من أجل بناء دولة المواطنة والسلام والديمقراطية
كلام الناس
منذ إنتصار الإرادة الشعبية في إقتلاع سلطة حكم الإنقاذ نبهنا إلى مخاطر الخلافات سواء داخل قوى الثورة المدنية ام بينها وبين القوات المسلحة التي ساندتها، مع علمنا التام بطبيعة هذه الخلافات ومبرراتها.
نبهنا أيضاً عقب إتفاق جوبا للسلام مع الجبهة الثورية لأهمية إستكماله بالداخل بمشاركة كل الممانعين، وتكثيف الجهود لتنزيله على أرض الواقع وسط المواطنين المتضررين من النزاعات المسلحة.
كذلك حذرنا من إفتعال الفتن المجتمعية تحت مظلات قبلية وجهوية لكن للأسف إزدادت الفتن في أكثر من منطقة، وطالت حتى المناطق التي كانت امنة مستقرة تنعم بالسلام والتعايش المجتمعي.
للأسف عادت بعض التحالفات الجهوية المسلحة التي نعلم ونقدر أسباب قيامها في عهد الإنقاذ لكن غير المبرر هو إستمرار وجودها بعد سقوط حكم الإنقاذ وبدء خطوات تحقيق السلام والتحول الديمقراطي.
أكتب هذا بعد اطلاعي على اللقاء الذي أجراه عزيزي الصحفي عثمان فضل الله مع "المعتقل" منذ عهد الإنقاذ موسى هلال الذ ي مازال يخضع للتحقيق ، لكن - كما قال في هذا اللقاء - في ظروف أفضل بعد أن إنتقل لمقر قوات الدعم السريع!!.
وصف المعتقل هلال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" بأنه رجل دولة ويعمل بطابع مؤسسي عمل مشرف وعظيم، وقال إن التعامل معه في مقر الدعم السريع أفضل وتحسن بشكل كبير وراقي.
قال عثمان فضل الله إن اللقاء مع هلال يهدف لجمع الصف ورتق الشقة، وقال هلال في هذا اللقاء أنه تكلم مع الأهل - في إشارة لقبيلة الرزيقات - ودعوناهم للتماسك وعدم الإستجابة للجهات التي تدعو للفتن، وحل الخلافات في ظل مناخ السلام.
وصف هلال"التغيير" الذي تم -أي ثورة ديسمبر الشعبية - بأن له إيجابيات وله سلبيات وهذا امر طبيعي، لكن الغريب في تصريحه أنه عزا السلبيات التي قال أنها تكمن في ضيق المعيشة وازمة الوقود لعدم وجود خبرة لدى المسؤولين في الجانب المدني!!.
مرة أخرة نؤكد أننا مع كل خطوة إيجابية تعزز السلام وتستكمل مهام المرحلة الإنتقالية خاصة فيما يتعلق بتنفيذ سياسات تعالج الضائقة المعيشية والإختلالات الظاهرة في الخدمات الأساسية واستكمال خطوات السلام الشامل العادل وتهيئة المناخ الصحي للإنتقال لدولة المواطنة والحكم المدني الديمقراطي في سودان التعايش المجتمعي الإيجابي بين كل مكونات النسيج السوداني تحت مظلة السودانوية الجامعة.
//////////////////