شهادة مستحقة للأستاذ محجوب عروة
كلام الناس
هناك محطات مهمة في تاريخي الصحفي عامرة بالتجارب الثرة منذ أن تفرغت للعمل الصحفي بصحيفة "الصحافة" الموؤدة ضمن مجموعة مختارة من الصحفيين الذين أطلق عليهم الدكتور جعفر محمد علي بخيت -عليه رحمة الله - الأربعة عشر كوكباً.
إلتقيت خلال مسيرة عملي الصحفي بمجموعة من الرموز الصحفية التي أثرت إيجاباً في حياتي المهنية،من بينهم صديقي الأستاذ محجوب عروة الذي كان من ضمن مجموعة الأربعة عشر كوكباً لكنه تعرض للفصل من الصحافة بعد أن كتب مقالاً شجاعاً عن حرية الصحافة، وشاءت الأقدار الإلهية أن ألتقي به في "السوداني" التي تعرضت للملاحقة الأمنية منذ تأسيسها وبعد إعادة إصدارها.
عندما كنت مديراً لمكتب صحيفة "الخليج" الأماراتية بالخرطوم طلب مني صديقي الأستاذ محجوب عروة أن أتولى رئاسة تحرير "الرأي العام" التي كان يرتب لإعادة إصدارها لكنني إعتذرت له لإيماني بضرورة التفرغ لعملي في مكتب الخليج.
لاأنسى دوره في إقتاعي بالعمل في "الصحافة" بعد المؤامرة التي خطط لها ونفذها جهاز الأمن في ذلك الوقت تحت شعار الشراكة الذكية، وفي فترة لاحقة طلب مني الإنتقال للعمل معه في "السوداني" وهو يحضر لمعاودة إصدارها.
ظل جهاز الأمن يلاحق "السوداني" منذ أن تم إغلاقها ومنعها من الصدور بقرار رئاسي ظالم، وعندما أثرت سؤالاً لوزير الثقافة والإعلام في منبر الخارجية الأسبوعي حول قرار الإغلاق الفوقي حضر لي بكتب"الخليج" بعمارة الفيحاء بالخرطوم ثلاثة من جهاز الامن وأخذوني مباشرة إلى بيت من بيوت الأشباح بالقرب من سيتي بنك بالخرطوم وهناك وجدت صديقي الأستاذ محجوب عروة الذي كان قد أُقتيد من المطار إبان عودته من المملكة العربية السعودية .
هذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها سوياً للحبس في قضايا نشر حيث تحمل معي الأستاذ محجوب مسؤولية "كلام الناس" الذي كان بعنوان "خلل سياسي وأمني وأمضى" وتم حبسه معي بسجن أمدرمان.
هذه كلمة حق مستحقة لصديقي الكوكب الصحفي الأستاذ محجوب عروة تقديراً لمواقفه التي لاأنساها في تاريخي المهني في يلاط صاحبة الجلالة.