لا مجال للتسلط والإنفراد بالحكم
كلام الناس
قال نائب رئيس المجلس السيادي الإنتقالي الفريق محمد حمدان دقلو الشهير ب"حميدتي" في فيديو منتشر وسط الوسائط الإلكترونية أن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك "مثلهم" جاء لمهمة محددة ولفترة محددة وبعدها يذهب لحال سبيله.
هذه حقيقة تنطبق على كل مكونات الحكومة الإنتقالية الذين غادروا والذين شاركوا بعد إتفاق جوبا للسلام في المجلس السيادي ومجلس الوزراء دون إنكار لحقهم في المشاركة في الحكم عقب إنتهاء الفترة الإنتقالية عبر صناديق الإقتراع.
للأسف هناك تطلعات متعجلة للسيطرة على السلطة وكأنها سلطة دائمة أو هكذا يريدها المتعلجون الذين بدأوا يتحكرون وكأن مقاليد السلطة أصبحت بيدهم بقوة الأمر الواقع.
من الناحية الأخرى مازال الشعب السوداني الذي أنجز ثورة ديسمبر السلمية يعاني من إستمرار الأزمات الإقتصادية والإختناقات المعيشية التي أصبحت فوق طاقتهم وسط كد مضن للحصول على أبسط مقومات المعيشة والحاحات الضرورية للحياة اليومية، بسبب إستمرار ذات السياسات الإقتصادية التي تسببت في كل الأزمات والإختناقات.
مع ذلك لن نقنط من إمكانية إحداث تغيير جذري ملموس إذا جد العزم وخلصت النوايا لإستكمال دفع مستحقات السلام العادل الشامل وبسط العدالة ومحاكمة المجرمين والفاسدين وسيادة حكم القانون وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
هذا يتطلب التسامي فوق الخلافات الحزبية والأطماع المناطقية وتكثيف الجهود العملية لتنفيذ الإصلاح الإقتصادي والقانوني والعدلي والإعلامي والأمني وتهيئة الأجواء الصحية للإنتقال إلى الحكم المدني الديمقراطي.
ليس هناك مجال لأي جهة عسكرية أو مدنية لإستغلال هشاشة الوضع الموروث من مخلفات الإنقاذ للتسلط والإنفراد بالحكم تحت أي مبرر من المبررات.