كلام الناس
* إنها في العقد الثالث من عمرها، مثقفة وموظفة في شركة بمرتب كبير، جمعتني بها جلسة نقاش ضمت مجموعة من الشباب والكبار، دار النقاش حول ما أثيرة في كلام الناس السبت عن الحياة الأسرية والزواج.
* قالت إنها أكبر أخواتها وقد تزوجت أختها الصغيرة، وهذا يثير قلق والدتها مثلها مثل كل الأمهات، خاصة وأنها رفضت بعض العروض للزواج، وأمها تخشى أن يفوتها قطار الزواج في هذه الظروف المتزايدة التعقيد.
* شنت محدثتي نقداً عنيفاً على الرجل السوداني، وقالت إنه أناني ولا يفكر إلا في نفسه وإنه ينظر إلى شريكة حياته نظرة حسية كأنثى فقط، وإنه يجد أكثر من مبرر لنفسه لكي يبحث عن ثانية.
* تحدثت عن تجربة شخصية تعرضت لها من زميلها بالعمل، متزوج ولديه أطفال صغار، قال لها إن زوجته لم تعد تناسبه لأنه أصبح (رجل مجتمع) وهي حبيسة البيت، طلب منها الزواج لكي (يقشر) بها أمام الناس!!
* قالت إنها رفضته غير نادمة، لأنه أكد أنانيته مسبقاً قبل أن يرتبط بها، وأضافت قائلة: إن أحد أقربائها توفيت زوجته وهي صغيرة، وتركت له أولاده الصغار، لم يمض على وفاة زوجته بضع أسابيع إلا وقرر الزواج.
* تمضي محدثتي قائلة إن والدتها عندما سمعت بنيته في الزواج وسط اندهاش الجميع قالت غاضبة: (احييييييييييي يا بناتي من الرجال، نسوانم ماشات على كرعينن ويزوجو فوقن خليكن من الماتن).
* اختتمت محدثتي مداخلتها الخشنة قائلة: أنا ما مستعجلة على الزواج لأنه مسؤولية مشتركة، لايكفي فيها التوافق والحميمية التي تكثر الكلام عنها في كلام الناس، وإنما لابد من توافر الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي لبناء شراكة أسرية سوية لا تتأثر بعوامل الزمان الذي يغير كل شيء.
* أنهت كلامها قائلة : هذا هو سبب استمرار الحميمية في دول العالم المتقدم حضارياً واستمرار العلاقة بين الرجل والمرأة في مختلف الأعمار، يصحبها معه وهي كبيرة السن ولا يتركها ليبحث عن غيرها وكأنها سلعة انتهت فترة صلاحيتها.