السلطات الامريكية في مواجهة الداخل والعدو المجهول في وقت واحد
من كان يصدق ان تشعل حادثة من النوع المعتاد في بلد بحجم الولايات المتحدة الامريكية كل هذا الدمار والحريق الكبير الي درجة وصول الاحتجاجات الي البيت الابيض الامريكي مركز السلطة الذي يرمز الي هيبة الدولة العظمي والولايات المتحدة الامريكية.
لقد تعودت الشرطة الامريكية علي مدي تاريخ طويل علي القيام بعمليات اعتقال تقوم فيها باتخاذ تدابير قاسية في مواجهة بعض المطلوبين او المشتبه فيهم في اطار الاجراءات القانونية المتبعة والمسموح للشرطة باستخدامها بما فيها اتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عن النفس في بعض الاحيان في مواجهة العنف المحتمل من بعض المطلوبين في ظل احتمال وقوع الاخطاء القانونية وبعض التجاوزات من بعض افراد الشرطة التي تنتهي في الغالب بشكاوي ومطالبات بتعويض مالي مقابل الاضرار المادية والنفسية للشخص المتضرر من تجاوزات الشرطة.
ولكن في الحادثة الاخيرة وعملية الموت الدرامي للمواطن الامريكي الاسود الذي شاهده العالم كله بعد تصوير العملية بواسطة احد المواطنات من شهود العيان علي الحادثة يبدو الامر مختلفا تماما وكانه من تدبير قوة خفية خاصة بعد الدمار والتطورات والتداعيات السريعة و المخيفة الجارية في مدينة منيابلوس والتي امتدت الي العاصمة الامريكية وعدد من المدن الامريكية الاخري.
تبدو العملية غريبة فعلا خاصة والولايات المتحدة الامريكية لم تفيق بعد من الحادث الاكبر في تاريخ العالم المعاصر بعد مداهمة الفايروس المجهول لنفس البلد الكبري الامر الذي تحول بدورة الي حرب استنزاف يومية تحصد الارواح والموارد وتهدد الاقتصاد الامريكي بكل ثقله في الصميم والدولة العظمي عاجزة عن وضع حد لانتشار الوباء المدمر بكل قدراتها المعروفة ومعامل البحث العلمي الامريكية المتطورة التي حققت عبر عقود طويلة نجاحات مذهلة في كافة فروع العلم والمعرفة.
يبدو الامر مختلفا بعض الشئ وكان الولايات المتحدة قد اصبحت لعبة للاقدار وكتب عليها مواجهة المجهول بعد ان تحولت صيحات الضحية الامريكي الخافتة التي اطلقها قبل ان يلقي مصرعه الي قضية دولية وشعار يتداوله الناس داخل وخارج الولايات المتحدة في ظل استمرار التداعيات المخيفة للحادث واستمرار ردود فعل الشارع وردود فعل الادارة الامريكية التي تعتبر الاعنف علي صعيد التعامل مع قضايا الامن الداخلي في الولايات المتحدة علي مدي سنين طويلة.
من الممكن جدا ان تقوم السلطات الامريكية بالسيطرة علي الشارع ووقف عمليات النهب والسلب التي لاتلقي قبول في الشارع الامريكي ولكن من الصعب السيطرة علي الشعور العام في الشارع الامريكي والمجتمع الدولي الرافض لهذا النوع من الممارسات التي استدعت من غير تعمد او ترتيب تاريخ قبيح من الذاكرة الامريكية من ممارسات العبودية المنهجية والفصل العنصري والحرب الاهلية والاغتيالات السياسية لقيادات الحقوق المدنية من قيادات الامريكيين السود.