كلام الناس
رغم البشريات التي عادت صحف الخرطوم تنشرها، خاصة تلك المتصلة بالدعم السياسي والمالي الخارجي وتحسن وضع البنك المركزي، وإتفاق إعلان المبادئ الذي تم بين الحكومة وحركة الحلو فإننا ننتظر خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع وفي حياة المواطنين.
مع كل التقدير لإعلان المبادئ بين الحكومة وحركة الحلو وما تضمنه من نصوص تصب في صالح السلام والوئام المجتمعي فإننا ننتظر الإسراع بعقد مؤتمر السلام الشامل في الداخل بمشاركة حركة عبدالواحد محمد نور لسد الفرقة وليس لمزيد من التنظير وطرح الرؤى.
مرة أخرى نؤكد أهمية تأجيل الخلافات الفوقية حول المناصب وحجم المشاركة في آجهزة الحكم الإنتقالي، لأن الأهم هو إنجاز مهام المرحلة الإنتقالية بتحقيق السلام الشامل العادل ونزع فتيل الفتن المجتمعية ومحاربة خطاب الكراهية وتحدي الاخر، ودفع إستحقاقات تنفيذ برنامج الإسعاف الإقتصادي ورفع المعاناة المزدادة عن كاهل المواطنين، والإسراع بمحاكمة المجرمين والفاسدين ورد المظالم بدلاً الجرحرة والسفسطة القانونية التي عرقلت عملية تنزيل العدالة.
كذلك لابد من الإسراع بقيام المجلس التشريعي الثوري بعيداً عن أطماع اللاهثين وراء المناصب والمخصصات فهو أيضاً مجلس إنتقالي مهمته تهيئة المناخ المعافى للإنتقال إلى مرحلة الحكم المدني الديمقراطي.
الخطوة المنتظرة التي لاتقل أهمية من كل ماسبق إعادة هيكلة القوات المسلحة وكل القوات النظامية الأخرى عبر عملية التسريح وإعادة الدمج وفق القوانين والتراتبية النظامية لتأمين قوميتها وتعزيز فعاليتها المهنية والتنفيذية في حماية أمن الوطن والمواطنين.
مع ذلك دعونا نتفاءل مع المتفائلين ونمد الأيادي بيضاء لكل الأحزاب والحركات والتنظيمات المهنية والمجتمعية المؤمنة وملتزمة بأهداف ثورة ديسمبر الشعبية للعمل بجدية - كل في مجاله التنفيذي والإنتاجي والخدمي والأمني - لخدمة الجماهير الثورية الصامدة الصابرة ومتيقظة التي لن تُخدع أبداً.