من منصة الشيوعي نقولها لا للبرهان

 


 

 

 

قال رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في كلمته أثناء الاحتفال بتوقيع اتفاق السلام في ساحة الحرية "نعتذر عن صفوف البنزين والخبز نحنا مقصرين كلنا مقصرين" وأضاف قائلا “الشعب قاد ثورة عظيمة ولا يمكن إن يقف في صفوف الخبز ويجب أن نقف معا للنهوض, نستحق حياة بقدر النضال.. نعد بوضع إيدينا فوق يد البعض للعبور وسنغير الحال والواقع قريباً. 

إذا كانت المقولة المنسوبة لكارل ماركس صحيحة " نقف في منابر الرجعية ونقول ما نعتقد وليس كما تريد" لذلك تجدنا نقف على أعلي منصبة للزملاء الشيوعيين ونؤيدهم في أن النفوذ الخارجي يشكل خطرا محدقا بوحدة السودان، و أن النفوذ قد طال حتى بعض قيادات القوى السياسية التي عجزت أن تفرق بين رغباتها الشخصية و مصلحة الوطن. لذلك تحول الدعم الذي كان معلنا عنه، من دعم للشعب لحفنة من القيادات لكي تلبي مطالب النفوذ الخارجي دون مراعاة لحقوق الوطن و المواطن.
أن حديث البرهان يعد كلاما جميلا لكنه؟ يطرح العديد من الأسئلة. لماذا يتوقع البرهان حل مشكلة " الخبز و الدواء و المواد البترولية" بعد توقيع "اتفاق جوبا"؟ وهل دفع تكاليف فواتير هذه المواد سوف يكون من الخارج؟ و إذا كان من الخارج من هي الجهات التي سوف تدفعها؟ و ما هو الثمن الذي سوف يدفعه السودان نظير ذلك؟ و ما علاقة كل ذلك بالحديث الذي قاله نائبكم حميدتي أن قبول التطبيع مع إسرائيل فيه خير كثير للسودان؟ حيث يكون أوله رفع أسم السودان من "قائمة الدول الراعية للإرهاب" ثم ماذا بعد قبول مسألة التطبيع؟ و ما هي الخطوة الأخرى التي تلي مسألة التطبيع؟ هل هي إرسال قوات لمحرقة أخرى في المنطقة إرضاء للأوصيا السودان في المطنقة؟ هل أصبح قوت شعب السودان مرهون بنفوذ دول أخرى في المنطقة؟ و هل القوات المسلحة تقبل انتهاك سيادة البلاد من قبل دول المنطقة؟ و إذا كانت ثروات البلاد تلبي احتياجاته لماذا تريدون إزلال هذا الشعب و تقبلون ما يطلبه النفوذ الخارجي؟
إذا كان الشعب قد قاد ثورة عظيمة كما جاء علي لسان البرهان، لماذا تريدون تركيعه و إزلاله لكي يلهق وراء لقمة العيش لأطفاله؟ و الوقوف في صفوف العيش 24 ساعة، و بعد ذلك يمكن أن لا يجد رغيفة واحدة تسد رمق طفل لم يبلغ العام. لا تقولوا أن المعاناة بسبب إنعدام العملة الصعبة. إذا كانت هناك شركة واحدة معروفة لديكم تصدر في الأسبوع 300 كليو من الذهب، هذا ما صرح به نائبكم محمد حمدان دقلوا " حميدتي" و هذه الكمية تساوى 61 مليون دولار أمريكي في الشهر و 734 مليون دولار في السنة. هذا المال يكفي حاجة البلاد المطلوبة. فإذا كانت البلاد لها هذه المصادر التي تغطي حاجة البلاد فقط إنتاج شركة واحدة لماذا التسول؟ و إخضاع البلاد لشروط الآخرين؟ أن الوطنية ليست شعرا يقال، و لا كلمات لتزين الخطابات في المنابر بل هي مواقف..! و لا نجد هناك مواقف من أجل الوطن. أن التاريخ لا يسجل مواقف العظماء وحدهم، و لكنه يسجل أيضا مواقف الخذي و العار. يجب عليكم أن تغيروا اللون الرمادي للون زاهي يخطف البصر و يشكل أرضية للجداريات الوطنية.
بعض دول الجوار عندما نجحت الثورة؛ أعلنت أنها سوف تقدم منحة للسودان بثلاث مليارات من الدولارات، و لكنها تراجعت عندما شعرت أن بعض القيادات في الساحة يمكن شرائها في سوق النخاسة بأقل الأثمان، حيث تدفع بضع ملايين من الدولارات تشتري بها بعض صناع القرار، بدلا من دفع المليارات لشعب عصي أن تلوي عنقه. و كان الهدف من التجويع و نقص الدواء و المواد البترولية أن تركع الشعب حتى يقبل شروط من يريدون شرائه و إرسال أبنائه كمرتزقة للمحارق الدائرة في المنطقة.
أن تكاتف الأيادي، و الاتفاق الوطني، هو المعبر لحل مشاكل السودان، بدلا من بيع أراضيه، و ثرواته للنفوذ الأجنبي بأقل الأثمان، نختلف مع الزملاء؛ أن الفترة الانتقالية هي مساومة سياسية و هبوط ناعم بفضل الوثيقتين، و يجب مراعاة ذلك حتى إنتهاء الفترة الانتقالية. لكن السلطة هي سلطة الشعب الذي قدم فيها الغالي و النفيس، رغم أن البعض يريدها فترة تمكين و ولاء و تحقيق مصالح حزبية و شخصية، التناغم مطلوب دون ضياع حقوق الوطن، أو رهنه للنفوذ الخارجي، و بيع شبابه كمرتزقة لحروب ليس للسودان فيها مصلحة. و لنا عودة أخرى للوقوف علي منصة الزملاء. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com

 

آراء