بدلا من التشاكس الضار

 


 

 


كلام الناس

كلما نستبشر خيراً بإمكانية الخروج الامن من الازمات السياسية والاقتصادية والامنية تفجعنا الاخبار المحبطة والمقلقة التي تنشرها الصحف عن ما يجري في قمة الحكومة الانتقالية .

فاجأتنا صحف اليوم الجمعة بخبر إجتماع مجلس شركاء الفترة الانتقالية برئاسة رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان ووضع مصفوفة زمنية لاستكمال هياكل الفترة الانتقالية
من الناحية الأخرى أجاز المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في اجتماع اخر أمس أيضا قائمة المرشحين للحكومة فيما انسحبت ( كتلة التجمع المدني ) من الاجتماع، كما صدرت بيانات مختلفة من فصائل معروفة بدورها المقدر في قيام تحالف قوى الحرية والتغيير مثل تجمع المهنيين وشبكة الصحفيين تشير إلى إستمرار الخلافات والانشطارات .
مع تقديرنا للظروف التي تم فيها الإتفاق على قيام المجلس السيادي ومجلس الوزراء ومباركتنا المشروطة إتفاق جوبا للسلام بإستكماله في الداخل وتنزيله على أرض الواقع، لم يكن هناك إتفاق على قيام مجلس الشركاء الذي تجاوز مهامه بمساندة مريبة من رئيس المجلس السيادي، ويريد فرض نفسه حاضنة سياسية بديلة لقوى الحرية والتغيير.
حذرنا أكثر من مرة من مخاطر هذه الخلافات والإنشطارات التي تسببت في عرقلة إكمال مهام الفترة الإنتقالية وعطلت تنفيذ أهداف وبرامج الثورة الشعبية ومازالت تهدد مستقبل الحكم المدني في مقتل.
لامخرج من هذه الدوامة اللعينة إلا بالتزام كل مكون من مكونات الحكومة الإنتقالية بدورة ومهامه دون تجاوز مخل بمهام الاخرين، والإسراع بإعادة هيكلة القوات المسلحة لتعزيز إستقلالها وقوميتها والقوات الشرطية والأمنية كي تتفرغ لأداء مهامها في الدفاع عن الوطن وحماية أمن وسلام المواطنين وممتلكاتهم وحسم التفلتات الأمنية التي تؤجج الفتن المجتمعية بلاطائل.
إن إستكمال أجهزة الدولة ضرورة قصوى لكن الأهم هو الإلتزام الصارم بقيام كل جهاز بمهامه في مجال تخصصه، والتركيز أكثر على معالجة أسباب الضائقة المعيشية وتوفير الخدمات والإحتياجات الضرورية للمواطنين بدلاً من التشاكس الضار الذي لايخدم لأي طرف قضية.

 

آراء