*وصلتني رسالة عاضبة من سامية بالديوم الشرقية بالخرطوم محتجة على ماأسمته تبادل الاتهامات الزوجية بين السوداني والسودانية -على الهواء العام - يلقي فيها كل طرف مسؤولية المشاكل الأسرية على الطرف الاخر.
*قالت سامية أن كلام الأم س.م المقيمة في كندا مع أسرتها عن إبنتها التي رفضت كل الذين تقدموا للزواج منها من أهلها في السودان، وأن إبنتها لن تتزوج من سوداني بأي حال من الأحوال، هو الذي دفعها لكتابة هذه الرسالة. *أضافت سامية قائلة أنها فوجئت في اليومين الماضيين في الفيس بوك برسالة تتناول ذات الموقف الرافض للزواج على أساس الجنسية، لكن هذه المرة نسبت الرسالة إلى مسطول، سألوه لماذا تتزوج إيطالية ولم تتزوج سودانية قال : إن الزواج من السودانية مكلف جداً، هذا عدا المشاكل الأخرى غير المادية . *قالت سامية أنها فجعت أكثر وهي تقرأ تعليق أحد المتداخلين الذي شكك في أن هذا الكلام كلام مسطول وقال : هل هذا مسطول أم عاقل؟!!،مما يعني انه يؤيد ماذكر على لسان المسطول الافتراضي فيما يتعلق بكلفة الزواج السوداني والمشاكل غير المادية التي قال أنه ليس من المناسب ذكرها . *تمضي سامية قائلة انه مهما كانت الأسباب التي جعلت السودانيين يلقون اللوم على بعضهم، سواء كان هذا اللوم من السوداني للسودانية أو العكس، فانه ليس من العدل تعميم هذه الأحكام، لأن المسؤولية مشتركة بينهما خاصة فيما يتعلق بالعادات الضارة، إبتداء من الختان الفرعوني، الذي أصبح هناك شبه إتفاق على محاربته، وليس إنتهاء بالصرف التفاخري على الزواج الذي أصبح أكثر كلفة هذه الأيام. *أنتهت رسالة سامية وهي محقة في غضبها واحتجاجهاعلى تناول المشاكل الأسرية في الفضاء العام، لأن مثل هذه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية تحدث في كل أنحاء العالم، أي أنها ليست "سودنية" خالصة، وان كانت هناك مشاكل ذات طبيعة خاصة فليس من العدل تعميمها على الانسان/ة السوداني/ة دون البشرية جمعاء. *هناك أسر ناجحة وسعيدة في البيت السوداني يظللها التفاهم والصبر على الاخر وتحمل تداعيات الخلافات الزوجية، والمحافظة على التماسك الأسري رغم كل الأنواء والأعاصير المعيشية والتحديات الوافدة من العالم المتخيل عبر وسائط التواصل التقنية المختلفة.