رحم الله الإمام الصادق المهدي أحد أعمدة الوسطية والإعتدال في العالم الذي ظل طوال حياته يدعو لتجاوز الخلافات والنزاعات خاصة في منطقة الشرق الأوسط، فقد تحقق جانباً من حلمه في التضامن والإستقرار في منطقة الخليج العربي بتوقيع قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي البيان الختامي للقمة الخليجية التي عقدت -أعقاب المصالحة التاريخية بين قطر والسعودية - بمدينة العلا بالمملكة العربية السعودية برئاسة ولي العهد السعودي الأميرمحمد بن سلمان تحت شعار قمة التضامن والإستقرار الذي قال عنها أنها وضعت الأسس الراسخة لتعزيز التضامن والإستقرار في منطقة الخليج العربي. إننا نقدر هذه الخطوة الإيجابية التي نأمل ان تنهي الخلافات والنزاعات المسلحة في الخليج العربي وأن تمتد جسور التضامن والإستقرار للدول المحيطة مثل تركيا وايران وتجاوز الخلافات الفكرية والمذهبية للإتفاق على القواسم المشتركة الموجودة رغم التصنيفات المصطنعة بين السنة والشيعة. المؤسف إستمرار النزاعات المسلحة مستمرة في بلادنا المنكوبة وسط إستمرار الشحن المدفوع من الخارج، من الويلابات المتحدة الأمريكية ضد إيران ومن إيران ضد جيرانها العرب رغم ‘نتشار جائحة كوفيد19 التي مازالت تحصد أرواح الاف البشر بلاهوادة بغض النظر عن معتقداتهم ومذاهبهم وأصولهم العرقية. بدلاً من ان تتكثف الجهود العلمية الإقليمية والدولية لمحاصرة إنتشار هذه الجائحة اللعينة تُؤجج النزاعات بين الدول وفي داخلها تحت لافتات مصنوعة مذهبياً وعرقياً. لذلك فإننا نبارك كل خطوة إيجابية تجاه تحفيف السلام وحمايى خقوق الدول والشوب حتى في أمريكا التي صارت أكثر حاجة للسلام المجتمعي وفي لإيران التي مازالت تتدخل في شؤون جيرانها وتدعم الجماعات الموالية لها مؤججة النزاعات الداخلية . لم يسلم السودان من أذى النزاهات المصنوعة داخلياً والمصممة خارجياً كما حدث مؤخراً من خلافات حول سد النهضة ومن بعد الحدود مع أثيوبيا. لهذا نؤكد مساندتنا لحق السودان في إسترداد أراضيه مع دعمنا التام للجهود الدبلوماسية لمحاصة الخلافات القائمة حول سد النهضة وعلى الجدود السودانية الأثيوبية.