خيارات العسكر وانقلاب للبيع
زين العابدين صالح عبد الرحمن
5 June, 2021
5 June, 2021
نستلف عنوان المقل من الدكتور الراحل عزالدين هلالي. عن مسرحيته " انقلاب للبيع" و الانقلاب العسكري أحد صور التآمر السياسي، و الذي يتم دائما من داخل المسرح السياسي ثم ينتقل لمؤسسة القوات المسلحة، و الانقلاب يكون بإيعاز من النخب السياسية لجنرالات الجيش، و ينفذ بأدوات مغايرة للفعل السياسي " استخدام الآليات العسكرية" و تحدث الانقلابات العسكرية في الدول التي تضعف فيها المؤسسات المدنية، و أيضا ضعف الثقافة الديمقراطية، حيث يقل وعي الجماهير بحقوقها و واجباتها و كيفية تحقيق هذه المعادلة السياسية من خلال نظام الحكم، و السودان للأسف رغم أن الجماهير قد غيرت معادلة توازن القوي لصالح الجانب المدني، لكن ضعف النخبة السياسية التي تم اختيارها لكي تتولى قيادة المرحلة، هي التي قد تنازلت طوعا للجانب العسكري، لأنها عجزت أن تقدم مبادرة وطنية تلتف حولها الجماهير لكي تبدأ عملية التحول الديمقراطي. فالقوى السياسية التي تعجز أن تقدم مشروع سياسي لبناء الوطن و تطرحه للحوار الوطني، تكون عرضة للشراء و البيع لآن ميلها يصبح فقط كيفية الحصول علي وظائف دستورية.
إذا أمعنا قراءة حديث نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو في تأبين القيادي في حركة جيش تحرير السودان مبارك نميري “ أمس الجمعة” و الذي نقلته جريدة " الراكوبة" تجد فيه إشارات تؤكد أن هناك صراعا مايزال قائما داخل المؤسسات العسكرية، حيث قال " إنه الشخص الوحيد في اللجنة الأمنية من اعترض على مخططات منسوبي النظام السابق، وأضاف ”كنت الشخص الوحيد الذي اعترض على مخططاتهم وكلهم كانوا مجتمعين على فض الإعتصام” وتابع “لو لانا لكان البشير حتى الآن حاكما نحن من قمنا يإعتقاله ووضعه في الإقامة الجبرية" و أضاف قائلا في حديثه "هؤلاء يرون المناصب القيادية حصرياً على جهات معينة وأشخاص بعينهم، و أن هؤلاء علي بكرة أبيهم كانوا مجتمعين لفض الاعتصام انا البقيت السبب ودعمت الشعب والآن أصبحت عدو للشعب" حميدتي في حديثه رغم أنه يرجع لفترة ما قبل الاتفاق علي قرار عزل رأس النظام، لكنه يستخدم أسلوب التورية، في نقطتين مهمتين ألاولى يشير فيها أن الصراع ما يزال قائما داخل المؤسسات العسكرية، و هذا الصراع يؤثر بشكل مباشر علي عملية الحكم من خلال قوله " أن التغيير في السودان حتى الآن لم يكتمل، ووصف ما جرى بأنه إعتقال للرئيس المخلوع عمر البشير فقط وادخاله السجن." و الثاني محاولته استمالة الحث المناطقي لكي يجد عنده الدعم بقوله "هؤلاء يرون المناصب القيادية حصرياً على جهات معينة وأشخاص بعينهم،" مما يدل على أنه يواجه حملة من داخل القوات المسلحة. حيث قال أن هناك جهات قللت من سودانيته، ورتبته العسكرية. لذلك يطالب حميدتي من الذين يخاطبهم النصرة و الوقوف معه في معركة قادمة، و محتملة.
أن نائب رئيس المجلس الانتقالي حميدتي رغم أنه لم ينال حظا في التعليم الأكاديمي، لكنه رجل فطن، و يتمتع بذكاء باين، هو الذي أوصله لهذا الموقع، لذلك هو يختار الوقت المناسب لكي يرسل إشاراته، الهدف منها لفت الانتباه، أن كان للقوى السياسية، أو انتباه أيضا داخل المؤسسة العسكرية، و في كلا الحالتين؛ هي إشارات تؤكد أن هناك قضايا إذا لم تجد طريقها للحل سوف تؤثر علي مجريات العمل السياسي. مثالا لذلك قوله " أن هناك تململا وسط الأجهزة الامنية والعسكرية من تأدية واجباتهم خوفاً من إستهدافهم في إشارة لسجن بعض العسكريين على خلفية اتهامهم بقتل متظاهرين يوم 29 رمضان الماضي" رغم أن الرجل يتحدث عن حالة عدم الرضى داخل المؤسسات العسكرية جميعها، لكن أيضا تشير إلي أن قوة الشارع في التصدى للأفعال التي تقوم بها هذه المؤسسات للحد من حريته باستخدام آلة القتل هو فعل يأتي آكله، و يقظة الجماهير في الدفاع عن حقوقها، هو الذي يبطل تلك الافعال السالبة من قبل تلك المؤسسات العسكرية، و التي حتى الآن لم تستطيع أن تستوعب أن هناك تغييرا في البلاد قد حدث. و أنها مطالبة أن تستوعب هذا التغيير و تتعامل وفقا للدستور و القانون الذي يحكم الفترة الانتقالية، أن حديث حميدتي يفتح العديد من الملفات التي يجب أن تتناولها القوى السياسية و هي عملية التثقيف الديمقراطي للشارع و لعناصر المؤسسات العسكرية، أن الأحزاب حتى الآن لم تستطيع الخروج من دائرة الصراع حول السلطة و المحاصصات لكي تقوم بدورها السياسي في توعية الجماهير بعملية التحول الديمقراطي.
أن الصراع الذي يدور داخل هذه المؤسسات، و الذي أشار إليه حميدتي بصورة غير مباشرة، بأن مناصري الدولة الشمولية مايزلوا يحاولون الرجوع، هو الذي تتولد منه فكرة الانقلاب، و لكن القوات المسلحة أرادت أن تنفي ذلك بتصريح العميد دكتور الطاهر أبوهاجة، المستشار الإعلامي للقائد العام، حيث قال " أن ما اوردته بعض الوسائط عن وجود توتر بين القوات المسلحة، والدعم السريع لا أساس له من الصحة، وإنهما يعملان بتناغم وانسجام تا، و أن نشر الإشاعة الغرض منه خلق فتنة،" لكن هذا التوتر بعد حديث حميدتي قائد قوات الدعم السريع خرج من دائرة الشك بأنه إشاعة إلي الحقيقة. فالرجل بحديثه و طلب العون و المناصرة من آهل المناطقية يؤكد أن هناك صراعا يستهدف قوات الدعم السريع، و العلاج دائما يكون بالمصارحة و ليس بالتغطية علي الأشياء، لآن الصراع داخل المؤسسات العسكرية يؤدي للانقلاب العسكري حيث كل مجموعة تريد أن تسيطر علي السلطة لكي تحسم المجموعات الأخرى. و هذا الصراع إذا لم يتم الالتفات إليه بوعي من قبل القوى السياسية هو الذي يخلق بيئة العمل الانقلابي. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
إذا أمعنا قراءة حديث نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو في تأبين القيادي في حركة جيش تحرير السودان مبارك نميري “ أمس الجمعة” و الذي نقلته جريدة " الراكوبة" تجد فيه إشارات تؤكد أن هناك صراعا مايزال قائما داخل المؤسسات العسكرية، حيث قال " إنه الشخص الوحيد في اللجنة الأمنية من اعترض على مخططات منسوبي النظام السابق، وأضاف ”كنت الشخص الوحيد الذي اعترض على مخططاتهم وكلهم كانوا مجتمعين على فض الإعتصام” وتابع “لو لانا لكان البشير حتى الآن حاكما نحن من قمنا يإعتقاله ووضعه في الإقامة الجبرية" و أضاف قائلا في حديثه "هؤلاء يرون المناصب القيادية حصرياً على جهات معينة وأشخاص بعينهم، و أن هؤلاء علي بكرة أبيهم كانوا مجتمعين لفض الاعتصام انا البقيت السبب ودعمت الشعب والآن أصبحت عدو للشعب" حميدتي في حديثه رغم أنه يرجع لفترة ما قبل الاتفاق علي قرار عزل رأس النظام، لكنه يستخدم أسلوب التورية، في نقطتين مهمتين ألاولى يشير فيها أن الصراع ما يزال قائما داخل المؤسسات العسكرية، و هذا الصراع يؤثر بشكل مباشر علي عملية الحكم من خلال قوله " أن التغيير في السودان حتى الآن لم يكتمل، ووصف ما جرى بأنه إعتقال للرئيس المخلوع عمر البشير فقط وادخاله السجن." و الثاني محاولته استمالة الحث المناطقي لكي يجد عنده الدعم بقوله "هؤلاء يرون المناصب القيادية حصرياً على جهات معينة وأشخاص بعينهم،" مما يدل على أنه يواجه حملة من داخل القوات المسلحة. حيث قال أن هناك جهات قللت من سودانيته، ورتبته العسكرية. لذلك يطالب حميدتي من الذين يخاطبهم النصرة و الوقوف معه في معركة قادمة، و محتملة.
أن نائب رئيس المجلس الانتقالي حميدتي رغم أنه لم ينال حظا في التعليم الأكاديمي، لكنه رجل فطن، و يتمتع بذكاء باين، هو الذي أوصله لهذا الموقع، لذلك هو يختار الوقت المناسب لكي يرسل إشاراته، الهدف منها لفت الانتباه، أن كان للقوى السياسية، أو انتباه أيضا داخل المؤسسة العسكرية، و في كلا الحالتين؛ هي إشارات تؤكد أن هناك قضايا إذا لم تجد طريقها للحل سوف تؤثر علي مجريات العمل السياسي. مثالا لذلك قوله " أن هناك تململا وسط الأجهزة الامنية والعسكرية من تأدية واجباتهم خوفاً من إستهدافهم في إشارة لسجن بعض العسكريين على خلفية اتهامهم بقتل متظاهرين يوم 29 رمضان الماضي" رغم أن الرجل يتحدث عن حالة عدم الرضى داخل المؤسسات العسكرية جميعها، لكن أيضا تشير إلي أن قوة الشارع في التصدى للأفعال التي تقوم بها هذه المؤسسات للحد من حريته باستخدام آلة القتل هو فعل يأتي آكله، و يقظة الجماهير في الدفاع عن حقوقها، هو الذي يبطل تلك الافعال السالبة من قبل تلك المؤسسات العسكرية، و التي حتى الآن لم تستطيع أن تستوعب أن هناك تغييرا في البلاد قد حدث. و أنها مطالبة أن تستوعب هذا التغيير و تتعامل وفقا للدستور و القانون الذي يحكم الفترة الانتقالية، أن حديث حميدتي يفتح العديد من الملفات التي يجب أن تتناولها القوى السياسية و هي عملية التثقيف الديمقراطي للشارع و لعناصر المؤسسات العسكرية، أن الأحزاب حتى الآن لم تستطيع الخروج من دائرة الصراع حول السلطة و المحاصصات لكي تقوم بدورها السياسي في توعية الجماهير بعملية التحول الديمقراطي.
أن الصراع الذي يدور داخل هذه المؤسسات، و الذي أشار إليه حميدتي بصورة غير مباشرة، بأن مناصري الدولة الشمولية مايزلوا يحاولون الرجوع، هو الذي تتولد منه فكرة الانقلاب، و لكن القوات المسلحة أرادت أن تنفي ذلك بتصريح العميد دكتور الطاهر أبوهاجة، المستشار الإعلامي للقائد العام، حيث قال " أن ما اوردته بعض الوسائط عن وجود توتر بين القوات المسلحة، والدعم السريع لا أساس له من الصحة، وإنهما يعملان بتناغم وانسجام تا، و أن نشر الإشاعة الغرض منه خلق فتنة،" لكن هذا التوتر بعد حديث حميدتي قائد قوات الدعم السريع خرج من دائرة الشك بأنه إشاعة إلي الحقيقة. فالرجل بحديثه و طلب العون و المناصرة من آهل المناطقية يؤكد أن هناك صراعا يستهدف قوات الدعم السريع، و العلاج دائما يكون بالمصارحة و ليس بالتغطية علي الأشياء، لآن الصراع داخل المؤسسات العسكرية يؤدي للانقلاب العسكري حيث كل مجموعة تريد أن تسيطر علي السلطة لكي تحسم المجموعات الأخرى. و هذا الصراع إذا لم يتم الالتفات إليه بوعي من قبل القوى السياسية هو الذي يخلق بيئة العمل الانقلابي. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com