عفواً -رفض النوبة للوالي الجديد ليس على أساس عنصري -بل لأنه ينتمي لحزب طائفي بغيض
كتبت ثلاث مقالات في بداية هذا الشهر عن الوالي المعين لولاية جبال النوبة/جنوب كردفان من قبل عبدالله حمدوك وليس من مركزية تحالف "قحت". وسنظل نكتب ونكتب لتعرية وفضح تأريخ السيد حامد البشير إبراهيم حتى يتراجع حمدوك عن هذا التعيين غير الموفق الذي يصب في خانة صب الماء على الزيت المغلي، كوّن الولاية تشهد صراعا مسلحا بين قوات الجيش الشعبي ومليشيات الجيش السوداني مدعومة بمليشيات الجنجويد. وكوّنها أيضا تتمتع بتعدد اثني وقبلي، وهذا الوضع إنما يحتاج لشخصية مرغوبة تتمتع بالحكمة والذكاء السياسي.
هذا الوالي -حامد البشير إبراهيم، يقدم نفسه على أنه يحمل مؤهلاً أكاديمياً عالياً، سرده لنا احد أبواقه بعد تعيينه واليا في سطر ونصف، فهو: خريج جامعة الخرطوم بمرتبة الشرف في علم الاجتماع والانتروبولوجيا الاجتماعية، وخبير استشاري، والبروفسير، والأستاذ الدكتور، ودكتور، وأستاذ مشارك، وأستاذ مساعد، أستاذ مادة كذا وكذا، وووولخ. لكن حظه في السياسة اصفارا كبيرة، ذلك أنه بدأ عمله كوالي للولاية بتخبطات وحماقات سياسية قد تشعل مزيدا من النيران المولعة اصلا في الولاية.
منذ البداية، قُوبل تعيين حامد البشير إبراهيم واليا على جبال النوبة/جنوب كردفان، بالرفض التام، لأن مركزية تحالف "قحت"، الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية لم ترشحه لهذا المنصب اصلا. كما رفضته الإتحادات الطلابية والشبابية والمؤسسات والتجمعات والشخصيات بالولاية، لإنتمائه لحزب الأمة القومي الطائفي الإقطاعي ذات التأريخ الفتنوي في المنطقة.
وقد قدمت هذه التجمعات والاتحادات، مذكرة لرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، جاء فيها ما يلي:
نص المذكرة:
التاريخ, 9 اغسطس 2020م
السيد الدكتور: عبدالله حمدوك, رئيس مجلس الوزراء, المؤقر.
تحية طيبة وبعد،،،
الموضوع: رفض تعيين كادر حزب الأمة والياً.
لقد قمتم بتعيين الدكتور حامد البشير والياً لولاية جنوب كردفان، رغماً عن إرادة الجماهير وبعد إسقاط كل الأسماء المقترحة التى تجد القبول، والجديرة بالمحافظة على اللحمة الإجتماعية فى هذا الظرف المضطرب.
نحن الموقعون ادناه من شخصيات و مؤسسات و تجمعات و اتحادات طلابية و شبابية بولاية جنوب كردفان توصلنا الى اجماع شعبي واسع في رافض لخطوتكم هذه استناداً على الاسباب التالية:
_انتماء المذكور لحزب الامة ذو التاريخ السيئ والذي تسبب من قبل في تجييش اثنيات ضد اخرى بالولاية.
_شن حزبه حملة إستهداف واسعة لكوادر الولاية، وإختفاء المئات منهم إلى الأبد.
_عدم التوافق حوله من قبل مكونات الولاية.
_عدم وجود ما يعزز فكرة تراجع هذا الحزب عن أسلوب عمله بالولاية.
_إفتقاره للحياد ومواقفه المعادية لأثنيات بعينها بالولاية من خلال كتاباته.
من اجل تحقق اهداف الحملة سنعتمد في عملنا على النضال الثوري السلمي المفتوح عبر استخدام كافة وسائل المقاومة السلمية الفعالة منها, تسيير المواكب, رفع المذكرات والبيانات, الاحتجاجات الجماعية والفردية, مخاطبة الجماهير العريضة, الندوات، المقاطعة، اللاتعاون, الاعتصامات, الاضرابات والعصيان المدني والشعبي.
صورة الى:
1- مجلس الوزراء الانتقالي.
2- مجلس السيادة الانتقالي.
3- اللجنة المركزية لقوة الحرية والتغيير.
4- تجمع المهنيين السودانيين.
5- ..................... الخ.
الموقعون:
1- اتحاد طلاب جبال النوبة
2- اتحاد محاميي جبال النوبة
3- شبكة اعلاميي جبال النوبة
4- تجمع شباب جبال النوبة بالبحر الاحمر
5_رابطة ابناء جبال النوبة بالبحر الاحمر
6_ كنداكات جبال النوبة
7_تجمع شعب جبال النوبة /شمال كردفان
8_مركز جبال النوبة للحوار والتخطيط الاستراتيجي
9_الشبكة الدولية لمنظمات المجتمع المدني لجبال النوبة
10_تجمع المرأة بالبحر الاحمر
11_ تحالف قوي جبال النوبة المدنية
12_تجمع قوي الهامش العريض/كادقلي
13_تجمع قوي السلام الشامل/الدلنج
14-اتحاد نساء جبال النوبة
15-منتدى جبال النوبة للاداب والفنون
عزيزي القارئ..
وبما أن الأسباب التي أوردتها التجمعات والمنظمات والشخصيات الموقعة على المذكرة اعلاها في رفضها لتعيين حامد البشيرإبراهيم واليا على جبال النوبة/جنوب كردفان، منطقية ولها من الأدلة الكافية، إلآ أن أبواقا فارغة المحتوى ومنعدمة الجذور في أرضية الواقع، قالت إن الرفض له دواعي عنصرية، كوّن الأجسام الرافضة لهذا التعيين، نوباوية، بينما الوالي المعيّن -بقاري. لكن الحقيقة، هي أن ليس لهذا الرفض النوبي القوي للوالي المعّين أي طابع عنصري. فقد حدث أن تولى منصب والي الولاية من قبل أحد أبناء المسيرية دون ضجة نوباوية.. فلماذا تجعل الأبواق المرتزقة منطلقها خداع الناس بوهم عنصرية النوبة تجاه حامد البشير إبراهيم؟
الوالي المعين مرفوض نوباويا لإنتماءه لحزب الأمة -حزب الديناصور والإمام الكذاب (الصادق المهدي). هذا الحزب الذي أكل الدهر عليه وشرب.. حزب خارج الوقت.. وخارج الأحداث.. وخارج الوطنية والإنسانية والضمير..
في انتخابات عام 1986م، لم يفز هذا الحزب الممسوخ في دوائر جبال النوبة/جنوب كردفان، إلآ في ثلاث دوائر من جملة الدوائر الانتخابية العشرة المخصصة للمنطقة، بينما فاز (الحزب القومي السوداني) برئاسة الزعيم الراحل الأب فيليب عباس غبوش بسبع مقاعد. هذا الفوز الساحق كان بمثابة رسالة قوية لحزب الأمة، مفادها أن جنوب كردفان لم تعد بعد منطقة مقفولة له كما كان الحال في السابق، بل أن هناك ظهورا لحزب جديد في الساحة. حزب لا يتجنب ذكر حقوق المنطقة، ومطالب حراكها الاجتماعي وهو الحزب القومي السوداني.
اعتبر حزب الأمة الهزيمة التي تعرض لها في انتخابات 1986م، اهانة له ولرئيسه الصادق المهدي، وبدأ في الانتقام من النوبة بتحريض المكونات المجتمعية المختلفة في الولاية ضدها. وعلى يد هذا الحزب الملعون الخرب، تم تكوين تنظيم "قريش" الساعي لإنشاء دولة البقارة الكبرى التي تمتد من كردفان حتى تشاد وأجزاء من النيجر والكاميرون.
كل الأحداث التي شهدتها منطقة جبال النوبة/جنوب كردفان منذ اخراجه منها بإذلال واهانة بانتخابات 1986م، يقف حزب الأمة من وراءها عبر أدواته التنفيذية في المنطقة كـ (عبدالرسول النور إسماعيل -وعزالدين حريكة -وبرمة ناصر -وولخ). هؤلاء هم الذين قاموا ويقومون على تدمير المكونات الاجتماعية في الولاية، فهم القائمون على تبرير الممارسات اللاخلاقية لحزب الأمة، المدافعون عن وّهم "العُروبة" وولخ.
حتى الأحداث الأخيرة في منطقة خور الورل، يقف من وراءها حزب الأمة بالأدلة القاطعة، فلذلك، مرفوض الوالي الجديد حامد البشير إبراهيم رفضا باتا كوالي لجبال النوبة/جنوب كردفان من قبل المجموعات النوباوية المختلفة، لإنتماءه لحزب الأمة ولإفتقاره للحيادية، وليس لأنه (بقاري.. يعني عربي.. هههههه)!.
bresh2@msn.com