بالإرادة والحب نهزم الخوف

 


 

 


كلام الناس

رواية أجراس الخوف لمؤلفها هشام مشبال الصادرة من دار منشورات ضفاف ببيروت والإختلاف بالجزائر محشودة بالأشخاص والمواقف الأسرية والمجتمعية للدرجة التي لا يستطيع القارئ التعرف على الشخصية المحورية في الرواية.

لن أتوقف عند المشاهد الأسرية التي جسدها المؤلف في خلاف الأستاذ نجيب مع زوجته انيسة التي لاترحمه بقذائفها اللفظية فيهرب لإشباع حاجته مع أخريات، وفي علاقة توفيق بزوجته منى التي لا تطيق الحياة معه فتهرب لممارسة حياتها مع اخرين، فقط سأركز على بعض الإضاءات السياسية التي أشرقت وسط هذه العتمة المجتمعية.
أتوقف عند علاقة لبنى مع عاطف إبن المحامي الكبير كمال عبدالوهاب الذي تسبب في كراهيته للسياسة لأنه كما قال للبنى لايمل الكذب، يكذب في المحكمة وفي المكتب وفي البيت وعلى نفسه وعلى الله - والعياذ بالله-.
لبنى على عكس عاطف تماماً رغم أنه يدرس في شعبة العلوم السياسية لا يحب السياسة، فهي متابعة لمجريات الإحداث ومهتمة بها.
لتوضيح شخصية كمال عبدالوهاب المحامي يذكر لنا المؤلف كيف أنه قبل الدفاع عن إبن حميدو رجل الأعمال الميسور بعد أن أغراه بالمال ليدافع عن إبنه رغم علمه بأنه تعدى على أستاذه في المدرسة.
لبنى مهتمة ومنفعلة بالأحداث السياسية .. تقول لعاطف : إذا انسحبت انت وانسحبت أنا واخرون فمن سيتكلم .. من سيغير هذا القبح في هذا الوطن.
تمضي لبنى قائلة لعاطف : صدقني هذا الوطن جميل .. العيب فينا، ما يحدث في الخفاء أبشع ممانظن .. وتساءلت أمام عاطف لماذا أصبحنا هكذا؟ لابد من ان نشق طريقنا في هذا الظلام بقوة الإرادة والحب.
لبنى وعاطف يتعرضان للملاحقة الأمنية والإعتقال وإبان التحقيق معهما يكتشف المحقق أن عاطف إبن المحامي الكبير كمال عبد الوهاب الذي يحضر ويطلق سراحهما.. ينزوي عاطف بينما تواصل لبنى المضى قدماً حتى النهاية متشبثة بقيم العلم والحب والإنسانية
تتعرض لبنى لإعتداء جنسي متعمد بواسطة ثلاثة أشخاص ملثمين تناوبوا عليها بوحشية ثم ألقوا بها فاقدة الوعي بالقرب من من بيتها ليأخذها والدها للمستشفى.
في تلك اللحظات كانت جموع الطلاب والمظاهرات تزحف نحو المستشفى رافعة لافتات وشعارات ضد الظلم، هكذا إنتهت رواية أجراس الخوف وقد اشتعلت ثورة الشعب ضد الظلم والقهر والخوف.

 

آراء