جاء في الأنباء أن سعادة الفريق أول عبد الفتاح برهان رئيس مجلس السيادة قد أشاد بجهود جماعة أنصار السنة المحمدية ودورها في وحدة البلاد وتماسكها. وذلك خلال لقائه بمكتبه اليوم بالرئيس العام لجماعة أنصارالسنة المحمدية وقيادات الجماعة.
مع احترامنا لهذه الجماعة وتقديرنا لسيادة "رئيس البلاد" في أن يلتقي بمن يشاء ويشيد بمن يرغب، ولكن دعونا نجلي هذا الأمر من وجوه عدة. المعلوم من " شريعة " هذه الجماعة أنها تقوم على مواقف "سياسية ودينية " تختلف فيها عن جماعات سياسية ودينية أخرى في الساحة السودانية، وليس ثمة إنتقاد لهم بالطبع في هذا المقام، سوى أنهم يجنحون لممارسة "العنف" في مواجهة خصوم فكريين كالمتصوفة مثلاً في موالد الرسول الكريم، كما لا يترددون في تكفير كافة الملل الدينية التي لا تواليهم رؤيتهم الفكرية الدينية، وفي الجانب السياسي، فقد كانوا حتى الأمس القريب يتحالفون مع نظام باطش للشعب ومنكل بالمواطنين، ومع ذلك فقد ارتضوا بهذا الحلف درجة أنهم استوزروا في وزاراته وتبرلموا في برلماناته، فضلاً عن أنه لم يفتح الله عليهم بكلمة حق شجاعة في وجه سلطان جائر، فماروا سياساته وبرروا لأفعاله، بل ودعوا لعدم التمرد والخروج على الحكام أياً كانت ولايتهم على ملة الرسول الكريم!. كل هذا يعد في عرف سيادة رئيس مجلس السيادة بمثابة "عرفان" مشيداً بجهودهم ودورهم في وحدة البلاد وتماسكها، دوناً عن كل القوى السياسية الأخرى التي كم ناضلت ودفعت مهراً غالياً بما فيهم شهداء الوطن من أجل "جهود" حقيقية من أجل وحدة البلاد وتماسكها، وسؤالنا هو هل يشي كل ذلك بالانحياز لقوى النظام المخلوع والابقاء على سياساته؟. وهل أن سياسات مجلس السيادة ورئيسه هي "الكيل بأكثر من مكيال " يا ترى؟!. فبالأمس القريب أدان مجلس السيادة الذي يترأسه سعادة الرهان، تصرف لجان مقاومة كرري والحتانة واصفاً تصديهم وكشفهم لاجتماع يشارك فيه أحد أعضائهم بأنه " لا يشبه أخلاق وقيم الشعب السوداني ويعتبره تصرفاً غير مقبول شكلا ومضمونا ويقدح في الممارسة الديموقراطية الرشيدة التي نادت بها ثورة أبريل المجيدة" حسب بيانهم الذي أصدروه. إضافة إلى أن إجراءات قضائية قد تم تحريكها في مواجهتهم بسبب ما قاموا به من نشاط يعتبر من صميم "أهدافهم الثورية". علماً بأن هؤلاء الشباب هم جزء أصيل من القوى المتفانية بحق وحقيقة من أجل وحدة وصون سلامة الوطن وتماسك لحمته والعمل على تنزيل شعارات الحرية والسلام والعدالة على أرض واقع السودان وإنسانه الطيب. وفي ظل ظروف "إشادة" البرهان فإننا للأسف لم نلمس من سيادته ومجلسه أي إدانة أو شجب لما يحدث "حالياً" في مدينة بورتسودان، من إقتتال بين أبناء الوطن الواحد ولم نر مبادرة منه أو أي من أعضاء مجلسه الموقر للسفر إلى أرض الأحداث للوقوف على حجم الخسائر والأضرار الجسيمة التي مني بها المواطنون هناك. ليس هذا فحسب بل أن المجلس المشار إليه لم يبادر ـ حسب علمنا ـ بإدانة ما جرى من إقتتال في جبهات مختلفة من البلاد، في حين أنه يحرص على ذلك عندما يجري خارج حدود البلاد، كما تم من إدانة قبل فترة على الهجوم الحوثي الصاروخي المستهدف للسعودية من قبل مجلس السيادة حسب ما تناقلته الصحف، ومع ترحيبنا بوقوف حكومتنا ضد أي عدوان يستهدف أمن وسلامة المنطقة، ولكنا نرى أن "السلام" يعتبر بالنسبة لشعبنا أحد شعارات الثورة الأساسية، فلمً الهروب للأمام؟. وعودة لاشادة سيادة الفريق برهان "بتنظيم" سياسي بالساحة دوناً عن كافة القوى السياسية الأخرى، فهل بالفعل يعمل هذا التنظيم يا ترى من أجل وحدة البلاد وتماسكها، بما أبرزناه من تناقض في مواقف التنظيم المشار إليه، أم أن هذا "الانحياز والاشادة" المخصصة تشير لـ "معاني" أخرى ،، ولا الفهم شنو بالضبط؟. ــــــــــــــــــــ * لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونة واجب وطني. hassanelgizuli@yahoo.com