تناقلت الاخبار رفع مجلس السيادة الانتقالي دعوى قضائية ضد الشاعر يوسف الدوش بسبب قصيدته "نفس الزول الكاتل ولدك حاكم بلدك"!!!.
فرح الكثيرون بأن الدعوى القضائية ضد الدوش أخف من أن يوكل أمره الى مجموعة من الحاقدين على الشعب السوداني الذين يأتمرون بأمر الحاكم للانتقام من الشعب السوداني وفش غليلهم واحقادهم فيه وممارسة أمراضهم السادية في أبنائه.
هؤلاء الحاقدون الذين يختطفون أبناء الشعب الشرفاء في جنح الظلام ثم يعذبونهم في بيوت الأشباح والسجون وغيرها حتى الموت أحيانا، قد تختلف الاسماء التي تطلق عليهم فحينا هم جهاز الامن وحينا هم كتائب الظل وحينا هم الاستخبارات بل اضيفت لهم في الاونة الاخيرة فرقة الاستخبارات بقوات الدعم السريع!!! انتشرت الاخبار بأنهم حين يمارسون بشاعة الاعتقال نهارا، يحملون معهم أوامر قبض موقعة ومختومة من الشرطة او النيابة ويضعون عليها حسب أمزجتهم أسماء من يريدون اعتقالهم من الشرفاء!!! ورغم ذلك اصبحت هناك ميوعة في الحالة الأمنية وراحت أعين الأجهزة الأمنية و الشرطة في سبات عميق أقرب الى نومة أهل الكهف منه الى الإحساس بالمواطن.
من المؤكد ان "الكباريه" من العسكر بمجلس السيادة الانتقالي يتلقون الاوامر من اللجنة الامنية للمخلوع البشير وبقايا الحركة اللاسلامية ممثلة في حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي بالتفريط في امن المواطن السوداني ، ثم يقومون هؤلاء العسكر "التبع" بنقل نفس الأؤامر للجهات العسكرية والامنية والشرطية بأن يترك الشعب السوداني فريسة لفقدان الامن وشح الغذاء والدواء جزاء وفاقا له لمطالبته بالمدنية "مدنيااااااااو"!!!
يهتم عسكر مجلس السيادة بإمتلاك سيارات الانفنيتي التي تتقدمها في مواكبهم "الظافرة" سيارات بصافرات الانذار، ولكنهم لا يهتمون أن تعرضت دار الوثائق القومية في ليلة اول أمس الموافق 04/03/2021م للسرقة!!! أو أن اقتحم مسلحون مستشفى الشرطة نعم مستشفى الشرطة لتهريب مشتبه فيه بأنه تاجر مخدرات!!! ناهيك عن أمن المواطن ورغيف عيشه فهو أخر ما يشغل بالهم!!! يروي أن عن عمر بن الخطَآب كان بطنه يُحدث أصواتًا من كثرة ما أكل بالزيت، فكان يقول لبطنه: “قرقري أو لا تقرقري، لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين”.
لما رأت الحركات المسلحة ومدعية التسليح ما يتمتع به عسكر مجلس السيادة من نعيم، طالبت تلك الحركات المسلحة بأن تنعم بنفس مخصصات عسكر مجلس السيادة "مافي حد أحسن من حد"!!! وهاهي تحتشد بل "تعتصم" بالخرطوم الان ومنذ عدة أشهر عشرات المجموعات المسلحة من أفراد الحركات المسلحة أو شبه المسلحة أو مدعية حمل السلاح فرارا من "الحراية" ولتنصيب رؤسائها في كل مجالس الحكم المركزي بالخرطوم!!!
لعل مقولة البشير "لن نفاوض الا من حمل السلاح" هي التي فتحت شهية كل مجموعة لحمل السلاح حقيقة او إدعاء كوسيلة للجلوس في طاولة المفاوضات وإنتزاع حقوق لم يستطيعوا إنتزاعها بإعمال السلاح فعليا، مما أدى لان يصبح عدد المجموعات التي تتدعى حملها للسلاح قد تجاوز ال 50 حركة مسلحة!!!
رغم الوجود الفعلي بالخرطوم وضواحيها لما لايقل عن خمسين الف جندي وضابط من القوات النظامية المسلحة والاجهزة الامنية والشرطية وما يقارب ذلك العدد من جنود وضباط الحركات المسلحة، ولكن وجود حوالي100 الف جندي وضابط نظامي او غير نظامي بالخرطوم، فإن ذلك لم يمنع من وجود حالة سيولة أمنية داخل قلب الخرطوم وعلى بعد كم كيلو متر من وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والقيادة العامة!!!
فما هو السبب في تلك الميوعة الأمنية إن لم يكن "إنصياع" البرهان والكباشي وياسر العطا وبقية "المندسين" لتعليمات بقايا فلول الدولة العميقة!!! لماذا لم ينشغل البرهان بفتح بلاغ في المشتبه فيه "اللواء" عثمان أحمد ابراهيم الذي كان مغترب ثم عاد ليعين بالشرطة "فيبيع" إشلاقات البوليس، وفتح فيه بلاغ ولكنه هرب الى إسطنبول، ثم هاهو يظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعية في دعاية للشركة التركية التي ساعدته في تملك سكن بتركيا ثم الحصول على الجنسية التركية، بينما ينشغل البرهان والكباشي و"شلتهم" بفتح بلاغ في الشاعر يوسف الدوش!!!
يبقى ان يعلم الشعب السوداني ان المجلس العسكري "المتأمر" داخل المجلس السيادي لم ينقطع يوما في أن يكون إمتدادا للجنة الامنية للمخلوع البشير وأنه وإن هديء اللعب التأمري في الظاهر كما يفعل الكباشي هذه الأيام فسيظل في حالة تقويض وتكسير لكل بادرة للحكم المدني وأبسط دليل هو ممانعته لتشكيل المجلس التشريعي ثم تشكيله لمجلس الشركاء ودفعه لحميديتي لتشجيع الإدارة الأهلية ثم اصداره لمرسوم الحكم الفيدرالي أمس الاول كنوع من زرع الفتنة "فرق تسد" حتى يزداد الخصام بين مكونات الشعب السوداني، أما توقيعه لاتفاقية الدفاع المشترك مع مصر و استقوائه بزيارة الرئيس المصري السيسي فهي بداية المراهنة على تقليد الحركة الانقلابية السيساوية في الانتخابات القادمة إن تمت!!!
على المواطن السوداني ان يكمل ثورته التي بداها بخلع البشير فيخلع زبانيته والا سيظل "الكوز" الكاتل ولده رمز سيادة!!!
أنشد الشاعر عبدالقادر مروي
"أهديناك يا يوسف وردة حب والغنوات متوالي تصب لو يرموك يا يوسف جوه الجب حتمر القافلة وباقة الشعراء ونصبح ليك غيمات وسحب قول يا يوسف وارم قميصك نار وحروف خلي الوطن العينو بياض يتعافى يشوف".