قُطعان الجنجويدي حميرتي .. يهاجمون موقف الحركة الشعبية الوطني

 


 

 

 

انسحب وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، يوم الأربعاء 20 أغسطس 2020، من مفاوضات السلام في عاصمة جنوب السودان جوبا، احتجاجا على رئاسة محمد حمدان دقلو "حميرتي" لوفد التفاوض.

ويجيء هذا الموقف، بناء على الشكوى التي قدمتها الحركة الشعبية للوساطة الجنوبية قبل بدء جلسة التفاوض يوم 20 أغسطس 2020م، تطلب منها توضيح بعض الأمور المهمة جدا. لكنها -أي الوساطة، تجاهلت هذه الشكوى، الأمر الذي أدى إلى انسحاب وفدها من الجلسة التفاوضية.
عزيزي القارئ..
ما ان تناولت وسائل الاعلام ومواقع التوصل الاجتماعي، خبر انسحاب وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال من الجلسة التفاوضية يوم الأربعاء 20 أغسطس 2020، حتى خرجت زواحف وقطعان زعيم مليشيا الجنجويد "الدعم السريع"، لتهاجم موقف الحركة، معتبرة انسحابها من الجلسة التفاوضية عرقلةً لجهود السلام.
ولكي لا ينبح هؤلاء الحمقى منعدمي الضمير ذوي القلوب الذابلة كثيرا، في دفاعهم الأعمى عن الجنجويدي محمد حمدان دقلو (حميرتي). الشخصية التي صنعها النظام البائد خصيصا لقتل الأبرياء والآمنين وارهابهم. نقول لهم:
1/ موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال من قضية السلام في السودان، موقف استراتيجي وليس موقفا تفاوضيا.
2/ السلام الذي تبحث عنه الحركة الشعبية منذ تأسيسها، هو ذلك السلام الذي يعبر عن حالة توازن بين الأطراف المجتمعية المختلفة في المصالح، والقوة، والإمكانات، والإرادات.
3/ السلام الذي يعالج جذور الأزمة السودانية ويجد لها حلول شاملة.
4/ السلام الذي ينشأ عن مفوضية مستقلة كما جاء في (الفصل الثاني) الفقرة "1" من الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية.
وتأسيسا على ما سبق، نستطيع القول، ان موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، بصفة عامة من عملية السلام في السودان، موقف مبدئي، وينسجم انسجاما تاما مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م (حرية سلام عادلة)، وعلى قطعان زعيم مليشيا "الجنجويد" وأبواقه، وعبيده الذين يمرضون بمرضه، ويضحون بكل شيء من أجله. عليهم ان يعرفوا ان موقف الحركة الشعبية، ليس مجالا للاستغلال السياسي ولا للمزايدة السياسية.
ولقُطعان "حميرتي" وأبواقه، نقول، لا تصنعوا من زعيم مليشيا الجنجويد ديكتاتورا، وتقيمون له أصناما من الصمغ والطين، ولا تنفخوه وتجعلوه كقائد أو زعيما لكم، إما باسم الوطن أو باسم الدين.
ونقول لهم.. لا تصنعوا خطب التمجيد والشكر والدعاء له بالعمر المديد، والعقل الرشيد، والصحة الوافرة والتوفيق الدائم، وأنه الراعي والحامي والضامن، وبتوجيهاته يحدث كل شيء، لأنه هو ومن بعده الطوفان. عليهم ان يدركوا انهم بهذه الطريقة يجعلون من هذا الوحش سفاحا.
في رواية الروائي الكولومبي الأشهر جابرييل ماركيز "خريف البطريرك"، يتحدث فيها عن الديكتاتورية ويُخلدها وفي نفس الوقت يقدم أوجه الشبه أو العوامل المشتركة بين الديكتاتوريات. فالديكتاتور ما هو إلا شيء فوق البشر، وكل همه انتظام ضربات قلبه، وبغض النظر عما إذا كان عقله قد توقف منذ زمن، أو فقد قدرته على التفكير والتدبير.. وهل يدرك المدافعين عن "حميرتي" هذه الحقيقة؟


bresh2@msn.com

 

آراء