لحماية السلام المجتمعي المنتهك

 


 

 

كلام الناس
كانت مدينة بورتسودان مثل كل المدن الكبيرة في السودان تنعم بالسلام والأمان بما فيها مدينة الفاشر التي أمضيت فيها أكثر من عام عشنا فيها بسلام وأمان قبل أن يتسلط على السودان مؤججوا الفتن المجتمعية، كانت بورتسودان تحتضن كل مكونات نسيجها المجتمعي بمن فيهم أبناء الولايات الأخرى والجاليات التي إستقرت فيها واندمجت في محيطها المجتمعي.
للأسف في الاونة الأخيرة تكررت الفتن المجتمعية في أكثر من منطقة من مناطق السودان التي أججتها بعض القيادات القبلية الساعية للتمكين لنفسها في هذه المرحلة الإنتقالية دون الاخرين دون اعتبار لمصالح الوطن ولا المواطنين ولا مستقبل السلام المجتمعي.
يوم الأحد الماضي فُجعنا بالخبر الذي تصدر صحيفة "السوداني" تحت عنوان "إنفجار عبوة ناسفة في نادي الأمير ببورتسودان".. عبث جديد بالأروح وإشعال نار الفتن.
ليس هذا فحسب بل هناك خبر اخر عن محاولة لتفجير عبوة ناسفة في فندق بلازا ببورتسودان أيضاً، هذا عدا ما نُشر مؤخراً عن محاولات لقطع طريق الخرطوم بورتسودان لتحقيق أجندة خاصة لقيادات معروفة بعلاقتها بالنظام السابق.
للأسف إزدادت هذه الفتن المجتمعية في أكثر من منطقة بالسودان وسط وجود السلاح في يد قوات خارج مظلة القوات النظامية رغم قرار مجلس الأمن والدفاع بجمع السلاح من كل حملة السلاح في كل مناطق السودان من كل القوات - غير النظامية بالمعنى المؤسسي - ، إضافة لوجود مليشيات مسلحة موالية للنظام السابق إعترف بوجودها النائب الأول للرئيس المخلوع عمر البشير، على عثمان محمد طه في تسجيل تهديدي شهير.
يحدث هذا وسط تغييب شبه متعمد لقوات الشرطة وتفعيل مخل لقوات الدعم السريع بمشاركة قوات أخرى بإدعاء أنها تعمل على فرض هيبة الدولة التي تنتهك عمداً أمام هذه القوات الهجين.
للمرة الألف ونأمل أن تكون الأخيرة التي ننبه إلى انه ليس من مصلحة أي طرف إستغلال أجواء الحريات للإنقضاض على الثورة الشعبية في ظل وجود كل هذه القوات والمليشيات التي تحمل السلاح خارج القوات النظامية المؤسسية، ولابد من تفعيل واستعجال تنفيذ قرار مجلس الأمن والدفاع بجمع السلاح من كل حملة السلاح خارج مظلة القوات النظامية المؤسسية دون استثناء لأي قوة بعينها.
يبقى الدور السياسي والمجتمعي الأهم لاسترداد عافية الحاضنة السياسية الثورية وتعزيز دورها القيادي والرقابي بدلاً من محاولة قيام تحالفات جديدة تزيد طين الخلافات بلة وتضعف الحاضنة السياسة أكثر، وتفتح الباب أمام مثل هذه الأعمال التخريبة والفتن المجتمعية التي لن تخدم حتى لمؤججيها قضية في ظل ثورة الوعي المحمية بالإرادة الشعبية التي مازالت جاهزة للدفاع عن تطلعاتها المستحقة في السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة مهما طال السفر.

 

آراء