دلالات الاساءة لشعار حزبنا!

 


 

حسن الجزولي
27 December, 2020

 


ما وراء الخبر
يكتبه اليوم: حسن الجزولي

كثيرون ،، أصدقاء وأعداء معاً، ظنوا الظنون فيما يخص واقعة حرق شعار الحزب الشيوعي السوداني نهار السبت الماضي، حيث إعتقدوا أن الشعار كان محمولاً بواسطة مجموعة من عضوية الحزب وأصدقائهم وأن جماعة ما تهجمت عليهم وانتزعت منهم الشعار ثم حرقته بينما (فر) أهل الشعار!.
هذا هو الاعتقاد الذي ساد بواسطة بعض الوسائط التي تناقلت الواقعة وهي مصورة بكاميرات الفيديو. إلا أن الواقع يختلف تماماً!.
ما حدث هو أن جماعة بسيطة العدد ومناوئة لحزبنا ـ وفي الغالب الأعم تنتمي لجماعة الأخوان المسلمين وبقايا نظامهم المخلوع ـ قد جائت باكراً وقبل تحرك مليونية السبت وفي مكان معزول عن المارة، أقدمت على حرق شعار للحزب كانت قد (صممته) سلفاً، فتم تصوير حرق الشعار ليتم بثه في الوسائط المتعددة (بما فيه قناتي الجزيرة وطيبة) باعتبار أن (ثوار ديسمبر) هم من فعل ذلك. هذه هي بالضبط وقائع ما حدث!.
إن حس الجماهير السليم وقدرة تحليلها الرصين في غالب الأحايين إستطاعت أن تقرأ به الحادث، باعتباره معزولاً عن الشارع ولا يعبر عن صراع ثوار ديسمبر ومطالبهم التي ليس من بينها في كل الأحوال إقصاء الحزب الشيوعي عن ميدان الصراع وحرق شعاراته أو حتى (دوره!)، وذلك لسبب في غاية البساطة وهو أن الحزب الشيوعي وجماهيره في قلب الصراع وضمن جيش ثوار ديسمبر المجيدة وينادون بنفس مطالب الثوار والجماهير في الشوارع بهدف حماية الثورة وسداً منيعاً لكل الثغرات التي تتسلل منها قوى الثورة المضادة التي تقودها بقايا الأخوان المدحورة والمعزولة عن شوارع الثوار، وهو تعبير عن (حقد) هذه الجماعة كعدو طبقي تاريخي للحزب الشيوعي الذي استطاع وبما تعلمه من الجماهير أن يبسط لها قدراته التنظيمية في كيفية منازلة الانقاذ فيتلقف الشارع شعار مؤتمره السادس (حرية سلام عدالة) ليحمله الثوار كأجمل نغمة في شفاههم، وكذا حينما نبه الحزب الشيوعي بضرورة بناء لجان المقاومة في المناطق والأحياء إستعداداً للمعارك الفاصلة مع نظام المتأسلمين الكذبة!.
يبقى أن ما تم يعبر عن ذهنية هذه الجماعة التي تجيد المكر بتخفي، وقد خبرتها جماهير شعبنا طيلة 30 عاماً عجافاً وهي تمارس كثيراً من أشكال هذا المكر والتخفي وهي في عز بطشها وسطوتها!.
وفي واقع الأمر أن من فعلوا ذلك يعلمون علم اليقين أنه ليس في استطاعتهم ومهما بلغوا من (شكيمة وثبات) ـ إن كانت لهم في الأساس مثل هذه الصفات ـ أن ينتزعوا شعاراً أو لافتة من أيادي الشيوعيين ليقدموا على حرقها هكذا منعة واقتداراً!، حيث يعرفون من هم الشيوعيين الذين اختبروهم في بيوت أشباحهم وأماكن التنكيل الأخرى في محاولة (لانتزاع) ولو معلومة في حجم رأس الدبوس تتعلق بنشاطهم التنظيمي، ولم يفلحوا ،، دعك من لافتة تحمل شعاراً عزيزاً للحزب الشيوعي السوداني. تماماً كما اختبروهم في (منازلات) تاريخية أخرى متعددة!.
لسنا هنا في معرض التباهي بقدرات الشيوعيين السودانيين واستعراض قواهم (البدنية والذهنية) معاً!، ولكنا نقول أنه رغم قناعاتنا الديمقراطية الواسعة بحق الآخر في أن يختلف معنا ويعبر عن هذا الاختلاف، إلا أن ما حدث فيه تجاوز لشعار (السلمية) التي تحاول بقايا وفلول الانقاذ المخلوعة التعدي عليه كمعبر أصيل عن (الآداة) السحرية للجماهير التي هزمت بها دولة الكبت والتنكيل، فوق كل ذلك ليس فيه أي بطولة أو شجاعة أوجسارة ما، حيث يمكن لأي شخص أو مجموعة تدبير مثل هذا الحريق بعيداً عن الأعين، ولا نامت أعين الجبناء!.
ـــــــــــــــــــــ
* لجنة تفكيك التمكين تمثلني تماماً.
* محاربة الكرونا واجب وطني.

hassanelgizuli@yahoo.com
////////////////////

 

آراء