ازالة التمكين والنكبة الكبري التي لحقت بالإسلاميين
مضي يوم واحد علي المؤتمر الصحفي الذي عقدته لجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد السودانية الذي كشفت فيه بصورة درامية عن فساد النظام السوداني السابق وقيادات الحركة الاسلامية والرئيس المخلوع وبعض افراد اسرته وعشيرته الاقربين بطريقة جعلت كل الملايين التي حرصت علي متابعة المؤتمر الصحفي المشار اليه من داخل وخارج السودان في حالة من الصدمة والذهول بسبب التفاصيل الدقيقة والخطيرة الواردة في افادات اعضاء اللجنة الذين تبادلوا المنصة لاطلاع الرأي العام بالكيفية التي كانت تدار بها البلاد.
تحقيقات وقرارات لجنة ازالة التمكين تكاد تكون هي الشئ الوحيد المتفق عليه في تاريخ السودان السياسي القديم والجديد والقضية الوحيدة التي حازت علي اجماع ودعم ملايين السودانيين بطريقة تمنحها حصانة تامة من ان تسقط او تتغير بالتقادم ومرور الزمن حتي اذا حدث تغيير كامل في تركيبة الحكم الراهنة بعد نهاية الفترة الانتقالية او لاي اسباب اخري قبل ذلك التاريخ .
معظم ردود الافعال الاخري في اوساط الاسلاميين ومراكز القوي من المتورطين في تلك الجرائم واعوانهم كانت باهتة وضعيفة وتفتقر الي الحجة القانونية بينما جنح البعض امثال البروفسير غندور احد كبار المتنفذين من سدنة النظام المقبور الي الهزيان والتهديد بمحاكمة اعضاء لجنة ازالة التمكين بعد عودة الاسلاميين الي الحكم بعد ان طالب عضوية ما كان يعرف بحزب المؤتمر الوطني المنحل والذي لم يتبقي من حطامه غير مجموعة من بعض الافراد المتهوسين والشخصيات العصابية بالصبر وانتظار التغيير بطريقة تؤكد ان الرجل قد فقد اتزانه بعد تبشيره بعودة الاشباح من مقبرة المشروع الحضاري الذي ذهب بلارجعة بعد ان اصبح مجرد ذكره والحديث عنه مادة للسخرية والتهكم.
قرارات لجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد الاخيرة والاخري القادمة في الطريق لاتحتاج الي شهادات لاثبات صحتها من اي طرف من الاطراف ولكن شهادة مباشرة و علي درجة عالية من الاهمية من احد كبار الاسلاميين الذين يشار لهم بالبنان من العضوية الملتزمة في الحركة الاسلامية السودانية واحد الذين وضعوا انفسهم وخبراتهم الغير منكورة في خدمة انقلاب اخوان السودان علي الدولة السودانية ومؤسساتها القومية وانسانها ومواطنيها منذ اليوم الاول للانقلاب في 30 يونيو 1989 وتعليقه علي قرارات لجنة ازالة التمكين الاخيرة التي وردت في مقال للدكتور عبد الوهاب الافندي نشرة علي صحيفة القدس العربي بعنوان
" الفساد في السودان والمصيبة الاعظم "
تستحق التوقف عندها ومعرفة ما ورد فيها من تفاصيل.
الافندي أكاديمي سوداني و أستاذ للعلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات العليا. عمل بتدريس العلوم السياسية في بريطانيا منذ 1997، وكان قد عمل في الصحافة والدبلوماسية في السودان وبريطانيا.
قبل الاطلاع علي شهادة الافندي احد قدامي الاسلاميين وتعليقه علي قرارات لجنة ازالة التمكين الاخيرة ماذا ينتظر القائمين علي الامر في السلطة التنفيذية والجهات العدلية في السودان بهذه القضايا والملفات والاثباتات الدامغة علي فساد القوم وتورطهم المباشر في هدم الدولة السودانية والعدوان علي مواطنيها.
رابط المقال المشار اليه :
https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85/