ايران ونظام الحركة الاسلامية السودانية سبقوا كوريا الشمالية في خداع الولايات المتحدة وتمرير اجندتهم الاستخبارية
الولايات المتحدة الامريكية تقول بانها ستقوم بمحاكمة دبلوماسي تسلمته من السلطات الميليزية بعد ان وصفته بانه عميل سري لمخابرات كوريا الشمالية علي خلفية اتهامه باختراق النظام البنكي الامريكي واستخدامه علي مدي سنين طويلة في القيام بعمليات غسيل اموال واسعة لشراء معدات محظورة وكسر الحصار المفروض علي بلاده.
تفجرت ازمة دبلوماسية اطرافها واشنطون وماليزيا التي قامت بتسليم دبلوماسي كوري شمالي الي الولايات المتحدة لتتم محاكمته هناك بعد ان دافعت ماليزيا عن قرارها بتسليمه الي واشنطون بقولها ان قضية الدبلوماسي الكوري جنائية وليست سياسية وان تسليمه قد تم بصورة قانونية امام العالم الي بلد فيه قضاء واعلام حر حيث تنعدم احتمالات تعرضه الي معاملة غير انسانية تقود الي انتهاك حقوقه بينما ردت كوريا الشمالية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ماليزيا واتهامها بتسهيل عملية باختطاف دبلوماسي بسبب قضية سياسية.
حتي اذا صحت الاتهامات الامريكية ضد هذا الدبلوماسي و كوريا الشمالية فلن تكون هي القضية الاولي او الاخيرة فقد ظلت الولايات المتحدة وعلي مدي سنين طويلة بعد نهاية الحرب الباردة مسرحا لانشطة وعمليات مخابرات الانظمة القمعية مثل ايران التي نجحت بمساعدة مجموعات مشبوهة من معارضة نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بامتياز فائق في خداع بعض المؤسسات الامريكية وتوريط ذلك البلد في حربها الكارثية وغزو واحتلال العراق الذي غير تاريخ الشرق الاوسط والمنطقة العربية وحتي مخابرات نظام الحركة الاسلامية السودانية والرئيس السوداني المعزول فقد لعب علي ورقة الحرب علي الارهاب واستغل ظروف التفاوض الدولي علي تقسيم السودان وانفصال الجنوب اضافة الي المشاركة المزعومة في الحرب علي الارهاب لتوطين انشطته الاستخبارية والمالية داخل الولايات المتحدة الامريكية عن طريق مجموعة من السماسرة والجواسيس المحترفين المتفرغين .
الولايات المتحدة تستحي وتكابر وتغض الطرف عندما تتعرض الي الاختراق و التضليل والخداع الاستخباري من بعض الصغار حتي لاتمس صورة الدولة العظمي التي لاتقهر علي الرغم من النتائج الكارثية لكل ماسبق ذكره.
ولكنها تحقق في القضايا التي تحمل الطابع الجنائي وانشطة الجريمة الاقتصادية المنظمة التي تتوفر فيها ادلة مادية قاطعة ومقنعة وغير مثيرة للجدل السياسي لسوء حظ الدبلوماسي الكوري الذي غادر ماليزيا الي الولايات المتحدة ليواجه العدالة في الولايات المتحدة الامريكية وهو يسير بخطوات واثقة في معنويات عالية وهو يوزع الابتسامات ويصافح المصورين الصحفيين وهو في طريقة الي صالة المغادرة.
حيث يتوقف الامر بعد ذلك علي حسب الطريقة التي ستتعامل بها معه السلطات الامريكية في ظل ردود افعال متوقعه من بلاده التي ربما تتجه عمليا الي تحالفات تضر بالمصالح الامريكية.