المضحكات المبكيات: تعليقات في السياسة السودانية!.

 


 

حسن الجزولي
3 October, 2021

 

نقاط بعد البث
في تسجيل بثه بمواقع التواصل الاجتماعي العميد ركن م صلاح محمد أحمد كرار العضو السابق في مجلس انقلاب الانقاذ، معلقاً على جزئية تتعلق بالانقلاب الذي تم اجهاضه مؤخراً، فقال ضمن ما قال أن الدفاع الشعبي كمليشيا حزبية تابعة لحزب المؤتمر الوطني، كان أكثر قوة وتصميماً وتضحية وعزيمة وإخلاصاً، وقد كان بمثابة قوة عسكرية مساندة للقوات المسلحة ، مضيفاً " نحن لا ننكر ذلك وإن سألت الفريق ياسر العطا لشهد لهم بأنهم رفعوا الروح المعنوية للقوات المسلحة"!.
هكذا يتغزل الرجل دفعة واحدة في الدفاع الشعبي وفي الانقاذ وفي سيادة الفريق ياسر العطا!، واصفاً ميليشيا حزبية بكل الصفات التي تجمل من أوضاعها باعتبارها كانت قوة ضاربة عملت على بث ورفع الروح المعنوية لجنودنا البواسل!، وكأنما القوات المسلحة في حوجة لفصيل عسكري حزبي لكي يشد من أذرها، مما يؤكد بأن الرجل الذي أنكر بالأمس علاقته بالانقاذ والحركة الاسلامية وقال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر، يعود اليوم متغزلاً في فصيلهم العسكري كقوة "أكثر تصميماً وتضحية وعزيمة وإخلاصاً" وهي المليشيا العسكرية التي تغزلت فيها برامج " في ساحات الفداء" وقالت أن من أجل تضحياتها كقوة "متوضئة" ومن أهل القبلة والصلاح وبمثابة فرقان كريم يمشي على الأرض بين الجنود في ساحات الوغى بالجنوب لتطهيره من دنس الكفار، فإن القردة كانت تساندهم "كقوة مساندة" بتفجيرها للألغام، وأن غزلان البرية كانت الواحدة منهن تأتي إليهم وتستلقي طائعة مختارة توقاً لذبحها لأنها في اشتياق لكي تؤكل من قبل هؤلاء الذين يصفهم كرار بأنهم "أكثر قوة وتضحية وعزيمة وإخلاص"!.
الجدير بالذكر أن سيادة العميد كرار وهو يقدم تعريفاً لنفسه في البث المسجل لم يشر لا من قريب أو بعيد بأنه إضافة لعضويته في مجلس "ثورة الانقاذ" كان أيضاً رئيساً للقطاع الاقتصادي لسنوات تعرض فيها اقتصاد البلاد لهزات عنيفة وصل فيها سعر الدولار لأعلى مستوياته بمضاربة رجال الانقاذ أنفسهم فيه، درجة أن أطلق شعبنا اللماح اسم "صلاح دولار " على الرجل، علماً بأن أصابع الاتهام تشير إليه بأن ضمن المتورطين في "تصفية" الشهيد مجدي محجوب" بدواعي الاتجار في "الدولار"!.
الجدير بالذكر أن سيادة العميد ركن معاش حيدر بابكر المشرف قد أبدى بعض الملاحظات الذكية حول تصريحات صلاح كرار أعلاه، مشيراً في مكتوب له على صفحته الخاصة بالواتساب "أن الرجل في الأساس يفترض أن يكون متهماً هارباً ولكنه بدا من خلال التسجيل مطمئناً ومتابعاً وقادراً على التحليل والاستنتاج وتقديم التوصيات والنصائح ولم يؤثر عليه الوضع المزعج الذي يعيشه الآن كرجل مطارد من قبل أجهزة التعقب والمطاردة افتراضاً"!.
ويعد ذلك ضمن المضحكات المبكيات في ممارسة السياسة السودانية، ولله في خلقه شؤون!.
ومن ضمن هذه المضحكات المبكيات التي لا يمكن تجاوزها ونحن نشير إلى نماذج ممارسات البعض للسياسة، هي ما جاء من تصريحات من قبل "المجاهد الكبير" التوم هجو الذي يشير إليه مقدم أحد البرامج الفضائية العربية بأنه برتبة "لواء" دون أي اعتراض أو تصحيح من قبل سيادة هجو، الذي شارك في الأساس بالبرنامج الفضائي ليبدي اعتراضه على تجاوز تنظيمه من "كعكة" اقتسام السلطة بين بعض مكونات الحرية والتغيير، وكأن "إدخاله" في "مجلس الشركاء" ليس بكافي!. علماً بأن الرجل وهو يقصد كلمة "الاقصاء" ظل يكرر لمقدم البرنامج بأنه قد تم "إخصائهم"، حتى تضايق منه مقدم البرنامج طالباً منه بعدم تكرار الكلمة مرة أخرى لو سمح!.
أولم نقل لكم أن هناك جملة مضحكات مبكيات في ممارسة السياسة السودانية ،، ولله في خلقه شؤون!.
ــــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونة واجب وطني.

hassanelgizuli3@gmail.com

 

آراء