الآن سقطت … الي حكومة الظل … دعماً لحمدوك

 


 

 

 

(1)

صلاح ؛ هو الاسم الأول لقروي مثلي انا و قادم من كورتي ، جمعتنا صدفة الجوار في ضاحية لا تشبهه و لا تشبهني . لكن بدلاً عن تغيير جلدينا فرضنا عاداتنا السودانية المتطابقة أو المنسجمة و القادمة من أقاصي الغرب و شمال السودان . كنا الشخصين الوحيدين الذين يخرجان للشارع لإفطار شهر رمضان في مغرب كل يوم على طريقة اهلنا في النعيمة، السرحان ، الباوقة و الطينة.
والناس من حولنا ينظرون إلينا بدهشة مصطنعة عبر شرفات البيوت و نوافذ السيارات في أبشع صورة من صور الإغتراب القيمي.
في أقل من عام تمكنا من تثبيت مُثُل أهلنا في مجتمع حي الرياض الخرطومي المتنكر في مجمله لجذوره القروية السمحة.
في ذلك الجوار تعلمت ما يمكن توريثه لأبنائي.
عندما تعرضت لصعقة كهربائية عابرة اندفع كل من في بيت صلاح لنجدتي( ان استطاعوا) إلا والدتهم (الخالة آسيا ، أمد الله في عمرها بالخير و العافية) لأنها لم تتمكن من الوقوف لهول الخبر عليها. ذلكم هو السودان قبل ان يختطفه الكذابون القتلة.

(2)
بالأمس الأول خرج بنات و أبناء الحاجة آسيا في كل المدن و القرى و معسكرات النزوح على إمتداد تراب بلادنا بشعارات موحدة معلنين موت النظام العنصري البغيض و إندثار قادته اللصوص .
مسيرات 30 من يونيو كانت أكبر ترياق ضد سموم الإرهابي محمد الجزولي و رفاقه الأشرار. و أبلغ صوت على إمتناع الناس عن شراء بضاعة الجهوية الكاسدة
و اجمل استفتاء على دعم السودانيين للحكومة المدنية الانتقالية بقيادة المحترم عبدالله حمدوك و الذي يبحر بسفينة الثورة وسط امواج عاتية من العسكر الذين يصعب فطامهم و فلول أسماك القرش الكيزاني .
شكراً لشعبنا الذي يقدم في كل يوم فصلاً جديداً في الكفاح نحو الأفضل . فالرسالة قد وصلت الي الاعداء و الاصدقاء على السواء من قبل شعب و ان طال صبره فإنه لا يقهر.

(3)
في مقال سابق كنت قد ناشدت الثوار على تكوين لجان لتدعيم عمل الحكومة و لجانها المختلفة و خاصة لجنة ازالة التمكين و إسترداد اموال الدولة.
لكن أرى و من وجهة نظر متواضعة ان نجعلها حكومة الظل على غرار النمط البريطاني. و ذلك على مستوى الحكومة الاتحادية و حكومات الولايات المختلفة .
حكومة الظل و التي ستتخذ من دور حزب المؤتمر الوطني المنحل مقرات لها على مستوى الخرطوم و الولايات و المحافظات و المحليات ستكون أكبر سند لحكومة الثورة بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك .
قد تأكد سقوطها الآن..فإلي حكومة الظل.


د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء