عن سوس الشرطة والاجهزة الامنية والجيش، وعن 30 يونيو نحكي
جبير بولاد
30 June, 2021
30 June, 2021
.. لعل ما حدث البارحة من تمرد و إعتراض صاخب و إهانة لوزير الداخلية الفريق عز الدين الشيخ ، كان سبب دهشة لقطاع كبير من السودانيين ، و لكننا لأننا نرصد الاشياء و نعيدها بالقراءات المتأملة، لم تصيبنا أي دهشة ، بل و بالعكس ، كنا نتوقع اكثر من ذلك من تركة انقاذية لم يفعل فيها الكثير من أجل وضعها في مربع أهداف الثورة السودانية و تصحيح عقيدتها و أتساق تراتبيتها ، و ظللنا ننادي بالاشتغال في مناطق التغيير الحقيقية حتي بحت اصواتنا و تقطعت حبالنا الصوتية و في كل مرة يحدث ما حذرنا منه و توقعناه .
.. القوات النظامية و الامنية و الشرطة في عهد الكيزان الكالح تحولت الي دوائر أمراء و عصبجية يدفع لها فيما يشبه (المقاولة ) لتقوم بعملها الذي أساسا أنشئت من أجله و تنامي هذا الشكل العجيب لينتج ضباط(رجال أعمال ) و لما ترسخ هذا الشكل و ترهل و اصبح عبء علي البشير تحول الي صناعة المليشيات و الدفع الي قوادها، فظهرت لنا اسماء طبعها مثل الشياطين من امثال(كوشيب ) و (هلال ) و آخرهم(حميدتي ) و الذي مثل ذروة المشهد العبثي للبشير حتي سماه (حمايتي ) !
.. اذا ، تحول الزي العسكري و حمل السلاح من واجب وطني ، يحمل قيم رفيعة الي مهنة و احلام لبناء امبراطوريات مالية و شبكة مصالح شخصية .
.. ليس هنالك شك في اننا مع تحسين وضع العسكري، راتبه، حقوقه، احترامه اجتماعيا طالما هو يمثل خط الدفاع الاول للمجتمع المدني و اعرافه و قيمه، و يدافع ايضا عن الوطن و مكتسباته و لنا تاريخ مشرف في الافراد العسكريين من حيث الانضباط في المظهر و السلوك العام و يجب علي الحكومة بأستمرار ان تصلح أوضاعهم و لكن ما حدث من فرع العمليات (الامن ) من قبل ، و ما حدث البارحة من الشرطة ، يضعنا امام قنابل موقوتة خطيرة من مؤسسات عسكرية لا تشبه إرثها و لا تحمل اي قيم لتاريخها الطويل و لأننا كنا ندرك ذلك، قلنا من قبل، اولي القضايا التي تحتاج عمل سريع و حاسم هي تفكيك تلك التركة السامة، شكلا و مضمونا، و عقيدة و ثقافة قانونية .
.. الآلاف من المواطنين السودانيين و شريحة الشباب الخريجيين و المفصولين تعسفيا، كل أولئك كانوا من الممكن ان يكونوا بذرة جيدة لأجهزة نظامية ليست غريبة علي المجتمع المدني، بل فيما بعد الثورة تكون قد تشربت معني جديد اقرب لروح القانون و ثقافة التعامل مع عهود الديمقراطية و الحرية والعدالة، و هذا ما سيكون عليه الوضع في إستعادة الروح الاصيلة للسودانيين منذ فجر التاريخ و الحضارة .. لقد ضللنا طريقنا بعيدا و حان الوقت لأستعادة طريقنا و موضعنا الزاهي بين الامم في التاريخ و الحاضر .
.. ما حدث يجب أن يؤقظنا من سباتنا العميق و استغراقنا في القضايا العبثية التي علي الدوام منشغلة بها قوانا السياسية و ممثليها في السلطة في المرحلة الإنتقالية .. علي القيادة المدنية(حمدوك ) ان يكون اكثر يقظة ، لقد ترهل الوقت عندك حتي انقسمت الكتلة الشعبية التي كانت تساندك و رحت في اخر السير تطلب تشكلها من جديد، التاريخ ليس طوع بنانك، حرك ايقاعك بمستوي المرحلة أو الطوفان .
.. بقي أن نقول لابد من مواكب ال 30 من يونيو، فهو حق كان قربانه الدم و الروح و المحارق، هذا الفعل هو الذي يؤكد لنا دوما جذوة ثورتنا المتقدة، بدل تخويف الكنداكات و الثوار كان علي القادة مدنيين و عسكريين ان يتقدموا هذه المواكب و يحرسوها و يخاطبوها بما يضمن بقاء روح الثورة متقدة و اهدافها واضحة و معلنة و ماضية في التنفيذ و لكننا ماذا نفعل في ضعف الهمة و فسالة النفوس التي تأتينا علي غفلة منا لتسنم مشهدنا و لحظاتنا التاريخية .. قوي كل شغلها المحاصصات في الغرف المغلقة و عقد التحالفات الخائبة .
♡ الثورة عمل مستمر
..
jebeerb@yahoo.com
.. القوات النظامية و الامنية و الشرطة في عهد الكيزان الكالح تحولت الي دوائر أمراء و عصبجية يدفع لها فيما يشبه (المقاولة ) لتقوم بعملها الذي أساسا أنشئت من أجله و تنامي هذا الشكل العجيب لينتج ضباط(رجال أعمال ) و لما ترسخ هذا الشكل و ترهل و اصبح عبء علي البشير تحول الي صناعة المليشيات و الدفع الي قوادها، فظهرت لنا اسماء طبعها مثل الشياطين من امثال(كوشيب ) و (هلال ) و آخرهم(حميدتي ) و الذي مثل ذروة المشهد العبثي للبشير حتي سماه (حمايتي ) !
.. اذا ، تحول الزي العسكري و حمل السلاح من واجب وطني ، يحمل قيم رفيعة الي مهنة و احلام لبناء امبراطوريات مالية و شبكة مصالح شخصية .
.. ليس هنالك شك في اننا مع تحسين وضع العسكري، راتبه، حقوقه، احترامه اجتماعيا طالما هو يمثل خط الدفاع الاول للمجتمع المدني و اعرافه و قيمه، و يدافع ايضا عن الوطن و مكتسباته و لنا تاريخ مشرف في الافراد العسكريين من حيث الانضباط في المظهر و السلوك العام و يجب علي الحكومة بأستمرار ان تصلح أوضاعهم و لكن ما حدث من فرع العمليات (الامن ) من قبل ، و ما حدث البارحة من الشرطة ، يضعنا امام قنابل موقوتة خطيرة من مؤسسات عسكرية لا تشبه إرثها و لا تحمل اي قيم لتاريخها الطويل و لأننا كنا ندرك ذلك، قلنا من قبل، اولي القضايا التي تحتاج عمل سريع و حاسم هي تفكيك تلك التركة السامة، شكلا و مضمونا، و عقيدة و ثقافة قانونية .
.. الآلاف من المواطنين السودانيين و شريحة الشباب الخريجيين و المفصولين تعسفيا، كل أولئك كانوا من الممكن ان يكونوا بذرة جيدة لأجهزة نظامية ليست غريبة علي المجتمع المدني، بل فيما بعد الثورة تكون قد تشربت معني جديد اقرب لروح القانون و ثقافة التعامل مع عهود الديمقراطية و الحرية والعدالة، و هذا ما سيكون عليه الوضع في إستعادة الروح الاصيلة للسودانيين منذ فجر التاريخ و الحضارة .. لقد ضللنا طريقنا بعيدا و حان الوقت لأستعادة طريقنا و موضعنا الزاهي بين الامم في التاريخ و الحاضر .
.. ما حدث يجب أن يؤقظنا من سباتنا العميق و استغراقنا في القضايا العبثية التي علي الدوام منشغلة بها قوانا السياسية و ممثليها في السلطة في المرحلة الإنتقالية .. علي القيادة المدنية(حمدوك ) ان يكون اكثر يقظة ، لقد ترهل الوقت عندك حتي انقسمت الكتلة الشعبية التي كانت تساندك و رحت في اخر السير تطلب تشكلها من جديد، التاريخ ليس طوع بنانك، حرك ايقاعك بمستوي المرحلة أو الطوفان .
.. بقي أن نقول لابد من مواكب ال 30 من يونيو، فهو حق كان قربانه الدم و الروح و المحارق، هذا الفعل هو الذي يؤكد لنا دوما جذوة ثورتنا المتقدة، بدل تخويف الكنداكات و الثوار كان علي القادة مدنيين و عسكريين ان يتقدموا هذه المواكب و يحرسوها و يخاطبوها بما يضمن بقاء روح الثورة متقدة و اهدافها واضحة و معلنة و ماضية في التنفيذ و لكننا ماذا نفعل في ضعف الهمة و فسالة النفوس التي تأتينا علي غفلة منا لتسنم مشهدنا و لحظاتنا التاريخية .. قوي كل شغلها المحاصصات في الغرف المغلقة و عقد التحالفات الخائبة .
♡ الثورة عمل مستمر
..
jebeerb@yahoo.com