(اذا سمح لى هذا الجيل الذى احب ان أضع رسالة فى بريده أكون شاكرا و ممنونا فأنا لا أحب أن أقدم نفسي لكم كالذى يملك ناصية الفكر و المعرفة و لكن إنما هي بعض شتات أفكار أود أن أشاركها معكم محبة فيكم) ... (2) (للكراهية باب واسع في هذه البلاد و هى من أكبر عقباتنا و هي باب للعنصريه بكافة أشكالها فى مجتمع متعدد ثقافيا و عرقيا و اجتماعيا و دينيا و سد هذا الباب أوله التصالح مع ما خلفته الكراهية من حروب و ويلات و افقار و اهلاك للأرواح و مقدرات و موارد هذه البلاد الغنيه بما لا يحصي من ثروات) . (3) (العداله من أهم مفاتيح النجاة لهذه البلاد و هي مركب نوح الذى سينجينا جميعا من الطوفان يجب أن نتمسك بها كقيمة انسانية فى حد ذاتها و تكون المقياس لنا أو علينا و لغيابها التام فى تاريخنا جميعا يحتاج ارساءها للكثير من التصالح مع ماضينا الكريه و الشائه و هذا الامر مر كالعلقم و لكن هو سبيلنا الأوحد.) (4) (الصراع السياسى القديم بين المكونات السياسيه لم تكونوا جزءا منه و لكنه ميراث ثقيل و هو أمامكم الآن و متجدد لا يجب أن تدفعوا ثمنه و أيضا لا يجب أن تحملوه معكم و يجب ألا تكرروا نفس ممارساته من خلال تشويه الآخر المختلف حتي تبين أنك اكثر منه تقدما و ادراكا.) (5) (التيارات السياسيه القديمه هي تيارات تستند علي قواعد اجتماعيه لا يمكن تجاوزها بل لا بد من الضغط عليها و مناجزتها وعيا لتستوعبكم اكثر و لتغير من خطها السياسي لتتفهم ما أنتم عليه من وعى و إن أردتم انشاء حزبكم فهذا حقكم و هو حق أصيل و مكتسب.) (6) (يجب أن نعلم أن العسكر لم يحكموا هذه البلاد الا من خلال إراده مدنيه و دونكم التاريخ و لا يخلوا بيت منهم و ان كل ما قامت به المؤسسه العسكريه من انتهاكات بحق المدنيين كانت دوما وراءه اراده مدنيه و أن شكل الثنائيه في الحكم تجعل المدنيين على ذات مستوى المسؤوليه عن هذه الانتهاكات و ان هذه المؤسسة العسكريه لها تاريخ أيضا لأناس يفتخر بهم السودانيون و هناك نماذج ماثله فى التاريخ أو في الحاضر لضباط ترى أن سلوكهم يمثلك جدا.) (7) (أنتم أحوج لخطاب سياسى يخاطب المستقبل يقوم على مبادئ العدالة و ليس الانغلاق علي الماضي و لا أن تحبسوا أنفسكم فى تاريخ من العنف لم تصنعوه و لكن طالتكم ويلاته.) (8) (اعتذر لكم بإعتبارى أحد أبناء جيل صنع واقعا تحملون عبأه الآن في بلاد كان من الممكن أن تكون جنة الله في الأرض . و أعتذر للوصايا ..لكن هو حب أن أراكم آمنيين فى الارض التى تحبونها كحبكم لأمهاتكم ..)
وبعد،،، هذه الأقوال والحكم للمهاتما (صاحب الروح العالية)، الصادق محمد الأمين سمل، وقد عجزت تماما عن اختصارها، فأوردتها كما هي،، الصادق هو والد الشهيد عبد الرحمن، الطالب بكلية الآداب قسم اللغات، المرحلة النهائية جامعة الخرطوم، الذي تم إغتياله بدم بارد ورميه في النيل أيام الحراك الثوري، طلب بعضهم من الصادق أن يظهر أمام أجهزة الإعلام ويعلن العفو عن قتلة ابنه، فرد مبدئيا لا مانع، لكن شريطة أن تعقد للجناة محاكمة علنية ويقروا بجريمتهم، وهو على استعداد للعفو وعلى الملأ.. وسيفعل ذلك حرصا على العبور... طلبوا منه رئاسة مفوضية العدالة الانتقالية، فرفض وقال ينبغي أن تكون برئاسة قانوني متخصص، لكنه لا يمانع في أن يشارك في أعمالها،،،
الصادق سمل لا يزايد على أحد في حبه لوطنه وحرصه في أن تبلغ الثورة غاياتها المنشودة، لكنه يقول ان ذلك لن يكون إلا بالحفاظ على تماسك المجتمع، ومن موجبات ذلك تفادي خطاب الكراهية،،
الصادق سمل لا يزايد على أحد في الحرص على الانتقال السلس الآمن لدولة الديمقراطية وسيادة القانون، لكنه يقول أن ذلك لن يكون إلا باعلاء قيم العدالة لتشمل الجميع، وتفادي خطاب الكراهية والتطرف والمزايداة..
الصادق سمل يدرك أن دعوته تجئ في وقت مبكر، فالألم لا زال مؤلما والجراح لم تندمل بعد، والظالم لا زال يصول ويجول ويتحدى كأنه لم يظلم وكأنه لم يفسد، لكنه يقول ان إعلاء قيم العدالة ونبذ خطاب الكراهية هو مفتاح النجاة، وسفينة نوح التي ستنجي الجميع من الغرق، وأن هزيمة الآخر لن تكون إلا بانتهاج سلوك وطني حضاري متسامي، مخالف لسلوكه،،
الصادق سمل نسخة مكررة للمهاتما غاندي ونيلسون مانديلا، ومن الغرائب أن كلمة سمل في العربية تطلق على من يسعى للإصلاح بين الناس، وهذه صفة لا يتصف بها إلا متسامح صاحب قلب كبير وروح عالية، وهو ذات معنى كلمة مهاتما في اللغة الهندية...
كلمة أخيرة لزعماء الحزب المحلول :- رغم غلاء المعيشة وصفوف الخبز والوقود وانقطاع الكهرباء، خرجت الملايين في 30 يونيو 2020، لتقول لا للدولة الفاشستية، مكمن الفشل والفساد والإفساد... فتأملوا،،، وكلمة أخيرة لزعماء الأحزاب غير المحلولة :- لعلمكم أن الصادق سمل من مواليد 1966... فتأملوا،،،
التحية لهذا السمل وللجندي المجهول الذي يقف خلفه، الأستاذة إيمان بنت الشهيد المقدم عبد الرحمن عبد المجيد أحمد الماحي، وأم الشهيد الطالب عبد الرحمن السمل ،،،