أين ذهب هؤلاء؟. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر!.
نقاط بعد البث
في مجتمعنا السوداني توجد أسماء متعددة وفي مختلف ضروب النشاط الاجتماعي فنياً ورياضياً وسياسياً وأدبياً، ولسبب ما تسقط من ذاكرتك لمختلف الأسباب، ولكن ذكراهم تنشط فجأة وتتلألأ في مخيلتك ليس لأي سبب سوى لأنها اختفت من الساحة والمجتمع وأنت لا تعلم أسباب هذا الاختفاء.
حدث لنا ذلك مع العديد من هذه الأسماء، لأسباب متعددة، فإتضح لنا أن أقواها كان بسبب غيابنا الطويل عن البلاد لسنوات، وعند العودة لاحظنا إختفائها مؤقتاً بين تلافيف الذاكرة، ولكن حضورها يفرض نفسه فجأة فتستحضرها ذاكرتك، إلا أنك تكتشف أنها أصبحت غائبة من المشهد الاجتماعي في الحقول التي كانت حاضرة ونشطة فيها!.
ومن بين هذه الأسماء بعضاً من الأصدقاء الذين لسبب أو آخر ابتعدوا وابتعدت عنهم، ومن بينهم معارف وكذا شخصيات عامة قد لا تجمعك بهم علاقة سوى نشاطهم الاجتماعي العام، ومع ذلك نفتقدهم جميعاً ونظل نسأل عنهم، لنكتشف أن حتى الذين سألتهم عنهم لا يعلمون عنهم كثير شئ يذكر!. وهكذا تسيطر هذه الأسماء على الذهن، الذي يظل مشغولاً بهم وبالسؤال الدائم عن وجودهم وسر اختفائهم، ومع دوام التساؤل عنهم، نرفع الأكف متضرعين إلى الله ألا يكون هناك ثمة مكروه قد حلً بهم، ونرجو لهم دوام الصحة والعافية والعمر المديد، أما من رحل منهم فلهم الرحمة والمغفرة ولتكن هذه الأسئلة عنهم بمثابة رد لجميل طوقوا به حياتنا وأمتعونا بما لديهم من محاسن وخصال أشهرتهم وجملوا بها حياتنا!.
*نسأل عن الأستاذ علي حمد إبراهيم الكاتب والأديب الذي كانت آخر أعماله بالنسبة لنا روايته بعنوان "الذين دقوا الأبواب"!.
* نسأل عن الأديب والقاص والشاعر الصديق حسن أبكدوك من نواحي تلك المنطقة بأم درمان والذي اشتهرت أعماله الابداعية على صفحات الدوريات الثقافية والأدبية منذ سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي ولم نعد نسمع عنه شيئاً!.
* نسأل عن القاص والمسرحي الصديق عثمان علي الفكي الذي اختفى عنا هو الآخر ولم نجد إجابة شافية عن كنه غيابه.
* كذا الأديب عطا الجعلي والشاعر شمو والقاص هاشم محجوب!.
* وأيضاً التشكيلية نايلة الطيب التي اشتهرت ببيانها التشكيلي "الكريستالي" في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وكذا الصحفية أمال بابكر عضو هيئة تحرير مجلة الثقافة السودانية سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي!.
* أين الدرامية المبدعة نادية بابكر!.
* أين مولانا أبيل الير الجنوبي الوقور!.
* كم افتقدنا مجموعة ظرفاء دار الرياضة أم درمان وهم كثرة، ولكنا نذكر منهم كل من "السر السفيه وسعد الترزي وباجوري عريف الشرطة"!.
* في أروقة جامعة الخرطوم ومراكز ومؤسسات البحث العلمي اختفى عنا دكتور علي عبد الله عباس ،، أين هو!.
* أين كل من جون نرت بطل الجمهورية في سباق الدراجات وخليفة عمر بطل العالم في عدو المسافات الطويلة والذي طاف معظم العالم في عام 1988 وهو يحمل الشعلة الأولومبية!.
* ثم أين كل من " جقدول، جاد الله، شاويش، قرعم، سمير، السر الجمل، التيجاني لاعب المريخ وأستاذنا لمادة الجغرافيا بمدرسة بيت الأمانة العامة، هؤلاء الذين شكلوا مجموعة اللاعبين الدوليين الذين كانوا يمثلون البلاد في الفريق الأهلي السوداني أوان عصر الكرة الذهبي خمسينيات وستينيات وحتى بداية سبعينيات القرن الماضي!.
* ثم تعالوا نسألكم عن المخرج محمد طاهر في الاذاعة السودانية بمسلسلاته وتمثيلياته الواقعية من البيئة السودانية، خاصة في المسلسلات الرمضانية منذ نهاية ستينيات وسبعينيات القرن الماضي!.
* وتعالوا نسأل عن الكاتب والأديب جمال عبد الملك (ابن خلدون)!.
* ثم أين حنان الصغيرة التي أشجت المستمعين بصوتها الطروب في أغنيات "ماهو عارف قدمو المفارق" وأغنيات أخرى سبعينيات القرن الماضي!.
* وأخيراً أين هي كابتن مريم النجومي إحدى أوائل لاعبات كرة التنس وأول مؤسسة لفريق كرة سلة في السودان!.
وغيرهم كثر إلا أن الذاكرة لم تستطع استحضار أسمائهم ، فغفر الله لنا .
ربما تبدو مجموعة لا يجمعها جامع ولكن إن تمعنتم فيها وعادت بكم ذاكرتكم إلى عهدهم الذي كانوا فيه بمثابة نجوم، ستتلألأ لكم كما سبق وأشرنا "صولاتهم وجولاتهم" كل في حقله ومحيطه الذي أشهره!. فابحثوا معنا رجاءاً عنهم ودلونا على آثرهم وأين ذهبوا ،، أولئك الذين أختفى جلهم مع عهد الانقاذ وحلً محلهم سدنتها والذين كانوا " يبرطعون" وهم يسدون أبواب الاعلام لهم وحدهم ،، ومنهم من قيل أنهم عبارة عن "قرآن يمشي بين الناس"، أستغفر الله العظيم.
عليه دعونا في مقابل تساؤول أستاذنا الطيب صالح "من أين جاء هؤلاء"، أن نتسائل أيضاً "أين ذهب هؤلاء" ،، ففي الليالي الظلماء يفتقد البدر!.
ــــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.
hassanelgizuli@yahoo.com