تشابكت مع بعضها في فترة وجيزة: أهي أحداث هدفت لتغطية وتمرير أجندة محددة بالفعل؟! .. تقرير صحفي: حسن الجزولي
أحداث متسارعات تراكم بعضها فوق بعض من التي شهدها الراهن السياسي بالسودان مؤخراً، ورغم أنها تبدو مستقلة عن بعضها البعض ولكن نظرة فاحصة على وقائعها تبين لنا أن ثمة ارتباط وثيق الصلة يجعل القراءة لها في حزمة واحدة، تبين أن ثمة سبب وحيد يهدف للاستثمار فيها دفعة واحدة!.هذا ما توصلت له دوائر التحليل والرصد مشيرة لعدد من البراهين.
حيث بدأت بالوقائع المتعلقة باستشهاد المواطن بهاء الدين نوري وما ترتب عليه من حراك جماهيري إحتشد خلف مطلب يهدف لتحجيم قوات الدعم السريع وضرورة معالجات حاسمة لوضعها وإبعادها خارج العاصمة، مشيرة إلى أنه وما أن تصاعدت هذه الحركة المطلبية، حتى انفجرت حملة منظمة ضد د. القراي ومركزه القومي للمناهج في الهجوم الكاسح على مستوى واسع من قبل قوى محسوبة على تيارات النظام المخلوع عندما وجدت ضالتها في موضوعة لوحة "خلق آدم" التي قيل أنه تم إختلاقها كزوبعة في فنجان كما يقولون رغم دحض اتهاماتها الموجهة بالحجج والبراهين.
تصاعدت هذه الحملة عبر بعض المساجد وانتظمت في العديد من وسائط التواصل الاجتماعي التقنية، وجذبت الحملة قطاعاً واسعاً من المتابعين ما بين مؤيد ومعارض، فانداحت الحملة لتصل لمبتغى من نظمها وفجرها بالقرار المفاجئ والصادر من رئيس مجلس الوزراء بتجميد تلك المقررات وتشكيل لجنة "قومية" ليس لفحصها وما إن كانت صحيحة التوجه تربوياً، بل لوضع منهج جديد بالكامل، مما يعني الخضوع لحملة الابتزازالممنهجة التي هدفت فيما هدفت لانزال هزيمة بأحد أهداف ثوار ديسمبر بإحداثها لقطيعة مع آثار النظام المخلوع، حيث يتم الخضوع للمناوئين من قبل رئيس وزراء، من المفترض أن الثوار إختاوره لقيادة مرحلة الحكومة الانتقالية ، لتهيئة الظروف التي تؤطر للحكومة المنتخبة ديمقراطياً!.
ترصد الدوائر المهتمة تداعيات الجزئية المتعلقة بقرار رئيس وزراء الحكومة الانتقالية، لتدفع بدكتور القراي لتقديم استقالته، وهي الاستقالة المتوقعة بعد تصريح الأخير بخصوصها في حالة النكوص عن جهد مركزه القومي حول المناهج من قبل أي جهة رسمية، إضافة لما هو متوقع من رد فعل لوزير التربية والتعليم، فيما يخص أمر استمراره على قمة جهازه في التربية والتعليم بعد ذلك القرار الذي يراه مخلاً ومعيباً.
تخلص الدوائر المهتمة إلى نتيجة مفادها أن الهدف من لجوء د. حمدوك لتجميد أو قل "إلغاء" جهد القراي ومجموعته فيما يتعلق بوضع المناهج، هو في غالب الأحايين لدفع كل من الوزير ومدير المناهج للاستقالة، ويكون سيادة حمدوك في حل من مواهجة "حرج" إقالتهما!، وهو يهئ "الملعب" للقادمين الجدد ضمن قوى "شركاء السلام" الذين تم منحهم وزارة التربية والتعليم إضافة لما طالبوا به من وزارات!.
من جانب آخر تصل تحليلات أخرى إلى أن د. حمدوك في قطعه أشواطاً كبيرة نسبياً بالنجاحات التي حققها في جبهة العلاقات الدولية، في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، والمضي في النجاح بعدم ملاحقة السودان فيما يختص "بكبائر" دولية أخرى، وإرهاصات قبول البنك الدولي بإعفاء السودان من ديونه أو على الأقل تخفيضها، وها هي مباحثاته مع وزير الخزان الأمريكي قد بدأت بالعاصمة السودانية، كل ذلك يجعله لا يحبذ أن تكون هناك أي "زوبعة" تنغض عليه أو تقطع الطريق أمام تحقيق النجاحات النهائية في الملفات الدولية المذكورة أعلاه، بل يصل به الأمر "للتضحية" بالقضايا "الصغيرة" نسبياً من أجل القضايا الكبرى!.
فوق كل هذا وذاك، تقول تحليلات أخرى بأن الهدف الأساسي من إثارة "قضية القراي" لتسير في دروب كل هذه التداعيات، هو إلهاء الراهن السياسي لتمرير الترتيب لاعلان التطبيع النهائي مع إسرائيل!، وهو ما تم بالفعل بتوقيع السودان الأربعاء الماضي على "اتفاقيات أبراهام" مع الولايات المتحدة للعلاقات مع إسرائيل، علماً أن وزارة الخارجية السودانية كانت قد صرحت عقب الاعلان عن لقاء البرهان ـ نتنياهو في عنتبي، بأنه إتفاق إطاري "فقط" وأن المصادقة على الاتفاق ليدخل حيز التنفيذ هو من اختصاص المجلس التشريعي بعد تشكيله!.
وتضيف تحليلات إضافية بأن هناك أحداثاً أخرى تلازمت مع كل ذلك لتزيد من إنشغال الرأي العام بها لتمرر في الأثناء أجندة "حساسة" خلسة وبهدوء!، ومن بين تلك "الأحداث " إضافة لما ورد هو ردود الفعل المتعلقة بمخاطبة اللواء أمير حاكم سكرتير مجلس السيادة للوفد الذي نفذ وقفة أمام مقر السيادي وتسليمه مذكرة تتعلق بقرارات لجنة التفكيك بحق ممتلكات فضل محمد خير، ثم ما تم تداوله مؤخراً حول ظهور عبد الله البشير شقيق البشير المخلوع بتركيا رغم ما تم الاعلان عن وفاته في نوفمبر الماضي!.
فأي من كل هذه التحليلات التي استعرضناها هي الأقرب للحقيقة يا ترى؟! ،، هذا ما ستكشف عنه تداعيات الأحداث في المستقبل القريب!.
.
ـــــــــــــــــــ
* نشرت بصحيفة الجريدة
* لجنة التمكين تمثلني.
+ محاربة الكرونا واجب وطني.
hassanelgizuli@yahoo.com