الإعلام السوداني ومآلات التغيير والإبداع
زين العابدين صالح عبد الرحمن
13 June, 2021
13 June, 2021
جاء السيد محمود أبو العزائم الذي كان مديرا للإذاعة السودانية في ثمانينيات القرن الماضي إلي القاهرة مستشفيا آواخر التسعينيات. و اتصل بي السيد محمد الحسن عبد الله يسن القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي و عضو مجلس رأس الدولة في فترة الديمقراطية الثالثة، أن أحضر إليه في المنزل، و عندما ذهبت تفاجأت بالسيد محمود أبو العزائم و حرصت في ذلك اللقاء أن أكون مستمعا جيدا، و أن لا أقدم أي مداخلة في أي شيء يثار، و أكتفي فقط بطرح الأسئلة علي رجلين يملكان مخزونا ثقافيا عريضا في الشأن السياسي و الإعلامي. كانت علاقتي مع أبو العزائم فيها شيء من التوتر بحكم دوري في العمل النقابي حيث كنت سكرتير نقابة الإذاعيين، و في نفس الوقت رئيسا للنقابة العامة للهيئة القومية للإذاعة و التلفزيون. و رغم توتر هذه العلاقة إلا أنه كان يقدم النصائح لمصلحة تطوير العمل. و قد تم إعفاء أبو العزائم من وظيفته عندما تم تعين الأستاذ محمد خوجلي صالحين وزيرا للإعلام، حيث كانت علاقة صالحين مع أبو العزائم متوترة، و أتهم صالحين أبو العزائم بأنه كان وراء إبعاده من الإذاعة و تعينه مديرا لمصلحة الإعلام في الوزارة، حيث كان البعض يؤكد أن العلاقة الجيدة بين أبو العزائم و الرشيد الطاهر بكر هي التي تم استغلالها لإبعاد صالحين من الإذاعة.
للحقيقة و التاريخ أن أبو العزائم كان رجلا مبدعا، و كان باب مكتبه مفتوحا لكل مبدع يحمل رؤية جديدة، و كان دائما يقول يجب أن نخرج من الجلباب العتيق للعمل الإعلامي السابق و نقدم رؤية جديدة. كان إذاعة صوت الإمة التي استطاعت أن تنافس البرنامج العام من خلال تقديم برامج خفيفة و ذات إقاعات سريعة من إبداعات أبو العزائم. و حتى عندما قرر صلاح الدين الفاضل و معه مجموعة معهد الموسيقى و المسرح " السر السيد و عماد الدين إبراهيم و كمال عبادي و صلاح التوم و أحمد انفريب و خطاب حسن أحمد" أن يكون هناك حوارا بين الإذاعة و المستمعين عبر الرسالة الإعلامية بنقل الميكرفون للشارع في برامج الصباح بدلا من رسالة في اتجاه واحد كان هذا في عهد أبو العزائم.
كان أبو العزائم يقول أنتم قدموا بضاعتكم الجديدة، غيروا في الصور الجمالية من خلال تغيير في المؤثرات إذا كانت موسيقية أو طبيعية لجذب أكبر قطاع من الناس، أما مواجهة المسؤولين اتركوها علي أنا. سألت أبو العزائم في ذلك اللقاء رغم أن نظام نميري كان شموليا و لا يوافق بحرية العمل الإعلامي، لكن استطاع الإعلام أن يقدم رؤي جديدة يفكك بها الرابط مع إذاعة BBC"" هل كانت رؤية سياسية، أم إبداع إعلامي؟ قال أبو العزائم الرجل الذي يجلس علي قمة الأجهزة الإعلامية، هو الذي يستطيع أن يغير الصورة النمطية للمسؤولين في الدولة. و عليه أن يقدم مادة التغيير في قوالب إبداعية إعلامية، و يجب أن لا يحملها الشأن السياسي الصارخ لأنه يحفزهم علي المواجهة، و من خلال الإبداع يستطيع الإعلامي أن يمزق دفاتر ثقافة الشمولية عند هؤلاء، لآن الإبداع محفز لإثارة الإبداع دواخلهم الذي يجعل ردة الفعل القبول. أما الذي يجري وراء رضاهم،في اعتقاد أن الرضى سوف يجعله في الوقع أن يكون محافظا أكثر من القيادة السياسية و يكون معيقا للإبداع، لكن لا يتم ذالك إلا إذا كان الشخص متأكد من قدراته.
أن الإعلام الحكومي لم يستطيع أن ينطلق بأفق جديد، لآن القيادة الجديدة تريد أن تكسب رضى المسؤولين دون أن تقدم رؤى جديدة تكسر بها قوالب الثقافة الشمولية، في النظم الديمقراطية مطالب الإعلامي أن يملأ مساحة الحرية المتوفرة له بتقديم مبادرات جديدة تنقل الناس إلي مربعات متقدمة أن كانت في التنمية أو في ضروب الفنون المختلفة و العمل السياسي، و في السودان رغم تغيير النظام أن مساحة الحرية تستخدم لكسب رضى المسؤولين، و يظل الإعلامي ينتظر التوجيهات، مما يؤكد أن الإعلامي غير مدرك لدوره في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن. المطلوب من الإعلامي في هذه المرحلة أن يخترق القناعات السالبة و الدعوات الإقصائية و نعرات القبلية، لكي يخلق البيئة الصالحة للتوافق الوطني، أن يفتح باب الحوار علي مصرعيه، رغم الفزاعات التي تستخدمها بعض القوى السياسية، حتى تتم لها عملية الإقصاء و العزل كما تريد، لكن الإعلام يجب أن لا يكون منحازا إلا للوطن و مصالحه، فالانطلاق من منصات الوطن هي التي تعزز الرسالة الإعلامية و تجهض الرسائل السالبة، و هي التي تجبر الإعلامي لخلق البيئة الصالحة للحوار الوطني.
كان المتوقع أن التقدير السياسي و الأخلاقي للإعلام عندما فضلت بعض القوى السياسية فكرة السلطة علي فكرة التحول الديمقراطي، و كان الهدف منها هو أن تسيطر علي هياكل الدولة ثم ترتبها وفقا لتصورها و شروط قناعاتها السياسية، و هي فكرة تخلق صراعا سياسيا حادا داخل المجتمع، و الصراع يقوم علي الإبعاد و التحجيم و الإقصاء، لكنه غير ثابت هو متحرك و متغير حسب قانون " توازن القوة" و هي تعتمد اعتمادا كبيرا علي مصالح ضيقة. المتوقع أن يغير الإعلام صورته القديمة النمطية التي تجعله بوقا للسلطة. و تتغير صورة الإعلام بوعي العاملين فيه، لأنه هو المطالب بأن يكون الركيزة الأساسية لحماية الحريات و العدل، و أن يأخذ بفكرة " التحول الديمقراطي" و هي فكرة تجعل الإعلام متواصل مع كل المكونات بهدف تحقيق هدفين: الأول أن يصبح الحوار هو الطريق الوحيد لحل الأزمات. الثاني أن الحوار يحفزه علي تقديم مبادرة وطنية تطرح علي مائدة الحوار، و تخرج الناس من الانفعال و محاولات فرض الشروط علي الآخرين إلي التركيز علي الحوار حول المبادرة و تطويرها. لكن للأسف أن الإعلام مال إلي أن ينحاز. الأمر الذي يجعل رسالته تجد الطريق مغلق للوصول للكل. رغم أن هناك قنوات استطاعات أن تحدث اختراقا في طرق التفكير منها قناة " سودانية 24" أفضل حالا، و إذا وجدت منافسة من قنوات أخرى حتما سوف تزيد عملية الاختراق. و و معلوم أن الانحياز يحجم الدور الإبداعي في العمل. لأنه يحجب جزء من المشهد، و الإعلامي لا يركز علي جزء في الصورة، و لكنه مطالب أن ينظر لكل الصورة حتى يعطي رسالة متكاملة غير منقوصة.
السؤال متى يستطيع أن يتحرر الإعلام من قبضة السلطة السياسية، و توجيه الإعلام بالصورة التي يريدها؟
كما قال أبو العزائم أن الإعلامي إذا كان تصوره يشكله العمل السياسي لا يستطيع أن يتحرر لكي يملأ مساحة الحرية المتوفرة، و لكن إذا كان تصوره يؤسس علي ثقافة ديمقراطية يكون الإبداع الأداة التي يستطيع أن يوصل بها رسالته. و انصياع الإعلامي الكامل للسياسي في نظام ديمقراطي يؤكد قصوره المعرفي و عدم ثقة في قدراته و أدواته، لذلك يبحث عن كسب رضى السياسي. الأمر الذي يجعله يعطل كل القدرات الأخرى داخل هذه الأجهزة. أن استغلال مساحة الحرية المتوفرة و تنشيط حركة الإبداع فيها هي التي تعطل أي تحرك أخر يستهدف النظام الديمقراطي، لأن طرح الموضوعات من خلال العمل الإبداعي سوف ينمي الوعي الجماهيري و يسد كل المنافذ التي تريد أن تتنفس من خلالها الشمولية، و في نفس الوقت تفتح كل النوافذ لكي تقدم منها المبادرات الخلاقة، و يتحول العمل الإبداعي إلي دائرة وعي يصعب علي الآخرين الوقوف أمامها، مثل هذه الإعمال تبطيء فاعلية القوى التي تريد أن تفرض شروطها علي الآخرين، و يجعلها تتواضع و تحول هذه الشروط إلي موضوعات مفتوحة للحوار. و من هنا يتحول الإعلام من أداة للسلطة إلي أداة وطنية قادرة علي تقديم المبادرات و الأفكار، في بعض المرات تعجز القوى السياسية في التفكير المنطقي، و بعضها يريد أن يتراجع عن موقفه إذا كان خطأ لكنه يعتقد أن التراجع يعد خصما منه، و الإعلام يلعب دورا كبيرا في إزالة هذا الحرج، عندما يقدم القضايا إلي الحوار المفتوح ،و هنا تسهل عملية التراجع، لآن ورود افكار جديدة تغير نمط التفكير السالب السائد، و تؤدي إلي تفكير إيجابي يؤسس علي المنطق. كل ذلك يحتاج لخلع ثوب الأيديولوجية و الأثواب الحزبية الضيقة التي تجعل الإعلامي ينظر بنظارة ملونة لا تعطي الألوان الحقيقية، و هو يريد أن يرى الواقع علي حقيقته لكي يستطيع تغييره بالصورة المطلوبة التي تقلل بروز العنف و الميل إلي الشمولية و الجهوية و المناطقية و لم يبقى غير الوطن هو الظاهر للعيان. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
للحقيقة و التاريخ أن أبو العزائم كان رجلا مبدعا، و كان باب مكتبه مفتوحا لكل مبدع يحمل رؤية جديدة، و كان دائما يقول يجب أن نخرج من الجلباب العتيق للعمل الإعلامي السابق و نقدم رؤية جديدة. كان إذاعة صوت الإمة التي استطاعت أن تنافس البرنامج العام من خلال تقديم برامج خفيفة و ذات إقاعات سريعة من إبداعات أبو العزائم. و حتى عندما قرر صلاح الدين الفاضل و معه مجموعة معهد الموسيقى و المسرح " السر السيد و عماد الدين إبراهيم و كمال عبادي و صلاح التوم و أحمد انفريب و خطاب حسن أحمد" أن يكون هناك حوارا بين الإذاعة و المستمعين عبر الرسالة الإعلامية بنقل الميكرفون للشارع في برامج الصباح بدلا من رسالة في اتجاه واحد كان هذا في عهد أبو العزائم.
كان أبو العزائم يقول أنتم قدموا بضاعتكم الجديدة، غيروا في الصور الجمالية من خلال تغيير في المؤثرات إذا كانت موسيقية أو طبيعية لجذب أكبر قطاع من الناس، أما مواجهة المسؤولين اتركوها علي أنا. سألت أبو العزائم في ذلك اللقاء رغم أن نظام نميري كان شموليا و لا يوافق بحرية العمل الإعلامي، لكن استطاع الإعلام أن يقدم رؤي جديدة يفكك بها الرابط مع إذاعة BBC"" هل كانت رؤية سياسية، أم إبداع إعلامي؟ قال أبو العزائم الرجل الذي يجلس علي قمة الأجهزة الإعلامية، هو الذي يستطيع أن يغير الصورة النمطية للمسؤولين في الدولة. و عليه أن يقدم مادة التغيير في قوالب إبداعية إعلامية، و يجب أن لا يحملها الشأن السياسي الصارخ لأنه يحفزهم علي المواجهة، و من خلال الإبداع يستطيع الإعلامي أن يمزق دفاتر ثقافة الشمولية عند هؤلاء، لآن الإبداع محفز لإثارة الإبداع دواخلهم الذي يجعل ردة الفعل القبول. أما الذي يجري وراء رضاهم،في اعتقاد أن الرضى سوف يجعله في الوقع أن يكون محافظا أكثر من القيادة السياسية و يكون معيقا للإبداع، لكن لا يتم ذالك إلا إذا كان الشخص متأكد من قدراته.
أن الإعلام الحكومي لم يستطيع أن ينطلق بأفق جديد، لآن القيادة الجديدة تريد أن تكسب رضى المسؤولين دون أن تقدم رؤى جديدة تكسر بها قوالب الثقافة الشمولية، في النظم الديمقراطية مطالب الإعلامي أن يملأ مساحة الحرية المتوفرة له بتقديم مبادرات جديدة تنقل الناس إلي مربعات متقدمة أن كانت في التنمية أو في ضروب الفنون المختلفة و العمل السياسي، و في السودان رغم تغيير النظام أن مساحة الحرية تستخدم لكسب رضى المسؤولين، و يظل الإعلامي ينتظر التوجيهات، مما يؤكد أن الإعلامي غير مدرك لدوره في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن. المطلوب من الإعلامي في هذه المرحلة أن يخترق القناعات السالبة و الدعوات الإقصائية و نعرات القبلية، لكي يخلق البيئة الصالحة للتوافق الوطني، أن يفتح باب الحوار علي مصرعيه، رغم الفزاعات التي تستخدمها بعض القوى السياسية، حتى تتم لها عملية الإقصاء و العزل كما تريد، لكن الإعلام يجب أن لا يكون منحازا إلا للوطن و مصالحه، فالانطلاق من منصات الوطن هي التي تعزز الرسالة الإعلامية و تجهض الرسائل السالبة، و هي التي تجبر الإعلامي لخلق البيئة الصالحة للحوار الوطني.
كان المتوقع أن التقدير السياسي و الأخلاقي للإعلام عندما فضلت بعض القوى السياسية فكرة السلطة علي فكرة التحول الديمقراطي، و كان الهدف منها هو أن تسيطر علي هياكل الدولة ثم ترتبها وفقا لتصورها و شروط قناعاتها السياسية، و هي فكرة تخلق صراعا سياسيا حادا داخل المجتمع، و الصراع يقوم علي الإبعاد و التحجيم و الإقصاء، لكنه غير ثابت هو متحرك و متغير حسب قانون " توازن القوة" و هي تعتمد اعتمادا كبيرا علي مصالح ضيقة. المتوقع أن يغير الإعلام صورته القديمة النمطية التي تجعله بوقا للسلطة. و تتغير صورة الإعلام بوعي العاملين فيه، لأنه هو المطالب بأن يكون الركيزة الأساسية لحماية الحريات و العدل، و أن يأخذ بفكرة " التحول الديمقراطي" و هي فكرة تجعل الإعلام متواصل مع كل المكونات بهدف تحقيق هدفين: الأول أن يصبح الحوار هو الطريق الوحيد لحل الأزمات. الثاني أن الحوار يحفزه علي تقديم مبادرة وطنية تطرح علي مائدة الحوار، و تخرج الناس من الانفعال و محاولات فرض الشروط علي الآخرين إلي التركيز علي الحوار حول المبادرة و تطويرها. لكن للأسف أن الإعلام مال إلي أن ينحاز. الأمر الذي يجعل رسالته تجد الطريق مغلق للوصول للكل. رغم أن هناك قنوات استطاعات أن تحدث اختراقا في طرق التفكير منها قناة " سودانية 24" أفضل حالا، و إذا وجدت منافسة من قنوات أخرى حتما سوف تزيد عملية الاختراق. و و معلوم أن الانحياز يحجم الدور الإبداعي في العمل. لأنه يحجب جزء من المشهد، و الإعلامي لا يركز علي جزء في الصورة، و لكنه مطالب أن ينظر لكل الصورة حتى يعطي رسالة متكاملة غير منقوصة.
السؤال متى يستطيع أن يتحرر الإعلام من قبضة السلطة السياسية، و توجيه الإعلام بالصورة التي يريدها؟
كما قال أبو العزائم أن الإعلامي إذا كان تصوره يشكله العمل السياسي لا يستطيع أن يتحرر لكي يملأ مساحة الحرية المتوفرة، و لكن إذا كان تصوره يؤسس علي ثقافة ديمقراطية يكون الإبداع الأداة التي يستطيع أن يوصل بها رسالته. و انصياع الإعلامي الكامل للسياسي في نظام ديمقراطي يؤكد قصوره المعرفي و عدم ثقة في قدراته و أدواته، لذلك يبحث عن كسب رضى السياسي. الأمر الذي يجعله يعطل كل القدرات الأخرى داخل هذه الأجهزة. أن استغلال مساحة الحرية المتوفرة و تنشيط حركة الإبداع فيها هي التي تعطل أي تحرك أخر يستهدف النظام الديمقراطي، لأن طرح الموضوعات من خلال العمل الإبداعي سوف ينمي الوعي الجماهيري و يسد كل المنافذ التي تريد أن تتنفس من خلالها الشمولية، و في نفس الوقت تفتح كل النوافذ لكي تقدم منها المبادرات الخلاقة، و يتحول العمل الإبداعي إلي دائرة وعي يصعب علي الآخرين الوقوف أمامها، مثل هذه الإعمال تبطيء فاعلية القوى التي تريد أن تفرض شروطها علي الآخرين، و يجعلها تتواضع و تحول هذه الشروط إلي موضوعات مفتوحة للحوار. و من هنا يتحول الإعلام من أداة للسلطة إلي أداة وطنية قادرة علي تقديم المبادرات و الأفكار، في بعض المرات تعجز القوى السياسية في التفكير المنطقي، و بعضها يريد أن يتراجع عن موقفه إذا كان خطأ لكنه يعتقد أن التراجع يعد خصما منه، و الإعلام يلعب دورا كبيرا في إزالة هذا الحرج، عندما يقدم القضايا إلي الحوار المفتوح ،و هنا تسهل عملية التراجع، لآن ورود افكار جديدة تغير نمط التفكير السالب السائد، و تؤدي إلي تفكير إيجابي يؤسس علي المنطق. كل ذلك يحتاج لخلع ثوب الأيديولوجية و الأثواب الحزبية الضيقة التي تجعل الإعلامي ينظر بنظارة ملونة لا تعطي الألوان الحقيقية، و هو يريد أن يرى الواقع علي حقيقته لكي يستطيع تغييره بالصورة المطلوبة التي تقلل بروز العنف و الميل إلي الشمولية و الجهوية و المناطقية و لم يبقى غير الوطن هو الظاهر للعيان. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com