بواكي الإنقاذ و(سودان بكرة) !!

 


 

 

 


كنا قد أرجأنا الحديث الذي بدأناه عن الهجمات الإعلامية الفاجرة على الثورة؛ وهي هجمات كاذبة خاسرة خاسئة.. ولكنها لا تجد ما يقابلها من إعلام الثورة (المدفوع عليه) من مال الشعب ليضعها (في علبها) أو داخل (فتايلها).. ولكن انشغلنا عن ذلك بتفنيد حملات الإنقاذيين والمتضررين من زوال عهدهم البائد الأثيم فلم يجدوا أمامهم غير اللجوء إلى (نائحات الإيجار) في حملة التشفي من الثورة عبر كارثة السيول والفيضانات..ألا ما أهون همة هؤلاء (القواعد) الذي يبدون الشماتة (وهي من أساليب الضرات الجاهلات) ويظنون أنهم يتشفون في الثورة ويحرّضون الشعب عليها..مع علمهم بأن الثورة هي كل الشعب (عدا الفلول) وأن الشعب يؤيدها بدوافع سامية لا يفهمها الإنقاذيون وبواكيهم المترهلون الذين تنوء أعجازهم من ثقل بطونهم التي نبتت وربت وتعاظمت من أكل السحت..!!
كل مصيبة حدثت في السودان وسوف تحدث في مقبل الأيام هي من تركة الإنقاذ ومن صنائع الفلول بما في ذلك أزمة الخبز والوقود وارتفاع الدولار.. بل إن واحداً من جماعتهم من يحسب نفسه الأحق بـ (زفارة اللسان) قال إنه يخشي أن تقول الحكومة إن كارثة السيول والفيضانات من صنع الإنقاذ.. ونحن نقول لهم نعم.. إن معظم تداعياتها هي فعلاً (صناعة انقاذية) فهي قد انشغلت بالسرقات وأهملت البُنى التحتية وإقامة الجسور وترميم السدود وإصلاح الأراضي وممرات المياه وردم المنحدرات و(تراسة الأنهار) وحماية القرى..وهي قد أفقرت الناس وقتلت روح النفير والنجدة وقلّمت أظافر الجمعيات والتجمعات المدنية والأهلية.. نعم هذه الكارثة من آثار الإنقاذ في حين أن نفحات السماء وفيضان الأنهار من بركات الثورة.. وغداً ستنحسر السيول ويكتسي السودان خيراً وخضرة وزراعة ورعياً ونماء وبهاء.. ويطمس الله عيون الحقد التي تتاجر وتتفكه وتتلذذ من خلف زجاج البنايات الفاخرة بأوجاع المواطنين بدلاً أن تشمر أطراف جلابيبها الفضفاضة لتغيث الدركانين..!
قصدنا الإشارة والمقارنة بين التلفزيون القومي وبين قناة (سودان بكرة) وكانت المناسبة إن القناة قدمت (بأنفاس الثورة) برنامجاً عظيم الإفادة يحتشد بالوقائع والمعلومات عن مشروع الجزيرة وكيف دمرته الإنقاذ وما هي الفرص والتحديات لإصلاحه وإعادة إعماره.. ولم تتعلل بشح الإمكانات..ومنتهى علمنا أن قناة (سودان بكرة) يقف عليها شابان فقط يديرانها بعد انتهاء دوام عملهم ويصرفون عليها من جيوبهم ومعهم حفنة لا تتعدي أصابع اليدين ممن يقتطعون لتسييرها نصيباً من قوت يومهم..ولهذا تظهر القناة وتختفي..ولكننا لا نجد مثل هذه البرامج الحيّة في تلفزيون السودان القومي بكل حشود موظفيه (وهم بلسان مديره 1400 موظف و300 متعاون)..!! كل هذا العدد لم يفتح الله عليه بأن يقدم (برنامجاً واحداً) مثل برنامج مشروع الجزيرة (أو عن الزراعة المطرية أو الصناعات والصادرات أو التعليم والإنتاج..الخ وهذا حديث قلناه ونكرره حتى يفتح الله بيننا بالحق) وكل هذا العدد لم يستطع أن ينجز برنامجا واحداً عن فساد الإنقاذ (الذي حارت البريّة فيه) ولا هو استطاع أن يقدم برنامجاً واحداً عن جرائم الإنقاذ أو حتى أن يقدم (مؤانسة عابرة) مع احد الذين خرجوا أحياء من بيوت الأشباح..!
نعلم إن بتلفزيون السودان إعلاميون ثوريون أماجد ولكننا نعني نهج التلفزيون الإعلامي الذي ينبغي أن ترسمه إدارة التلفزيون ومجلسها البرامجي الذي يحدد هوية التلفزيون ووجهته وتوجهه وخريطة برامجه ساعة بساعة ويوماً بيوم وأسبوعاً بأسبوع.. فهذا تلفزيون الثورة وليس "البي بي سي" أو "دويتش فيللا" أو إذاعة "مونت كارلو" ولا يمكن أن يظل صامتاً عن الأكاذيب والشائعات والأراجيف التي ينشرها الفلول إلى درجة تهديد أمن البلاد وإسالة دماء الأبرياء.. فالي متى نحن في هذه الغفلة التي قال عنها الإمام علي (إني لأعجب من جد هؤلاء في باطلهم وسكوتكم عن حقكم )... أو كما قال..!

murtadamore@gmail.com

 

آراء