كلام الناس
هذه الرواية التي ألفها الروائي البحريني خليفة العريفي وصمم غلافها الفنان عبدالله يوسف وصدرت عن دار القدس للنشر والتوزيع عبر مؤسسة ديمو برس بلبنان محشودة بالشخصيات والمواقف المعقدة.
إنها رواية جمرة الروح التي تدور حول ما حدث للمناضل البحريني الماركسي مبارك علي الذي وقع على تعهد لإدارة السجن تم بموجبها الإفراج عنه ليجد نفسه في حالة من الضياع نتيجة لتغير نظرة الناس له بمن فيهم زوجته زينب التي أنجبت منه طفلة.
رغم موقف زينب من زوجها مبارك علي ظلت مشاعرها تجاهه مشدودة بحبال الشوق والحنين فيما يناجيها زوجها من على البعد : أنت تنتظرين وانا اهيم ساحات الصدى بعد ان بعت نفسي للشيطان ووقعت على وثيقة عبوديتي وانتهى الأمر.
يفاجأ مبارك بانه لم يبق من أهل الحي الذي كان يسكنه أحد من الذين كان يعرفهم، حتى إخوانه باعوا البيت وسافروا للعمل في أبو ظبي والسعودية ..الرماد يشغل المكان وإبنته تبدو شريدة في اليتم.
أغرقت زينب همومها في كتابة الشعر بعد ان إنتقلت للمدينة ووجدت نفسها في مجتمع مختلف، لكنها ظلت متمسكة بموروثاتها العقدية والمجتمعية، فيما انزلق زوجها في عالم المخدرات ومغيبات العقل والإنحراف والمجون، أصبحت قصائد زينب تنشر في الصفحة الثقافية بالصحيفة التي يرأس تحريرها محمود السيد زير النساء الذي لا يرتوي من العشيقات، وقد حاول إيقاع زينب في حباله لكنها ظلت عصية المنال بعيدة عنه.
تخاطب زينب زوجها غبر أبيات قالت فيها : عارية إلا من صوتي
أفقت على ظلال الوقت
وأنا أشتهيك تدندن على الوتر المقطوع.
مبارك على غرق في قراءة الكتب الدينيةإلتي أدخلته في" البوذية" وهو يتمتم في دواخله : مبارك : لماذا خرجت ؟ خرجت من الوحل وغمرت نفسك بالوحل .. كان الوحل فيك وانت تزهو بنفسك، أخرج من جلدك.
في تطور درامي لشخصية مبارك المناضل الماركسي يجد نفسه مجذوباً نحو الجامع حيث اختار مكاناً تفرغ فيه للعبادة، تزوره الأمهات برفقة ابنائهن ليأخذن منه البركة.
عرفت زينب أن زوجها مبارك موجود في الجامع الكبير، ذهبت إليه وألقت عليه السلام .. لم يعرفها رغم انها ذكرت له بانها زينب جعفر قال لها : انا جديد في هذه الدنيا لا أعرف إلا هو .. دفعت إبنتهما نحوه فوضع يده على رأسها ودعا لها.
عندما إنصرفتا سمعوا صوت زوجها يرتفع قائلاً : اللهم اغثني من جمرة الروح أطفئها بماء رحمتك .. أمطر علي من غيث عفوك ورضاك، ودخل في بكاء ملأ أرجاء الجامع.
لن أحكي لكم ماذا حدث بعد ذلك لزينب ولا لمحمود السيد الذي وجدوا جثته ملقاة على شاطئ مهجور، لأن المؤلف نفسه سأل في ختامها : هل إنتهت الرواية ؟ وأجاب قائلاً أشك في ذلك.