دراويش الانصار واحتلال الخرطوم في الثاني من يوليو 1976
النميري تلقي التهاني من السادات واسرته بعد القضاء علي الحركة.
لم تجري العادة والتقاليد والاعراف الدبلوماسية في جمهورية مصر العربية ان تتم مراسيم استقبال عائلية للروساء الاجانب من العرب والعجم من زوار الدولة الشقيقة ولكن هذه التقاليد كسرت اكثر من مرة في مناسبات مختلفة مع الرئيس السوداني السابق جعفر نميري الذي ربطته علاقة حب ومودة بمصر الرسمية والشعبية خلال كل العهود التي تعاقبت علي حكم مصر من زمن عبد الناصر الي السادات وحسني مبارك.
حيث يظهر السادات في شريط مصور وهو يقدم افراد اسرته زوجته جيهان السادات واولاده وبناته لنميري الذي استقبلوه بكل المودة والحميمية احتفالا بنجاته وفشل الحركة ولما جاء الدور علي السادات ضحك ضحكة لها مغزي ومعني بعد ان كان قد القي بكل ثقل الدولة المصرية العسكري والاستخباري في عملية افشال حركة الثاني من يوليو 67 وضرب كل الشاحنات التي عبرت الحدود الليبية مع السودان وهي تحمل العتاد والاسلحة لدعم الحركة التي نجحت في احتلال العاصمة الخرطوم علي مدي ثلاثة ايام كان فيها السودان بلاحكومة.
فشلت حركة الثاني من يوليو 1976بعد سقوط العاصمة السودانية الخرطوم لثلاثة ايام في قبضة القوات المدنية لتحالف الجبهة الوطنية السودانية المعارضة لنظام نميري كلهم من عضوية حزب الامة وكيان الانصار ماعدا افراد مسلحين لايتجاوز عددهم العشرين شخص من الاخوان المسلمين والاتحاديين.
زار نميري القاهرة بعد ايام قليلة من القضاء علي الحركة ليقدم الشكر والتقدير للقيادة المصرية والرئيس السادات الذي كان قد ابلغة قبل اسبوعين من العملية بوجود نوايا لضرب نظامه انطلاقا من معسكرات الجبهة الوطنية وتحالف احزاب الامة والاتحادي والاخوان المسلمين داخل الاراضي الليبية بدعم مباشر من القذافي العدو اللدود للسادات والولايات المتحدة والحليف الاستراتيجي للاتحاد السوفيتي ومعسكر الشيوعية الاقليمية في اليمن الجنوبي واثيوبيا .
القيادة السياسية للجبهة الوطنية الصادق المهدي والمرحوم الشريف حسين الهندي وبعض قيادات الاخوان المسلمين اهملوا هذا الواقع الاقليمي وقصة الحرب الباردة الجارية بالوكالة انذاك بين الشيوعية الدولية والامريكان.
لقد تدخل الطيران المصري بتعليمات من السادات وتنسيق مع الولايات المتحدة وقام بضرب امدادات الجبهة الوطنية القادمة من داخل ليبيا خوفا من سقوط السودان في قبضة اصدقاء القذافي في الجبهة الوطنية.
في الوقت الذي تفرقت فيه جموع البسطاء المسلحين من كيان الانصار في شوارع وطرقات العاصمة السودانية عندما لم يصلهم الدعم المنتظر وبعد ان وجدوا انفسهم لوحدهم دون قيادة عسكرية ميدانية او قيادة سياسية ليصبحوا صيدا سهلا لقوات الامن الموالية لنميري حيث نجحت الاذاعات التي انطلقت باشراف وزير الاعلام انذاك بونا ملوال في الشوشرة علي الحركة واطلاق صفة المرتزقة علي القوة الضاربة للحركة المكونة من كيان الانصار اولئك البسطاء الشجعان الذين كانت الخرطوم تحت قبضتهم خلال ثلاثة ايام لم ترتكب خلالها حادثة كسر او نهب او سلب واحدة .
اغلب الاحداث والتحولات الكبري التي حدثت في السودان منذ استقلال البلاد وحتي يومنا هذا تجد بعض المعلومات عنها متاحة في بعض " مجالس الونسة " بعد ان تخضع للتحريف والانطباعت الشخصية من هنا وهناك بعيدا عن التوثيق الرسمي عن طريق لجان للحقيقة تستمع الي شهادات العيان باشراف قانوني ومشاركة مختصين اعلاميين وحقوقيين.
رابط له علاقة بالموضوع :
https://www.youtube.com/watch?v=c4-ZDTjk2no