السيادية الجنجويدية عائشة موسى تتنمرّ على رئيسة الاتحاد النسوي

 


 

 

 

قبل أيام طالعنا خبر على صفحات الصحف السودانية ووسائل التواصل الإجتاعي، يقول بقيام السلطات السودانية بناءاً على طلب من لجنة (إزالة التمكين) بإعتقال المدعو الطيب مصطفى -خال المخلوع عمر البشير على خلفية مقال كتبه ضد رئيس لجنة إزالة التمكين السيد صلاح مناع على مشاركته في فساد نظام الإنقاذ الساقط ثم ركوب موجة الثورة السودانية حسب زعم كاتب المقال.

عندما قرأت الخبر، قلت إن هذا الاعتقال يدخل ضمن سياسة تكميم الأفواه وقمع حرية الرأي والتعبير ويتعارض مع قيم الثور وارتداد عن شعاراته، وأن الشعوب السودانية "لن تخضع لقوانين تسلبها حرية التعبير مهما كان الثمن".
يُفترض أن السودان يعيش عهد الثورة، عهد حرية التعبير والرأي للجميع دون استثناء، وطرح الآراء لبناء مجتمع إيجابي يسعى للتطور على جميع الأصعدة، وأن فكرة قمع الحريات وتكميم الأفواه، لن تنقل البلاد الى مصاف الدول التي ارادتها شعارات الثورة.
لم تمر سوى أيام قليلة على حادثة اعتقال الطيب مصطفى حتى ظهر في وسائل الإعلام خبرا آخرا يقول بقيام مجلس السيادة الانتقالي بمنع رئيسة الاتحاد التعاوني النسوي عوضية محمود كوكو، من التحدث باسم الاتحاد اثر انتقادها السُلطات الحكومية لتنصلها عن تقديم مساعدات لنساء متضررات من الحظر الصحي سبق وإن تعهدت السُلطات بها.
وكان لجنة الطوارئ الصحية بوزارة الرعاية الاجتماعية قد تعهدت في 21 مارس الفائت، بتقديم مساعدات للنساء العاملات في بيع الشاي والاطمعة المتضررات من الحظر الصحي بسبب الكورونا فيروس، عبر الاتحاد التعاوني النسوي المتعدد الأغراض. إلا أن الأخير أصدر بيانا قال فيه ان السُلطات لم تفٍ بهذا الالتزام، وأن الكثير من عضويته تعيش ظروفا سيئة خاصة وأنهن يقمن بإعالة عائلات بأكملها.
وقالت رئيسة الاتحاد، عوضية محمود كوكو، لـ"سودان تربيون"، الخميس 4/6/2020م: "إن عضو مجلس السيادة عائشة موسى، استدعتها يوم الثلاثاء 2/6/2020م، وطلبت منها عدم التحدث باسم الاتحاد بحجة إنه حُل من لجنة التفكيك".
ووصفت المدير التنفيذي للمبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي (صيحة)، هالة الكارب، ما حدث للاتحاد التعاوني النسائي من عضو مجلس السيادة عائشة موسى؛ بالصادم وعدته انعكاسا لفشل اختبار الديموقراطية وإخفاقا بيّنا لمجلس السيادة.
واتهمت الكارب مكونات أخرى بالسعي لوراثة الاتحاد وتوظيفه لمصلحتها لخدمة اجندة سياسية، مشيرة إلى محاولة هذه المكونات معاقبة الاتحاد النسائي بعد حديث قياداته عن تنصل الدولة توفير الدعم للنساء المتضررات من الحظر الصحي.
وتأسفت الكارب على طريقة التعامل الحكومي مع هذه الشريحة النسوية الفاعلة، التي كان ينبغي ان تلقى كل الاحترام بعد إسهامها القوي في التغيير ومقاومة بطش النظام السابق وقهره لسنوات طويلة.
عزيزي القارئ..
احتفلت كل نساء السودان بمناسبة دخول اثنتان منهن الى مجلس السيادة السوداني -هما عائشة موسى ورجاء نيكولا. وصاحبت هذه الاحتفالات آمال عراض في أن تتمكن السيدتان من التعبير الصادق عن هموم نساء بلادهن وعكس قضاياهن داخل مجلس السيادة. لكن يبدو بعد مرور أكثر من عام تكوين هذا المجلس أن هذه الآمال قد تبخرت تماما وتحولت السيدتان الى مجرد (دُمي) في مجلس السيادة وأداة بيده لإرهاب النساء وبلع حقوقهن.
السيدة رجاء نيكولا منذ تعيينها عضواً في مجلس السيادة، ظهرت مرة واحدة على فضائية الجزيرة الخوّانجية، لكنها منذ ذاك الوقت اختفت تماما.. ولو أجريت استطلاعا عاما اليوم في السودان عن السؤال من هي رجاء نيكولا، لقال 99% منهم، "رجاء نيكولا دي تبقى منو؟".
أما السيدة عائشة موسى، فإنها كثير الظهور على وسائل الإعلام السودانية، وحدث أن رقصت مع قوات الدعم السريع (الجنجويد) على انغام "الجنجويد جووا والبلد خرب". وحدث أن قالت ذات يوم (والله يا جماعة حميدتي دا ولدي والدعم السريع قوات قومية.. يعني السيدة عائشة كسرت الثلج للدعم السريع ولحميرتي لغاية ما الجماعة قالوا سبحان الله!).
لم تتوقف السيد عائشة عند كسر الثلج لقوات الدعم السريع وزعيمها، بل بدأت منتهزة منصبها في السيادي للتتنمر ضد نساء بلادها، كطردها مثلا لإحدى العاملات في مكتبها لإختلافها معها في مجرد وجهة نظر.
إن الخطوة التي اقدمت عليها عضو مجلس السيادة السيدة عائشة موسى بإستدعاء رئيسة اتحاد النساء السوداني، عوضية محمود كوكو، ثم مطالبتها بعدم التحدث باسم الاتحاد بحجة إنه حُل من لجنة التفكيك، انما خطوة تنمرية مرفوضة تماما تحت كل الذرائع والحجج، وعليها -أي عائشة موسى أن تتراجع عن هذه الخطوة وتعتذر على طريقة تعاملها مع هذه الشريحة النسوية الفاعلة، التي ساهمت في نجاح الثورة السودانية واتت بعائشة موسى نفسها في مجلس السيادة.
الثورة السودانية العظيمة التي اطاحت بنظام الجبهة الإسلامية التي حكمت السودان لثلاثين عاما، قادرة على اسقاط السيدة عائشة موسى التي تتنمرّ ضد نساء بلادها.

bresh2@msn.com

 

آراء