إنجليزية سائق التاكسي والوزيرة مريم المهدي
د. حامد برقو عبدالرحمن
18 July, 2021
18 July, 2021
(1)
رغم كل موبقات نظام الإنقاذ البائد بحق السودان و السودانيين و رغم كل ما أقترفه الرجل بحق العمال العاديين عندما كان رئيسا لإتحاد نقابات عمال السودان وعضو قيادي في منظومة الظلم و القهر إلا انه وبرأي المتواضع فإن أنجح وزير للخارجية السودانية وخاصة في التعاطي مع الملفين المصري والخليجي خلال العقود الأربع الماضية كان البروفيسور إبراهيم غندور .
غندور ومع حفظ تحفظات الجميع أعاد لنا بعضا من كرامتنا المهدرة على أعتاب جارتنا الشمالية والكيانات البترودولارية؛ الأمر الذي عجل برحيله بتآمر من قبل من في خلاياهم جينات التبعية والإنهزامية .
(2)
ك غيري من الناس شاهدت واستمعت الي حديث الدكتورة مريم الصادق بمقر الأمم المتحدة ؛ الحديث الذي تناوله الناس وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بإسهاب بالغ.
صحيح أنني لم أنل شرف العمل كسائق تاكسي أو حارس أمن بإحدى الدول الغربية (وهما المهنتان السابقتان لمعظم شاغلي المناصب الدستورية بالحكومة الانتقالية اليوم)
والمؤكد بأنني وبكل صدق سأعتز بالعمل في اي من المهنتين الشريفتين (لو لا قيض الله لي مهنة اخرى لتوفير خبز الصباح ) ؛
نعم رغم افتقاري للأهلية المناسبة للتقييم إلا ان لغة وزيرة الخارجية كانت سليمة في قواعدها ونطق كلماتها وحضورها الجسدي.
أما التردد الذي صاحب الحديث كان أكثر من طبيعي وهو يحدث حتى في الحديث بعاميتنا السودانية.
(3)
يتعين على إخوتنا الذين قضوا بعض الوقت بالغرب واحتكوا بالآخرين بحكم مهنهم "البسيطة" هناك ان يدركوا بأن الانجليزية التي في طياتها أكثر من 500 ألف كلمة ؛ لغة مرنة يتحدث بها الناس والشعوب والأمم بلكنات مختلفة ، منها (اللكنة الصينية ، العربية ، الروسية ، الهندية، النيجيرية ، و بطبيعة الحال السودانية - الاثيوبية) و تستوعب كلمات جديدة بإستمرار .
لذا ليست من الحصافة ان تٌجبر الوزيرة مريم المهدي لتتحدث كما يتحدث المهاجر والعامل السوداني بمحطة من محطات الوقود بضاحية منهاتن .
واللغة أداة للتعبير عن الفكرة وليست الفكرة نفسها.
فرنسا بإرثها الفني و الثقافي و العلمي لم يمر عليها رئيس يتحدث الانجليزية بشكل مقبول منذ حوالي ثلاث عقود غير الرئيس الحالي امانويل ماكرون ، اي ابتداء من( فرنسوا ميتران ، جاك شيراك ، نيكولاي ساركوزي الي فرنسوا اولان) .
(4)
لكن السيدة مريم المهدي تتطوع وبكل إخلاص لتنفيذ الأجندة المصرية حول مياه النيل وسد النهضة تحديدا - والأجندة المصرية ليست في تأمين حصة مصر من مياه النيل الأزرق ؛ لأن الجميع يدرك و في مقدمتهم الحكومة المصرية ان لا مساس بحصة مصر في حال قيام السد انما الأجندة المصرية الاساسية في منع السودان من الاستفادة من حصته التي تذهب الي مصر في كل عام بسبب عدم انتظام تدفق المياه عبر السودان . المصريون يتخوفون من إستغلال السودان لكامل نصيبه في حال قيام سد النهضة و انتظام انسياب المياه عبر السودان .
الوزيرة ترفض مجرد التنسيق مع صاحب الإختصاص و وزير الري البروفيسور ياسر لا لشيء غير رفض الأخير لتبني اي أجندة غير السودانية في التعامل مع ملف سد النهضة .
(5)
وزيرة خارجيتنا التي ظلت تروج لأكثر من شهرين لما سميت بالمبادرة الاماراتية حول أرض الفشقة ، المبادرة المهينة و التي تسلب الأرض السودانية و تشارك إثيوبيا في ملكيتها على أن تستثمر فيها دولة الأمارات العربية المتحدة ( و التي مع كامل إحترامنا لها و لأهلها لم تكن دولة عندما كان الجنيه السوداني يعادل ثلاث دولارات أمريكية).
وهي المهانة التي رفضتها كل القوى السياسية قبل ان يتحرك الجيش السوداني ليعيد الفشقة الي حضن تراب الوطن و يزيل عن كاهل حفيدة الامام عبدالرحمن المهدي عبء ( السمسرة ).
نعم المنصورة مريم التي تقوم بأدوار كتلك يجب ان تنتقد في عملها و أدوارها و ليست في لغتها .
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
رغم كل موبقات نظام الإنقاذ البائد بحق السودان و السودانيين و رغم كل ما أقترفه الرجل بحق العمال العاديين عندما كان رئيسا لإتحاد نقابات عمال السودان وعضو قيادي في منظومة الظلم و القهر إلا انه وبرأي المتواضع فإن أنجح وزير للخارجية السودانية وخاصة في التعاطي مع الملفين المصري والخليجي خلال العقود الأربع الماضية كان البروفيسور إبراهيم غندور .
غندور ومع حفظ تحفظات الجميع أعاد لنا بعضا من كرامتنا المهدرة على أعتاب جارتنا الشمالية والكيانات البترودولارية؛ الأمر الذي عجل برحيله بتآمر من قبل من في خلاياهم جينات التبعية والإنهزامية .
(2)
ك غيري من الناس شاهدت واستمعت الي حديث الدكتورة مريم الصادق بمقر الأمم المتحدة ؛ الحديث الذي تناوله الناس وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بإسهاب بالغ.
صحيح أنني لم أنل شرف العمل كسائق تاكسي أو حارس أمن بإحدى الدول الغربية (وهما المهنتان السابقتان لمعظم شاغلي المناصب الدستورية بالحكومة الانتقالية اليوم)
والمؤكد بأنني وبكل صدق سأعتز بالعمل في اي من المهنتين الشريفتين (لو لا قيض الله لي مهنة اخرى لتوفير خبز الصباح ) ؛
نعم رغم افتقاري للأهلية المناسبة للتقييم إلا ان لغة وزيرة الخارجية كانت سليمة في قواعدها ونطق كلماتها وحضورها الجسدي.
أما التردد الذي صاحب الحديث كان أكثر من طبيعي وهو يحدث حتى في الحديث بعاميتنا السودانية.
(3)
يتعين على إخوتنا الذين قضوا بعض الوقت بالغرب واحتكوا بالآخرين بحكم مهنهم "البسيطة" هناك ان يدركوا بأن الانجليزية التي في طياتها أكثر من 500 ألف كلمة ؛ لغة مرنة يتحدث بها الناس والشعوب والأمم بلكنات مختلفة ، منها (اللكنة الصينية ، العربية ، الروسية ، الهندية، النيجيرية ، و بطبيعة الحال السودانية - الاثيوبية) و تستوعب كلمات جديدة بإستمرار .
لذا ليست من الحصافة ان تٌجبر الوزيرة مريم المهدي لتتحدث كما يتحدث المهاجر والعامل السوداني بمحطة من محطات الوقود بضاحية منهاتن .
واللغة أداة للتعبير عن الفكرة وليست الفكرة نفسها.
فرنسا بإرثها الفني و الثقافي و العلمي لم يمر عليها رئيس يتحدث الانجليزية بشكل مقبول منذ حوالي ثلاث عقود غير الرئيس الحالي امانويل ماكرون ، اي ابتداء من( فرنسوا ميتران ، جاك شيراك ، نيكولاي ساركوزي الي فرنسوا اولان) .
(4)
لكن السيدة مريم المهدي تتطوع وبكل إخلاص لتنفيذ الأجندة المصرية حول مياه النيل وسد النهضة تحديدا - والأجندة المصرية ليست في تأمين حصة مصر من مياه النيل الأزرق ؛ لأن الجميع يدرك و في مقدمتهم الحكومة المصرية ان لا مساس بحصة مصر في حال قيام السد انما الأجندة المصرية الاساسية في منع السودان من الاستفادة من حصته التي تذهب الي مصر في كل عام بسبب عدم انتظام تدفق المياه عبر السودان . المصريون يتخوفون من إستغلال السودان لكامل نصيبه في حال قيام سد النهضة و انتظام انسياب المياه عبر السودان .
الوزيرة ترفض مجرد التنسيق مع صاحب الإختصاص و وزير الري البروفيسور ياسر لا لشيء غير رفض الأخير لتبني اي أجندة غير السودانية في التعامل مع ملف سد النهضة .
(5)
وزيرة خارجيتنا التي ظلت تروج لأكثر من شهرين لما سميت بالمبادرة الاماراتية حول أرض الفشقة ، المبادرة المهينة و التي تسلب الأرض السودانية و تشارك إثيوبيا في ملكيتها على أن تستثمر فيها دولة الأمارات العربية المتحدة ( و التي مع كامل إحترامنا لها و لأهلها لم تكن دولة عندما كان الجنيه السوداني يعادل ثلاث دولارات أمريكية).
وهي المهانة التي رفضتها كل القوى السياسية قبل ان يتحرك الجيش السوداني ليعيد الفشقة الي حضن تراب الوطن و يزيل عن كاهل حفيدة الامام عبدالرحمن المهدي عبء ( السمسرة ).
نعم المنصورة مريم التي تقوم بأدوار كتلك يجب ان تنتقد في عملها و أدوارها و ليست في لغتها .
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com