بالعون الذاتي والتكافل الاجتماعي نواجه الكرونا!.
نقاط بعد البث
كشفت الموجة الثانية من جائحة الكرونا والتي ضربت العالم مرة أخرى، عن فقر الدولة السودانية وعدم قدرة الحكومة القائمة ومسؤوليها على مواجهة هذا السرطان الوبائي وقلة المستشفيات التي لا تستطيع إمكانياتها إستيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين!.
ومع تدني ثقافة الاحتراز بالرشادات الطبية المتعددة والتي صدرت وما تزال تصدر عالماً وإقليمياً ومحلياً ليتجنب المواطنون عن طريق إتباعها، هذا الوباء الخطير أو التقليل من نسبته في أوساط السكان والتجمعات. إلا أن الملاحظة هي ضرب السودانيين تحديداً عرض الحائط بكل تلك الارشادات بل وتحدي المرض الخطير بالعمل عكس ما تشير إليه الارشادات الصحية ، خاصة فيما يتعلق بضرورة غسل اليدين عدة مرات في اليوم الواحد والتعود على ارتياد الكمامات والتباعد الاجتماعي قدر حدود الاستطاعة في الأسواق ومناسبات الأفراح والأتراح، وهو ما ساهم في ارتفاع أعداد المصابين والوفيات يومياً!. ضمن ذلك ما تم رصده من مقولات "ساذجة" وغارقة في التخلف وهي تصدر من البعض لتزيد الطين بلة، حيث يعلق البعض على ارتداء البعض للكمامات الصحية قائلين عنه " فلسفة منو ساي ،، وعامل فيها مثقفاتي كبير" ،، تخيلوا مدى الاستهتار!.
آزاء كل هذا فلا بد من أن نشمر عن سواعد "التكافل الاجتماعي" والاعتماد على مد أيادي "العون الذاتي" للقيام بواجب التصدي المدني دون انتظار للمدد الرسمي والحكومي!.
في ذلك يجب أن تلعب لجان المقاومة في المناطق والأحياء دوراً كبيراً فيما نقدمه من مقترحات متواضعة، سيكون لها الأثر البالغ إذا ما تم الاهتمام بها.
نقترح أن تتولى لجان المقاومة تنفيذ مقترح بإنشاء وادارة "مستشفيات ميدانية" مؤقتة يمكن أن تشرف عليها وزارة الصحة والمسؤولين في الادارات الصحية المختلفة.
يمكن تشييد هذه المستشفيات الميدانية المؤقتة من الخيم الكبيرة في ساحات الأحياء، وأن تتوفر فيها كل المعينات الطبية اللازمة لمواجهة هذا الوباء، وفي ذلك يمكن أن يلعب المغتربين دوراً بارزاً في توفير هذه المعينات الطبية عن طريق أن يمد كل مغترب يد المساعدة لحيه أو منطقته!، بما فيها أسرة " أو حتى عناقريب" تجمع من العوائل والأسر والأفراد في الأحياء كتبرعات!. وان يتولى فريق طبي العمل في هذه المستشفيات الميدانية، قوام هذا الفريق الطبي هم أطباء وطبيبات وممرضي وممرضات كل حي كمتطوعين على مدار اليوم!. وان تقوم لجان المقاومة أيضا إلى جانب الاشراف على هذه المستشفيات الميدانية، بحملة توعية مكثفة وسط الأحياء وفي أوساط الأسر والتجمعات وتوجيههم بضرورة التباعد الاجتماعي وعدم التجمع واختصار المناسبات الاجتماعية قدر الإمكان أفراحاً وأتراحاً!، والحث على ضرورة استخدام الكمامات. وفي هذا يمكن إشراك الترزية والأسر التي تمتلك ماكينات خياطة للتبرع بتوفير كمامات عن طريق تصميمها وخياطتها ثم تجميعها في هذه المستشفيات الميدانية لتوزع مجانا للمحتاجين لها من أجل تشجيع استخدامها باستمرار!. وأن تكون هذه الارشادات مطبوعة في بوسترات واضحة يتم إلصاقها في مناطق الأحياء البارزة كالمتاجر والمدارس والأسواق وخلافه.
بهذا تكون لجان المقاومة قد ساهمت في التقليل من نسبة الإصابات، وفي نفس الوقت تكون قد اصبحت بمثابة نموذج يحتذى بالنسبة للجان المقاومة الأخرى بالأحياء سواء بالعاصمة أو الأقاليم . هذا وحمى الله الجميع.
ــــــــــــــــــ
* نشرت بالميدان.
* محابة الكرونا واجب وطني.
hassanelgizuli@yahoo.com