لسد الفرقة ومواصلة المشوار

 


 

 


كلام الناس

للأسف كلما تظهر بادرة أمل تخرجنا من الدوامة السياسية والإقتصادية والأمنية التي مازال أهل السودان يتخبطون فيها بسبب إفتعال المعارك والصراعات حول المناصب والمغانم والاطماع دون أدنى إعتبار لما ال إليه حال المواطنين الذين دفعوا ثمناً غالياً للخلاص من سلطة النظام البائد.

كنا ومازلنا أحرص على تماسك قوى الثورة الشعبية المدنية والعسكرية لكن ظلت أفعال البعض المتعمدة المدفوعة بطريقة مباشرة وغير مباشرة من مخلفات النظام البائد في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية تضع العصي أمام طريق الثورة والثوار.
حتى بعد إتفاق جوبا للسلام إستبشرنا رغم العيوب الظاهرة في بعض مكوناته، وعبرنا عن أملنا في أن يُستكمل بالداخل بمشاركة كل الممانعين لكن للأسف طفحت الأطماع وتجسدت في تشكيل مجلس شركاء الحكم المختلف عليه.
المؤسف أكثر أن تستمر التصريحات المحبطة من بعض المحسوبين على الثورة الشعبية إبتداء من الذين خرجوا على تحالف قوى الحرية والتغيير وليس إنتهاء بتصريحات رئيس مجلس السيادة الإنتقالي عبدالفتاح البرهان التي نشرت عبر المجلس الإعلامي العسكري.
قال رئيس مجلس السيادة الإنتقالي عبد الفتاح البرهان في تصريحاته هذه : إنقضى أكثر من عام على تكوين هياكل الحكم الإنتقالي والتجربة أثبتت العجز الكامل عن تحقيق تطلعات الثورة !!!.
يعلم القاصي والداني ان السبب الأساسي في عرقلة مسار الثورة هم أنفسهم من إدعوا إنحيازهم للثورة فبدلاً من أن يدعموا الجهود الرامية لتحقيق تطلعات المواطنين تعمدوا إفتعال معارك في غير معترك وهم يتخلون عن أدوارهم في حماية امن الوطن والمواطنين وبسط العدالة وسيادة حكم القانون بحجة ان هذه هي المدنية التي خرج الثوار من أجل تحقيقها.
وبعد .. ليس من مصلحة أي طرف من أطراف الحكومة الإنتقالية تأزيم الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية والمتاجرة بها من أجل مكاسب مؤقتة مهما طالت فترة الإنتقال.
لقد عرف الشعب طريقه ولن يتراجع عن تحقيق تطلعاته المشروعة مهما تفاقمت الأزمات والإختناقات فلا داعي للمعاندة والمكايدة، إنما لابد من سد الفرقة وتكثيف الجهود لاستكمال مهام المرحلة الإنتقالية بسلام وتهيئة المناخ الصحي للتحول الديمقراطي وبناء دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين.

 

آراء