تداول ناشطون عبر مواقعهم في التواصل الاجتماعي مقطعاً لفيديو يبرز إنشاء أول مجسم لحائط مبكى يهودي في دولة الأمارات العربية المتحدة وذلك بعد تطبيع علاقاتها مع دولة الكيان الاسرائيلي. وقد جرت مراسم أول صلاة مشتركة بين الاسرائليين من جهة وبين "رصفائهم" الأماراتيين من الجهة المقابلة، بحيث تم جمع صلاتين مع بعضهما البعض، وحسب الأنباء التي وردت فإن المسلمين أدوا ركعة واحدة لله، بينما في الجانب المقابل لحائط المبكى أدى الاسرائيليون ثلاث هزات من رؤوسهم حسب ديانتهم اليهودية!. وحسب المصادر فقد تمت الاشارة إلى أن المسؤولين الأماراتيين قد "تخطوا جميع مراحل التطبيع عبر السياسات والسلوكيات الأخيرة والتي شهدت تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء ووصلت إلى مراحل متقدمة من التطابق!". درجة أن توقيت إنشاء حائط المبكى قد تم في ذكرى يوم الانتفاضة في فلسطين المحتلة!. وفي السودان نقلت الأنباء بأن وفداً سودانياً سيتوجه لزيارة إسرائيل قريباً، وكما جرت العادة فلم يتم بعد الكشف عن هوية هذا الوفد ولا طبيعة الزيارة أو الشخصيات التي ستكون ضمن هذا الوفد!، فقط تمت الاشارة ألى أنه سيكون بمثابة "أول وفد رسمي يتوجه إلى إسرائيل لتعزيز العلاقات الثنائية التي أقيمت العام الماضي برعاية أمريكية أطلق عليها مبادرة " إتفاقات أبراهام"!. يجب أن نعلم بأن هذه الزيارة ليست الأولى بل تُعد الثانية لوفد سوداني يصل لأسرائيل، حيث سبقتها زيارة أولى جرت بتكتم بالغ السرية!. وفقط تأتي هذه الزيارة بعد الاعلان خلال الشهر الجاري بأن مجلس الوزراء السوداني قد وافق على مشروع بإلغاء قانون عام 1958 القاضي بمقاطعة إسرائيل، وذلك بعد (توصية قانونية) من وزير العدل للمجلس المشار إليه حسب ما تم الاعلان عنه!. يبدو أن الزيارة تأتي تتويجاً لتطبيع العلاقات بين البلدين، حسب إفادة وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين بداية هذا العام، وأن كل من البلدين "سيضعان اللمسات الأخيرة في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، على اتفاق دبلوماسي لتطبيع العلاقات بينهما"!. في الأثناء يتم تجريد الثوار والكنداكات من ثورتهم المجيدة رويداً رويداً، ينصب المجلس العسكري ولجنته الأمنية من أنفسهم قادة للبلاد، ويتبعهم (مجلس الشركاء) الذي كان في رحم الغيب!، ويسحب الشق العسكري في مجلس السيادة البساط من تحت أقدام كل مكونات الثورة الأخرى، بما فيها سلطات رئيس الوزراء ومجلسه وبقية المدنيين في مجلس السيادة، "يكاوشون" على كل شئ بيدهم الشمال من الذي أعطته الوثيقة الدستورية بيدها اليمين لصناع الثورة!، بعد أن قلموا أظافرها، أماتوا المجلس التشريعي وعطلوا تشكيل المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للنيابة العامة والمراجع العام، شوهوا اتفاقية السلام وافرغوها من أي محتوى يؤدي لسلام حقيقي وطمأنينة لأهل دارفور التي نجد فيها (الدواس) قد وصل معسكرات النازحين المغلوب على أمرهم، ببساطة المختصر المفيد حولوا الدولة الديمقراطية التي انتظرها شعبنا خلال 30 عاماً إلى "شيخم بيخم" فكاد كل شئ يتلاشى في الهواء الطلق مع الروائح النتنة التي تنبعث من مشارح البلاد، وكأن صدى عزيف الريح يردد ( مفقوديكم يا ثوار ديسمبر يا صناع المجد)!. عليه نقترح ـ وعلى خطى تأسيس الأمارات لحائط المبكى الذي جرت الاشارة إليه ـ أن يتم تأسيس حائط للمبكى بقلب الخرطوم أيضاً، وليكن قرب مقر السفارة الاسرائلية التي سيتم افتتاحها، حتى تشرف أتيام الحراسة الأمنية الاسرائلية والسودانية على حراسته من أي اعتداء يقع عليه "لا قدر الله"!. لتتم فيه صلاتين، حيث الأولى للأسرائيليين في جانب من الحائط، بينما في الجانب الآخر منه تجري صلاة للسودانيين، ثم يطلقون خلالها لعقيرتهم العنان بالنواح وأن يجهشوا بالبكاء أمام حائط المبكى، يندبون خلال ذلك حظهم العاثر الذي أوقعهم في حكومة ذات تركيبة غريبة الوجه واليد واللسان عن أمانيهم وأحلامهم التي كانوا ينشدوها وهم ينجزون ثورتهم الجماهيرية العظيمة في تاريخهم، وبينما يفرغون نفسياً أمام ذاك الحائط عن شحنات "خيبتهم"، لا يلبثوا أن يرفعون عقيرتهم قائلين لحكامهم في مجلسي السيادة والوزراء " شالوم"!. ــــــــــــــــــ * لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.