عفواً سيادة البرهان ،، فهذه نيران ليست صديقة !!

 


 

حسن الجزولي
27 August, 2020

 


نقاط بعد البث

فاجأ سيادة الفريق أول عبد الفتاح برهان الذي يمثل رأس الدولة لحكومة الثورة جميع المكونات السياسية بخطاب أقرب إلى دق طبول الحرب وإعلاء راية المواجهة مع المكون المدني لقيادة ثورة ديسمبر. نعم ،، فالحرب أولها كلام!.

حيث لم تمر سوى أسابيع قلائل على تصريحات الفريق أول شمس الدين كباشي بمنزل الحتانة، والتي أدلى فيها بإفادات سالبة ومحبطة تعبر عن شماتة ونكاية بأكثر منها شفقة وحرص على ضرورة استعدال المسير حينما تبرأ من مشاركته في حكومة الثورة والتي قال أنه يخجل من الانتماء لها ورسم صورة قاتمة للاوضاع بالبلاد واصفا اياها بالسيئة وغير المطمئنة، حيث قال " ان الثورة التي نسمع الان اهازيجها لدى هؤلاء الشباب لم تحدث اي تغيير، فقط غادر النظام السابق ولكن لم يتغير شيئا. وأقر أن الامن غير جيد واختتم قائلاً " الاوضاع الاقتصادية سيئة والواحد يخجل يقول انا مسؤول". وحدث أن كباشي قد درج على إطلاق التصريحات السالبة في كل محفل، حيث سبق وأن هدد في كادقلي بأن "الجيش لن يقبل بحكم مدني أثناء الفترة الانتقالية" أو ما يعني!، كون كل ذلك يأتي من شخص مسؤول في قامة عضو مجلس للسيادة ونائب الوفد المفاوض في محادثات السلام بجوبا
وقد تركت هذه التصريحات علامات استفهام وتساؤلات متعددة لدى هؤلاء المتابعين عن مغزى ومفهوم هذا الحديث والغرض من ورائه؟،
وها نحن نرى بأسف بالغ "رأس الدولة" ذات نفسه يكرر نفس ما قاله صنوه، مما يشير إلى أمر يتعلق باتفاق حول الخطاب السالب الذي "قرروا" التركيز عليه وتكراره، حتى يحدث أثراً يرجونه وسط الجماهير، وهو مما يصنف في خانة "البروبوقاندا النفسية" والتي تلجأ إليها القوى التي تريد كسب "الجولة" بصورة أو أخرى!.
فكون سيادة البرهان يخاطب ضباط وصف وجنود القوات المسلحة بقوله "أن هناك من يريد اختطاف الثورة وشبابها وسرقتها، مشيراً الي ان الثورة صنعها الشعب السوداني كله ولم تصنعها فئة. وأن هناك حملات منظمة تسعى لتفكيك الجيش وتفكيك مؤسساته و"شركاته الاقتصادية"، لتفتيت البلاد، منوها إلى أن سوء التخطيط والإدارة هي سبب الازمة الحالية، مصرحاً ان هناك جهات تعمل على الفتنة بين القوات المسلحة والشعب، مكرراً نفس حديث الكباشي بأن الثورة لم تلبي طموحات الشعب ولم يحدث أي تغيير فعلي، بل أن الوضع أصبح أسوأ، قائلاً أن الفاشلين يريدون أن يعلقوا إخفاقاتهم على مؤسسات الجيش!.
ماذا يعني هذا الحديث وإلى ماذا يرمي، ومن هم الذين يشير إليهم "بالفاشلين" وبأنهم يحاولون سرقة الثورة؟ هل هم فلول النظام المخلوع؟ هل هم أولئك الذين يراهم ويسمعهم سيادته والكباشي في أوساط " المتأسلمين الكذبة" بمحاولاتهم "المستميتة" إعادة عقارب الساعة إلى الخلف؟ هل يا ترى هي "الحركات المسلحة " التي تفعل ذلك أم "الحركات المتأسلمة"؟!.
وهل هذا خطاب " قوى صديقة" أم "نيران لعدو لدود"؟!، هل يعقل أن رأس الدولة بنفسه يحرض ويستعدي و"يحرش" جيش الشعب على الشعب حينما يقول بأن هناك جهات تحاول شيطنة القوات المسلحة، وأنهم يحاولون سرقة مال الجنود الذي جمعوه بكدهم و"عرقهم" من السعودية واليمن"؟ أي حديث هذا يا سيادة البرهان؟ وأنت القائد "النبيل" ومن المفترض أن تكون معتداً بجنودك، ووطنك، فهل ترضى بأن يتحول جنود بلادنا البواسل إلى "مرتزقة" وبالمفتخر كمان؟!. هل يعقل هذا؟.
أي خطاب سياسي هذا في هذه المرحلة الحساسة، والذي يخلو من أي إشارة إلى نظام الانقاذ السابق، ومن أي إدانة لما تفعل فلوله حالياً؟ أو أي إشارة بأن ما تعيشه البلاد هو نتاج لأفعال الانقاذ المخلوع!، يترك الحرامية الذين تكشف لجنة التفكيك يومياً نهبهم لخيرات الوطن، ويتحدث عن فئة " يدعي "بأنها تعمل من أجل سرقة الثورة"؟.
هذا خطاب معطوب للأسف ويكمن الشيطان في تفاصيل سطوره حقيقة، وعلى قوى الثورة "الحقيقية" مراجعة هذا الخطاب والوقوف عند الذي قاله السيد "رأس دولة مجلس السيادة"، فهو يمس عصب الشراكة الوطنية بين المكون العسكري والمدني، لأن موقع كهذا لا يمكن أن يطلق منه رجل في قامة البرهان الحديث على عواهنه ويترك هكذا!، فإن فوتم ما قاله الكباشي بالأمس، فلا يمكن أن يمر هذا الخطاب هكذا وكأن الأمور على ما يرام، هناك أمر يدبر وعلى قوى الثورة في الحرية والتغيير والمهنيين ولجان المقاومة وشباب وكنداكات الثورة أن يبقوا على "الترس الثوري" مستعداً، وعلى سيادة الفريق أول البرهان أن يفهم حقيقة أساسية نتفق فيها معه عندما قالها بنفسه وهو يصرح خلال خطابه المعني بأن " ما حدث في السودان هو تغيير حقيقي ليس فيه خذلان ولا رجعة ولا خداع للشعب السوداني مشيرا الى الحرص على تحقيق السلام الشامل فى البلاد".
وبتصريحه هذا نختتم مؤكدين للجميع بأن يوم "أمس" لن يعود و"غداً" نكون كما نود! ،، و"لن تفلت الأفعى وإن حشدتْ أساطيل الجحيم وحصَّنت أوكارها".
ـــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.

hassanelgizuli@yahoo.com

 

آراء