتصاد العالمى بالكرونا اقتصاديا فستنهار اقتصاديات وتتراجع سلع (البترول مثلا ) وتتقدم اخرى وستتغير أولويات دول فى الانتاج وتتأخر اخرى ولكن اكبر مااحدثته الكرونا من اثر هو التغيير فى موازن القوى فى العالم فمنذ بدء اكتشاف البندقيه تغيرت موازن القوه فقد كان قبلها القوه عضليه ثم السيف ودخل السلاح فاصبح من يملك السلاح هو الاقوى فالسلاح قوته بمقدار مايحصده من ارواح والسرعه فى ذلك ونسبة الحمايه لمستخدمه حتى تطور السلاح فوصل السلاح الى نووى فاصبح الأقوى من طور سلاحه النووى وعنده السلاح النووى الذى يفتك اكثر واسرع وبنى توازن القوى العالمى على السلاح النووى والان بعد الكرونا هل اصبح السلاح النووى هو الأقوى ؟ وهل هو الأكثر والأسرع والأكثر فتكا بالبشريه ؟ لا اعتقد فبعد الكرونا قد اختلت موازين القوى ودخل الساحه السلاح البايلوجى ففايروس الكرونا تكلفته لا تعادل السلاح النووى واستخدام السلاح البايلوجى لا يحتاج لوسائل حديثه ومكلفه لنقله واستخدامه او حفظه ويمكن ان تتملكه افقر الدول وتستخدمه ضد أغنى الدول فقد هزمت الكرونا السلاح النووى واخطر مافى هذا السلاح البايلوجى انه متاح للإرهابيين وبأسهل الطرق فمثلا تخيلوا لو كان بن لادن حيا لما احتاج ان يهرب بجنوده الى جبال افغانسان وتدريب وتهريب سلاح ومطارات وتفتيش وتسلل ومراقبة مخابرات فالسلاح الجديد البايلوجى يخترق المطارات ونقاط التفتيش بيسر وسهوله وتقابله فى المطارات الامريكيه مثلا يافطة مرحبا بك فى امريكا وفى رحلتى الاخيره بعد الكرونا بطائره مخصصه لإجلاء الرعايا الامريكان من السودان دخلنا مطار واشنطون والمطار مظلم وشبه خالى ونحن الركاب الوحيدين ولم تتم اى اجراءات تفتيش صحى ولا حتى مجرد السؤال والغريب انه تم فحصنا طبيا فى مطار الخرطوم (التعبان دا )ونحن مغادرين !!ولم يفحصنا احد فى مطار واشنطون بل لم يسألنا احد ان كنا نعانى من اى أعراض مرض وكان السؤال التقليدى هل تحمل طعام ؟ هل تحمل بذور ؟ ودخلنا واشنطون بلا كمامات !!! والغريب ان طائرتنا بعد ان كادت تغادر القاره الافريقيه أعيدت للومى عاصمة توجو وتخيلت انه لفحص صحى دقيق ولكن فوجئت انه لفحص امنى دقيق لمن كان يحمل قنبله او متفجرات او مسدس تخيلوا استغرق اكثر من ساعتين !! ومادرى الامريكان الاذكياء انه قد يتجاوز هذا الفحص من كان يحمل سلاح اخطر من القنبله وهو الكرونا والسلاح البايلوجى لا يحتاج لتدريبات ومعسكرات ونفقات فهو يحتاج فقط لمن يريد ان يضحى بنفسه وحتى هذه ليس ١٠٠% فمثلا ١٠٠ ارهابى حاملين فايروس الكرونا ممكن ان يؤشروا زياره للبلد المقصود فيقصدونه ويتجولوا فى اسواقه وبين التجمعات البشريه وكل ما مطلوب منهم هو ان يعطسوا بين هذه الجموع وممكن بعد ذلك ان يعالجوا فى مستشفيات البلد المستهدف ويعودوا سالمين الى بلادهم والان قيل ان نسبة الاصابه بالكرونا فى نيويورك ٢٥% وهذا بدون ان تكون مستهدفه فما بالك اذا استهدفت ؟ وأغلبية المصابين لا يعرفون انهم مصابين واذكر اننى قرات ايام الهجمات الارهابيه ان ايران دربت عدد من الارهابيين وسربتهم لا مربكا لتفجير انفسهم فى حالة اى هجوم على ايران وإيران بعد الكرونا لاتحتاج لتدريب وعمليات امنيه اختراق وحمايه داخليا والصرف عليهم فالمساله لا تحتاج لكل ذلك فقد اصبحت فى غاية السهوله فالارهابى اصبح لا يحتاج لحزام ناسف قد تكتشفه اجهزة التفتيش او عيون رجال المخابرات الفاحصه او الارتباك والخوف البشرى الطبيعى فمركز التجاره العالمى فى نيويورك كان يحتاج ل ٥٠ كرونى (اشخاص مصابين بالكرونا ) يتم تسريبهم لنيويورك بتأشيرات عاديه وكل مهمتهم ان يعطسوا فى الاسانسيرات والسلالم الكهربائيه ويأكلوا فى المطاعم داخل مركز التجاره العالمى يوم كامل كأى سائح وبعدها يغادرون نيويورك سالمين الى افغانسان او اى مكان آخر ويمكن علاجهم بعد ذلك وشخصيا لا اعتقد ان الذى حدث اخيرا فى العالم كان عفويا او تسريب غير مقصود لفايروس الكرونا وانما هو استعراض قوه عملى للسلاح البايلوجى وهو يشبه ماقامت به امريكا عندما فجرت امريكا اول قنبله ذريه فى هيروشيما فتغيرت موازين القوى العالميه واصبحت امريكا اقوى دوله فى العالم فمن ياترى هو القادم الجديد


محمد الحسن محمد عثمان

omdurman13@msn.com

 

آراء