الأهم تغيير السياسات

 


 

 


كلام الناس

الأخبار المفجعة التي تُبشرنا بها الصحف لم تعد تؤثر في المتلقين خاصة في ظل جائحة كوفيد 19 التي مازالت تحصد أرواح المواطنين في شتى بقاع العالم.

فُجع أهل السودان بخبر إنتحار أب يعول عشرة أفراد، رغم ان حالات الإنتحار موجودة في كل انحاء العالم خاصة وسط الشباب من الجنسين في ظل سطوة الحياة المادية وجفافها، إضافة لمشاكل العطالة وانتشار المخدرات والإنحراف والجريمة.
نشرت صحف الخرطوم في الاسبوع الاول من فبراير الحالي خبر إنتحار الأب الذي يعول زوجته وتسع بنات وأولاد داخل منزله بامبده غرب امدرمان بشنق نفسه.
الأب يعمل سائق رقشة (تكتك) لكن ضغوط المعيشة وزيادة الأعباء خاصة إحتياجات المدارس التي ارتفعت اسعارها مع استئناف الدراسة وسط ظروف معيشية ضاغطة.
نعلم أنه مهما كانت الظروف فانها لا تبرر الانتحار الذي لا يعتبر فقط هروباً من تحمل المسؤلية إنما هو درجة من اليآس من رحمة الله الواسعة، كما أنه لا يحل المشكلة بل يعقدها اكثر لآسرته.
ليس المجال هنا مجال الحديث عن ظاهرة الانتحار واسبابها بقدر ما نهدف للتنبيه للآوضاع المتردية التي فُجع بها الشعب السوداني الذي اسقط نظام الانقاذ بسبب فشله في معالجة المعضلات السياسية والاقتصادية والأمنية.
مساء الإثنين الماضي تم إعلان الحكومة الإنتقالية الجديدة وسط خلافات فوقية خاصة بين شركاء السلام وإحتجاجات شعبية وتفلتات أمنية وتخريب متعمد الأمر الذي يضاعف التحديات التي تنتظرها.
التحدي الأساسي الذي ينتظرها إستكمال مهام المرحلة الإنتقالية خاصة إكمال عملية السلام بالداخل بمشاركة الممانعين وتنزيله على أرض الواقع وسط المواطنين المتضررين، والإسراع بتشكيل المحلس التشريعي وبسط العدالة ومحاكمة المجرمين والفاسدين وسيادة حكم القانون.
المهمة الأصعب التي تنتظر الحكومة الإنتقالية الجديدة الإسراع بمعالجة أسباب الازمة الإقتصادية وإختناقات المعيشة، أي انه ليس المهم تغيير الوزراء إنما تغيير السياسات الاقتصادية الفاشلة التي ضاعفت معاناة المواطنين.

 

آراء