نحو غدٍ أفضل بلا منغصات أو مؤامرات

 


 

 

كلام الناس
noradin@msn.com
*نحترم سيرة الموتى ونحرص على ذكر محاسنهم كما علمتنا قيمنا الدينية‘ لكن الشخصيات العامة التي تؤثر في مجمل حياتنا تجبرنا على إعادة قراءة سيرتها ومواقفها وتدبر دلالاتها وأخذ الدروس والعبر منها.
*لذلك وقفت على ما كتبه الكاتب خليل عبد السيد عن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في كتاب " جماهيرية الدم والنار .. تأريخ الصراعات والحروب والمؤامرات والاستبداد" الذي يتضمن فصولاً عن سيرة القذافي والصراعات الدولية التي أقحم نفسه فيها.
*لم تتوقف تدخلات القذافي في السودان عند فترة حكم الرئيس الراحل جعفر نميري‘ لكنها كانت أبرز سنوات تدخله .. كانت تربطه بالرئيس نميري علاقة قوية لانهما تأثرا بالزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر قبل أن ينقلبا سوياً عن خطهما السياسي.
*من المواقف التأريخية المعروفة في السودان الدور الذي قام به القذافي في إجهاض حركة هاشم العطا ورفاقه في يوليو١٩٧١م عندما أنزل الطائرة التي كانت تقل عضوي مجلس الحركة المقدم بابكر النور والرائد فارق حمد الله.
*بعد ذلك حدثنا المؤلف عن فترة العداء التي بدأت تتبلور بين نميري والقذافي‘ وكانت القشة التي قصمت العلاقة بينهما توقيع السودان على إتفاقية ملزمة بعدم التدخل في شؤون الدول الافريقية‘ وبموجب ذلك أمر نميري بإنزال طائرات عسكرية ليبية كانت تعبر الأجواء السودانية في طريقها إلى يوغندة وأعادها إلى ليبيا‘ الأمر الذي اعتبره القذافي خيانة.
*هذه الواقعة دفعت القذافي لاحتضان المعارضة السودانية لنظام حكم النميري" الجبهة الوطنية" التي كانت تضم حزب الامة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي والأخوان المسلمين التي قامت بغزو الخرطوم من الاراضي الليبية عام ١٩٧٦م.
*في مرحلة لاحقة اتهم الرئيس نميري الرئيس القذافي بدعم المحاولة الإنقلابية التي قادها حسن حسين عام ١٩٧٥م حسب ما ورد في الوثائق الامريكية التي أوردت وثيقة سرية أرسلها سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالخرطوم لوزارة الخارجية الأمريكية تحمل إفادة باتهام نميري لقيادات الجبهة الوطنية بهذه المحاولة.
*إستمر تدخل القذافي في السودان عقب سقوط نظام مايو واعتبر نجاح الإنتفاضة الشعبية في ١٩٨٥م انتصاراً حاسماً له وشهدت الساحة السودانية حضوراً لافتاً لحركة اللجان الثورية الليبية.
*من الإفادات التي اوردها الكتاب عن تدخلات القذافي في السودان دخول قوات الفيلق الإسلامي في دارفور التي تحولت إلى ساحة لتقاطع المصالح الليبية التشادية‘ الأمر الذي أدى لانتشار السلاح بكميات كبيرة في دارفور.
*لم يكتف القذافي بتدخله في السودان عند هذا الحد بل استمر بعد انقلاب 30 يونيو 1989م‘ وحدث تقارب أفضى لتبني السودان نظام المؤتمرات الشعبية" النموذج الليبي".
هذه الدروس نحتاج لإعادة قراءتها وتقويمها ونحن نتطلع لغدٍ أفضل في سودان السلام والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية بلا منغصات ولا مؤامرات.

//////////////////////////

 

آراء