د. النور حمد الذي ايد انتخابات 2020 المخجوجة – يدعو الى المصالحة مع الإسلاميين!!
عبدالغني بريش فيوف
21 July, 2021
21 July, 2021
خيانة المثقف للثورة -أي ثورة، ليس شيئا جديدا، فهذه الخيانة عادة ما تبدأ بخلطه للأوراق، ذلك ان المثقف له قدرة كبيرة من غيره على تغليف الموقف وتلميعه وتسويقه، لأنه -أي المثقف، يحظى بثقة قطاع كبير ما من الناس، فهو على هذا النحو يشكل خطورة عظيمة من غيره.
نعم، خيانة المثقف لشعارات ثورة ديسمبر العظيمة (كشعار -كل كوز واسلامي ندوسو دوس)، شيئا عاديا. فهذا المثقف، قد خان شعارات ثورة أكتوبر وأبريل -فما الذي يمنعه اذن من تكرار الخيانة مرة ومرتين، بل ثلاث!!
ثورة ديسمبر العظيمة، كانت واضحة وصريحة في شعاراتها المرفوعة -منها على سبيل المثال، كل كوز ندوسو دوس، الذي يعني القطيعة مع الإسلاميين نهائيا، ذلك ان الإسلاميين الذين حكموا البلاد 30 عاما، ارتكبوا من الجرائم ما يندي لها جبين البشرية في حق الشعوب السودانية، وتسببوا في التأزم السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وولخ.
وبرغم وضوح مضامين شعارات ثورة ديسمبر، إلا ان بعضا من النخب السودانية مصرة على اغتيال هذه الشعارات وشنق الثوار في الطرقات والميادين، وذلك من خلال وضع الأكذوبة لتختلط الأمور وتتشابك وتتعقد وتتداخل لتصير مبهمة ومشوشة، مما يؤدي الى تسرب الخوف واليأس إلى قلوب الثوار فتختلط عليهم الأمور، وبالتالي يصبح هدفهم هو البحث عمن ينقذهم ويبدد "مخاوفهم"، بل ويعيدهم إلى ما كانوا عليه قبل الثورة.
في مقال مقزز مقرف نشر يوم الاحد 18 يوليو 2021م على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الكترونية سودانية.. قال، المفكر والباحث السياسي د. النور حمد، إنه لا بد من مصالحة مع الإسلاميين، كون الوثيقة الدستورية حظرت فقط نشاط المؤتمر الوطني وعدم ممارسه أي عمل سياسي خلال الفترة الانتقالية، واوضح: “لكن الآن المؤتمر الوطني يمارس عملاً تخريبياً، حسب ما تم ضبطه من ادلة مؤخراً من قبل السلطات".
وأضاف حمد في حديثه لراديو 106.6 PRO: “عرمان ومناوي طرحا أمر المصالحة مع الإسلاميين من قبل. لكن أعتقد أن رئيس الوزراء يرى أن اللحظة السيكولوجية للمصالحة معهم لم تأت بعد، وأعتقد أن د. حمدوك مبرمج أمر مبادرته لتظهر على مراحل”. وأوضح حمد أن طرح المصالحة مع الإسلاميين ليس خطأ، بل طرح صحيح بقوله: “من الضروري تفكيك فاعلية القنابل الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة، لكن على الإسلاميين أولاً أن يعملوا على ذلك، والدور هنا ليس لحمدوك، إنما الإسلاميين أنفسهم، ويجب أن يكونوا صريحين وليس ورقة مكشوفة وأخرى مكيفة".
ومضى: “العمل السياسي لابد فيه من المساومات، فالسياسة هي فن الممكن، هناك دولٌ تكره بعضها، لكن تبين لها انه لابد من التعايش مع بعضها”. ونوه: “اي خطوة سياسية لابد أن تكون عبر مكاشفة ومصارحة مع الشعب".
ووجه حمد، انتقادات حادة للحاضنة السياسية، ووصفها بالفاشلة. وأكد أن الثورة سبقت السياسيين، وانطلقت من دونهم، وقال: “الثورة ولدت يتيمة، من غير قيادة سياسية، ومن ثم قفز أولئك السياسيون على مقود الثورة".
وشدد على ضرورة ألا يستمع ويلتفت الساسة للمحاور الإقليمية لأنها لا تريد الخير للبلاد. واوصى الحاضنة السياسية أن تعيد ترتيب صفوفها ووحدتها. وأكد أن هنالك عملاً منظماً لزعزعة الأمن بحيث يكون المواطن غير آمن.
عزيزي القارئ..
إذا كنت لا تعرف المفكر والعالم والخبير والباحث السياسي وولخ، د. النور حمد.. فالرجل من السودانيين القلائل جدا خارج منظومة الإسلاميين، الذين ايدوا المشاركة في انتخابات 2020م التي دعا اليها الديكتاتور المخلوع عمر البشير قبل سقوطه في ابريل 2019م. وعليه من غير المستغرب ان يدعو السيد حمد الآن إلى مصالحة الإسلاميين، كون الوثيقة الدستورية حسب زعمه حظرت فقط نشاط المؤتمر الوطني.
ما تعرفه الشعوب السودانية، هو انه لا يمكن ابدا ابدا فصل المؤتمر الوطني عن الإسلاميين، فكلاهما شيء واحد -أي وجهان لعملة واحدة، يحملان ايدولوجية (الإسلام السياسي) التي جلبت الخراب والدمار للسودان.. وإذا كان الدكتور النور حمد يرى فروقا بين ايدولوجية المؤتمر الوطني والإسلاميين، فليذكر لنا هذه الفروقات التي لا نعرفها!!
يقول الدكتور النور حمد، انه لابد التصالح مع الإسلاميين.. لكن لماذا نتصالح مع الإسلاميين اصلا وقد حكموا البلاد لثلاثين عاما دون اعتبار للجماعات السياسية الأخرى؟
ما الجديد الذي سيقدمه الإسلاميين للثورة التي اسقطتهم للتّو؟
وهل يقبل الاسلاميين بالدولة العلمانية القائمة على أسس الديمقراطية الحديثة، ومبادئها في الحرية والعدل واحترام حقوق الإنسان والمواطنة؟
ما منزلة الإسلام في الدستور السوداني المستقبلي.. وما موقع الشريعة الإسلامية في التشريع السوداني القادم.. هل هي أحد مصادر التشريع أم المصدر الرئيسي.. وكيف يمكن للإسلام السياسي السوداني التكيّف الشامل مع ما أحدثته الثورة من تغيّرات في الثقافة السياسية السودانية، أم تريدون تكييف أهداف الثورة مع أهداف الاسلاميين؟
وهل سيستطيع الإسلاميين السودانيين مغادرة الالتباس في موقفهم من: الحقوق المتساوية للمواطنين، والديمقراطية، والتعددية، والتداول السلمي للسلطة، والدولة الدينية، وممارسة العنف للوصول إلى السلطة؟
هل يستطيعون التكيّف الشامل مع ما أحدثته الثورة من تغيّرات في الثقافة السياسية السودانية، والنأي بالمسألة الدينية عن صراعات الشرعية السياسية والتجاذبات الأيديولوجية، وتحويلها إلى سياج معياري ضامن للقيم المدنية المشتركة؟
لا لعودة الإسلاميين ولا للتصالح معهم تحت أي مبرر، ذلك ان الثورة جاءت للقطيعة معهم نهائيا، وخسئ وعار للأصوات الخائبة الخائنة التي تريد خلط الاوراق بحجة الخوف على الثورة.
bresh2@msn.com
نعم، خيانة المثقف لشعارات ثورة ديسمبر العظيمة (كشعار -كل كوز واسلامي ندوسو دوس)، شيئا عاديا. فهذا المثقف، قد خان شعارات ثورة أكتوبر وأبريل -فما الذي يمنعه اذن من تكرار الخيانة مرة ومرتين، بل ثلاث!!
ثورة ديسمبر العظيمة، كانت واضحة وصريحة في شعاراتها المرفوعة -منها على سبيل المثال، كل كوز ندوسو دوس، الذي يعني القطيعة مع الإسلاميين نهائيا، ذلك ان الإسلاميين الذين حكموا البلاد 30 عاما، ارتكبوا من الجرائم ما يندي لها جبين البشرية في حق الشعوب السودانية، وتسببوا في التأزم السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وولخ.
وبرغم وضوح مضامين شعارات ثورة ديسمبر، إلا ان بعضا من النخب السودانية مصرة على اغتيال هذه الشعارات وشنق الثوار في الطرقات والميادين، وذلك من خلال وضع الأكذوبة لتختلط الأمور وتتشابك وتتعقد وتتداخل لتصير مبهمة ومشوشة، مما يؤدي الى تسرب الخوف واليأس إلى قلوب الثوار فتختلط عليهم الأمور، وبالتالي يصبح هدفهم هو البحث عمن ينقذهم ويبدد "مخاوفهم"، بل ويعيدهم إلى ما كانوا عليه قبل الثورة.
في مقال مقزز مقرف نشر يوم الاحد 18 يوليو 2021م على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الكترونية سودانية.. قال، المفكر والباحث السياسي د. النور حمد، إنه لا بد من مصالحة مع الإسلاميين، كون الوثيقة الدستورية حظرت فقط نشاط المؤتمر الوطني وعدم ممارسه أي عمل سياسي خلال الفترة الانتقالية، واوضح: “لكن الآن المؤتمر الوطني يمارس عملاً تخريبياً، حسب ما تم ضبطه من ادلة مؤخراً من قبل السلطات".
وأضاف حمد في حديثه لراديو 106.6 PRO: “عرمان ومناوي طرحا أمر المصالحة مع الإسلاميين من قبل. لكن أعتقد أن رئيس الوزراء يرى أن اللحظة السيكولوجية للمصالحة معهم لم تأت بعد، وأعتقد أن د. حمدوك مبرمج أمر مبادرته لتظهر على مراحل”. وأوضح حمد أن طرح المصالحة مع الإسلاميين ليس خطأ، بل طرح صحيح بقوله: “من الضروري تفكيك فاعلية القنابل الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة، لكن على الإسلاميين أولاً أن يعملوا على ذلك، والدور هنا ليس لحمدوك، إنما الإسلاميين أنفسهم، ويجب أن يكونوا صريحين وليس ورقة مكشوفة وأخرى مكيفة".
ومضى: “العمل السياسي لابد فيه من المساومات، فالسياسة هي فن الممكن، هناك دولٌ تكره بعضها، لكن تبين لها انه لابد من التعايش مع بعضها”. ونوه: “اي خطوة سياسية لابد أن تكون عبر مكاشفة ومصارحة مع الشعب".
ووجه حمد، انتقادات حادة للحاضنة السياسية، ووصفها بالفاشلة. وأكد أن الثورة سبقت السياسيين، وانطلقت من دونهم، وقال: “الثورة ولدت يتيمة، من غير قيادة سياسية، ومن ثم قفز أولئك السياسيون على مقود الثورة".
وشدد على ضرورة ألا يستمع ويلتفت الساسة للمحاور الإقليمية لأنها لا تريد الخير للبلاد. واوصى الحاضنة السياسية أن تعيد ترتيب صفوفها ووحدتها. وأكد أن هنالك عملاً منظماً لزعزعة الأمن بحيث يكون المواطن غير آمن.
عزيزي القارئ..
إذا كنت لا تعرف المفكر والعالم والخبير والباحث السياسي وولخ، د. النور حمد.. فالرجل من السودانيين القلائل جدا خارج منظومة الإسلاميين، الذين ايدوا المشاركة في انتخابات 2020م التي دعا اليها الديكتاتور المخلوع عمر البشير قبل سقوطه في ابريل 2019م. وعليه من غير المستغرب ان يدعو السيد حمد الآن إلى مصالحة الإسلاميين، كون الوثيقة الدستورية حسب زعمه حظرت فقط نشاط المؤتمر الوطني.
ما تعرفه الشعوب السودانية، هو انه لا يمكن ابدا ابدا فصل المؤتمر الوطني عن الإسلاميين، فكلاهما شيء واحد -أي وجهان لعملة واحدة، يحملان ايدولوجية (الإسلام السياسي) التي جلبت الخراب والدمار للسودان.. وإذا كان الدكتور النور حمد يرى فروقا بين ايدولوجية المؤتمر الوطني والإسلاميين، فليذكر لنا هذه الفروقات التي لا نعرفها!!
يقول الدكتور النور حمد، انه لابد التصالح مع الإسلاميين.. لكن لماذا نتصالح مع الإسلاميين اصلا وقد حكموا البلاد لثلاثين عاما دون اعتبار للجماعات السياسية الأخرى؟
ما الجديد الذي سيقدمه الإسلاميين للثورة التي اسقطتهم للتّو؟
وهل يقبل الاسلاميين بالدولة العلمانية القائمة على أسس الديمقراطية الحديثة، ومبادئها في الحرية والعدل واحترام حقوق الإنسان والمواطنة؟
ما منزلة الإسلام في الدستور السوداني المستقبلي.. وما موقع الشريعة الإسلامية في التشريع السوداني القادم.. هل هي أحد مصادر التشريع أم المصدر الرئيسي.. وكيف يمكن للإسلام السياسي السوداني التكيّف الشامل مع ما أحدثته الثورة من تغيّرات في الثقافة السياسية السودانية، أم تريدون تكييف أهداف الثورة مع أهداف الاسلاميين؟
وهل سيستطيع الإسلاميين السودانيين مغادرة الالتباس في موقفهم من: الحقوق المتساوية للمواطنين، والديمقراطية، والتعددية، والتداول السلمي للسلطة، والدولة الدينية، وممارسة العنف للوصول إلى السلطة؟
هل يستطيعون التكيّف الشامل مع ما أحدثته الثورة من تغيّرات في الثقافة السياسية السودانية، والنأي بالمسألة الدينية عن صراعات الشرعية السياسية والتجاذبات الأيديولوجية، وتحويلها إلى سياج معياري ضامن للقيم المدنية المشتركة؟
لا لعودة الإسلاميين ولا للتصالح معهم تحت أي مبرر، ذلك ان الثورة جاءت للقطيعة معهم نهائيا، وخسئ وعار للأصوات الخائبة الخائنة التي تريد خلط الاوراق بحجة الخوف على الثورة.
bresh2@msn.com