"نحن نعلم أن الطريق إلى الحرية دائماً يطارده الموت"
أنجيلا ديفز
زينب بدر الدين كانت تدرك الثمن الباهظ لابتغاء الحرية ولم تتوانى لحظة أو تتردد فى المضي قدماً دون خوف أو مواربة. مضت عنا زينب بدر الدين في ليلة الخميس 20/8/2020 وقد كانت وستظل فى ذاكرتنا بطلة سودانية حقيقية وقائدة وسيدة عظيمة، أحبت هذا البلد بكل خلجاته وأحست بآلام الناس وكأنها آلامها الشخصية، ووقفت مع الضعفاء والفقراء والمهمشين، وفتحت أبواب دارها وروحها لهذه البلاد وأهلها بكل اختلافاتهم وتنوعهم. ونحن إذ نحزن علي زينب اليوم ونبكى فراقها القاسي ونفتقد اطلالتها الحميمة، إلا أننا سنظل نستحضر مواقفها الشجاعة ومحبتها لهذا البلد ومواطنيه والتزامها الصارم بقضايا النساء والوطن وحقوق الانسان. زينب أمضت عمرها القصير متقدمة للصفوف، لم تسعي يوماً للمكاسب الشخصية أو الامتيازات قصيرة المدى، فقد كان جُلّ اهتمامها هو رفعة واستقرار وازدهار السودان ونسائه. زينب سليلة نضال وتنوع هذه البلاد بحق وحقيقة، حملت في خصالها المزيج النادر ما بين الانسانية والمحبة والكبرياء والجسارة ، صفات القيادة الحقّة. سنفتقد زينب فى الحراك النسوى السوداني للأبد ، كما سيفتقد السودان زينب فى هذا الوقت الحرج وسيفقد أجيال من الطالبات والطلاب زينب المعلمة الخبيرة والقادرة علي بث المعرفة والوعي واكتساب المحبة والاحترام. ليرحم الله زينب بدر الدين وليصلي عليها ملائكته، ويلهم ولاء ابنتها ومحمد وبدر الدين ابنائها وزوجها أستاذ صلاح عبد الرحمن القدرة علي تحمل هذا الفقد الجلل.
المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي (شبكة صيحة) /////////////////////////