كل من يفهم فى السياسه السودانيه لا شك يعرف وزن الصادق المهدى الكبير فى المعادله السودانيه ووزن حزب الامه وسيظل ذلك لزمن وقد كان لخسران الانقاذ للصادق المهدى اثر كبير فى ضعضعت النظام وانهياره وحزب الامه لعب دورا كبيرا فى خلخلت الانقاذ والتصدى لها فحزب الامه فى المرحله الاخيره على الاقل فى ال١٠ سنوات ماقبل السقوط والتى عشتها فى السودان وكنت فيها متابعا للحراك الثورى وهى فتره لايمكن انكار دور حزب الامه وخاصه شباب حزب الامه فى التصدى للانقاذ فى شجاعه منقطعة النظير صحيح ان الصادق كان متناقضا فى بعض الأحيان بل خائفا فى الحقيقه فكان مرات رجل فى المركب ورجل فى الطوف ولكن ينبغى ان نحمد لحزب الامه انه لم يشارك الانقاذ فى الحكم رغم ان الانقاذ فى احد مراحل ضعفها عرضت علي حزب الامه نصف مقاعد الحكومه وبالرغم من ان نده الاتحادى الديمقراطى رضى بالدنيه فأضعف وزنه فى ساحة السياسه السودانيه
وللامانه فقد كان دار حزب الامه هى الدار الأمنه التى كانت تلجا لها المعارضه وتشعر فيها بالأمان فقد كان تحالف المحامين يستخدم دار حزب الامه فى لياليه السياسيه المعارضه وايام انتخابات نقابة المحامين تصبح دارا لتحالف المحامين بلا اى تحفظات (كان لبعض الاحزاب التقدميه دور ولكن للحق لم تكن متاحه كدار حزب الامه التى كانت فيها قيادات المعارضه يسرحون ويمرحون فيها (وكان الانقاذ غير موجوده )بدون اى تحفظات من اهل الدار وقد ضرب المحامين حتى فى دارهم فى احدى إفطارات رمضان عندما فكر تحالف المحامين فى استخدام دار المحامين فى مواجهة الانقاذ فاقتحم الامن وكيزان الدفاع الشعبى من المحامين الدار وتم ضرب المحامين رجالا ونساءوحتى اطفالهم بواسطة الكيزان بالسيخ والعصى ولكن فى دار حزب الامه كنا نحس بالامان الكامل خاصه وخفير دار حزب الامه (رحمه الله ) كان يعرض بسيفه امام الدار فى شجاعه وتحدى بل لقد كانت تعقد مؤتمرات صحفيه داخل الدار ولا احد يتعرض لها لذلك لم يعجبنى التعريض بحزب الامه ككل بعد مواقف الصادق الاخيره ووصل الحد بالبعض ان اساءوا للامام محمد احمد المهدى نفسه وهذا لا يجوز فمحمد احمد المهدى قامه قوميه لا ينبغى ان نسيء اليها مهما وصل الخلاف بيننا وبين الصادق المهدى ويجب ان لا ننسى دور شباب حزب الامه وجماهير الحزب فى الثوره وللحقيقه فالصادق المهدى ماكان فى قامة حزبه فقد كان كعهده متذبذب المواقف وكان خائفا من الانقاذ (انكر خروجه فى مظاهره بداية الثوره ) وهذا مايجعله يأخذ موقفا ثم يتراجع عنه فالحزب وشبابه كان يضغطون على الصادق والانقاذ تضغط من الجانب المضاد لذلك كانت مواقفه متناقضه ومتذبذبة واذكر للصادق موقفين كان منهارا تماما مره عندما قامت الانقاذ باغتيال ثلاثه من طلاب الجامعه الاسلاميه ومن ابناء دارفور ومن بينهم القذافى الذى تمت الصلاه عليه فى جامع السيد عبد الرحمن (اهله من الانصار )وامها الكثير من قادة المعارضه وعلى راسهم الصادق المهدى وجماهير الشعب السودانى وكانت الأجواء ملتهبه جدا وكنا نتوقع بعد الصلاه ان يشعل الصادق ثقاب الثوره فتشتعل ولكن الصادق بعد الصلاه هرول نحو عربته اللاندكروزر وجرينا خلفه انا وفيصل شبو ودخل عربته فخاطبناه وقلنا له ان الساحه جاهزه والوقت وقت تفجير الثوره ولكن الصادق نكس راسه وتحركت العربه مبتعده واشتعلت الهتافات مشيعه الجثمان حتى مقابر حمد النيل فما بالك اذا كان قائدها الصادق
وفى سبتمبر ٢٠١٣ اندلعت المظاهرات واغتالت الانقاذ العديد من الشباب قيل ان عددهم وصل ٢٠٠ شهيد وعجزت الانقاذ تماما عن لجم الثوار وفلت الامر من يدها واشتعلت المظاهرات فى كل المدن وجاء يوم جمعه تنادى الجميع الى مسجد الامام عبد الرحمن بحسبانه انه اليوم الحاسم وقيل ان الصادق سيخطب خطبة الجمعه ويقود موكب النصر وحشد النظام فى ذلك اليوم حشودا من الامن والشرطه حول مسجد الامام والانقاذ منهاره تماما وامتلأ المسجد بالداخل والخارج وجاء الامام المنتظر يحرسه ابنه اظنه الصديق بمدفع رشاش وهزت الهتافات اركان ودنوباوى والهجرة فى ذلك اليوم وعندما دخل الامام الصادق المسجد وقف كل الحضور هاتفين وانا منهم " عاش الصادق امل الامه " وهتف الجميع داخل وخارج المسجد ويخيل لى ان السودان كله كان يهتف فى تلك اللحظه فقد كان كل امله فى ان يشعل الصادق ثقاب الثوره فالكل جاهز ولكن لقد كانت بداية القصيدة كفر فالجميع كان ينتظر صعود الامام المنبر وإلقاء خطبة الجمعه ولكن الواضح ان الامام ماكنت أرجله تستطيع ان تحمله الى اعلى المنبر واحبط الجميع والامام يترك المنبر للشيخ عبد المحمود وبعد الصلاه وقف الامام فى مكانه ووقف الجميع وهتف الجميع وبدأ الصادق خطابه وبدأ الصادق خطابه بالتهدئة والفشه غبينته خرب مدينته ونحن فى المعارضه غير مستعدين لاستلام السلطه الان وهناك بعض الترتيبات لابد من اتخاذها وهاج الجامع ومن هو خارج الجامع وماج وانشق صف الثوره بل قتلت ثورة سبتمبر بالطلقات التى اطلقها عليها الصادق المهدى فى تلك اللحظات فالبعض شق الصف وخرج فى مظاهره وآخرين استجابوا للصادق وكانت هذه نهاية ثورة سبتمبر قتلها الصادق فى جامع جده عبد الرحمن والواضح اننا الان فى احرج لحظات الثوره وفى اصعب موقف تواجهه الثوره والصادق المهدى يريد ان يطلق الرصاص إيضا على ثورة ديسمبر فهل سنسمح له باغتيال ديسمبر كما اغتال سبتمبر ؟؟ محمدالحسن محمد عثمان omdurman13@msn.com