حوار هادئ مع مدير الشرطة !!

 


 

حسن الجزولي
22 November, 2021

 

* في مؤتمره الصحفي الأخير أشار سعادة مدير عام الشرطة إلى جملة من موضوعات متعلقة بالأحداث التي وقعت خلال مسيرة مواكب 17 نوفمبر الماضي، مركزاً على سقوط القتلى والاصابات التي وقعت في صفوف رجال الشرطة والتخريب الذي لحق بعدد من ممتلكات الشرطة والدولة، نافياً نفياً قاطعاً أن تكون الشرطة قد أطلقت الرصاص على المتظاهرين ومؤكداً أن رجال الشرطة لم يستخدموا سوى الغاز المسيل للدموع فقط، وقال أن المسيرات شأن سياسي، أما "التتريس" فهو شأن قانوني، مشيراً إلى أن الشرطة تعتبر شريكاً أصيلاً في ثورة ديسمبر المجيدة، وأن نقابة أطباء السودان هي جسم لا يوجد إلا في الأسافير، مؤكداً أن تحقيقاً يجري حول ملابسات تلك الأحداث.
* يهمنا هنا أن نركز على عدد من النقاط الهامة التي توضح حقائق لا تقبل الجدل أو الغلاط غير المجدي، خاصة وأن الشرطة تعتبر جهازاً حساساً بالنسبة للمواطن فيما يتعلق بمصداقيتها وإفاداتها التي تقطع قول كل خطيب!.
* حيث أصاب كل من تابع ذلك المؤتمر الوجوم وهو يسمع بأم أذنيه نفي قائد الشرطة وقوع ضحايا في تلك المواكب برصاص قاتل، وجه بدقة وعناية في أماكن محددة نحو أجسادهم بغرض "الموت"!، وانعقد لسان المتابعين من الدهشة جراء إفادة قائد عام الشرطة التي يقول فيها بجزم وتأكيد أن من مات في ذلك اليوم هو مواطن واحد نتيجة سقوطه من "سقاله"!.
* مما يشير وحسب إفادة سعادته إلى أن كل من الشهداء ست النفر بكار المواطنة بمنطفة أم القرى والتي سقطت قتيلة برصاصات قاتلة في منطقة المؤسسة ببحري، ومحمد آدم هارون الذي سقط متأثراً بجراحه جراء رصاص قاتل أطلق عليه، وأبوبكر صلاح عثمان الذي ارتقى بمنطقة الدناقلة بحري، وصلاح الزبير الذي صرعته رصاصات قرب مستشفى أحمد قاسم ببحري، هل أن جلهم لم يسقط في ذلك اليوم؟!، وهل يا ترى أن كل هؤلاء قتلوا جراء انفجار قنبلة يديوية في منطقة النجف بمدينة بغداد، أم ماذا تعني إفادة مدير الشرطة حول (صريع السقالة) الذي أضحى حديثاً مضحكاً وساخراً في أوساط السودانيين والسودانيات!، علماً أن كل هؤلاء ضمتهم قائمة طويلة من شهداء الأربعاء الدامي وقوامهم 15 عشر مواطناً ومواطنة حسب رصد جهات عديدة و(مسؤولة)!.
* ثم نأتي لنقاط هامة أخرى في إفادات مدير الشرطة، نتناولها باختصار غير مخل:ـ
- قال سعادته أن المسيرات شأن سياسي، أما "التتريس" فهو شأن قانوني!، ولنا حق التساؤل، ما الذي فعلته الشرطة في هذه الحالة بخصوص (تروس ترك) في ميناء بورتسودان؟!
- يقول أن الشرطة تعتبر شريكاً أصيلاً في ثورة ديسمبر المجيدة، ولا نشك في ذلك قط بحكم إنتماء أفرادها عميقاً لأوساط الشعب أولاده وبناته، فقط نتسائل، ما الذي يجعلكم في قمة الشرطة تتهمون أجساماً قيادية مؤثرة في هذه الثورة التي تنتمون لها كنقابات الأطباء باعتبارها ظاهرة (إسفيرية)، ليتطابق حديثكم تماماً مع مستشار السيد البرهان الذي وصفهم كأجسام (هلامية)؟ فهل هذا حديث لمؤسسة منتمية لثورة ديسمبر، أو حتى نظامية (محايدة)؟!
- طلما أكدتم وبعضمة لسانكم أن رجال الشرطة لم يستخدموا سوى الغاز المسيل للدموع، فمن واجبكم (التخصصي) الكشف عن الجناة! ،، من قتل الثوار؟!
- ليس آخراً أشرتم لتخريب وحرائق واعتداءات ضد الشرطة قد وقعت، ووجهتم نداءاً للمتظاهرين بضرورة الابتعاد عن (التخريب) مما يشير إلى أنكم توجهون الاتهام بشكل أو آخر لثوار مسؤولين ظلوا بشوارع البلاد طيلة أكثر من سنتين ووسيلتهم للتغير الثوري والسياسي هو (شعار السلمية)، فيا ترى كيف رصدتم تخريب الثوار ولم ترصدوا ( قتلة) الثوار؟!.
- وفي الأخير سنظل في انتظار التحقيق الذي ذكرتم بأن لجاناً قد (شكلت) للتحقيق في ملابسات قتل الثوار، 39 قتيل في خلال أقل من شهر على وقوع الانقلاب كتير على شعب السودان يا سعادة مدير الشرطة، فإلى أين يود الآنقلابيون سوق أهل السودان؟! ،، سننتظر ،، ونرجو ألا يطول انتظارنا كما هو الحال في (حوادث عديدة مشابهة)!.

hassanelgizuli3@gmail.com

 

آراء