السودان غياب العقل والمنطق
شوقي بدري
30 November, 2021
30 November, 2021
في يوم 21 اكتوبر 2021 كتبت ونشرت موضوعا تحت عنوان ..... السودان لوثة جنون واختفاء القانون . وقد ختمت الموضوه بهذا السطر .....
بعد المأتم الكبير الذي يقترب ــ ولا اقول هذا مجازا بل حقيقة ــ سيحدث بعض تغيير وربما للافضل ، فستزال احدى العقبات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيكشف الوقت بعض الخير الذي يأتي في بعض الاحيان مع الشر .
قالوا قديما الخرطوم مدينة لا تعرف الاسرار . كل شئ ظاهر وواضح ، الا ان الناس لا تهتم . ذهب الصحفيان الكبيران الفاتح محمد التجاني سلوم و محمد سعيد محمد الحسن الى الصادق المهدي ليبلغانه بالانقلاب الناصري الشيوعي . رد الصادق كان ..... العساكر بعد اكتوبر اتأدبوا وتاني مافي عسكري حيعمل انقلاب .
عبد الرحمن مختار كتب عن الانقلاب الذي على الابواب في جريدته الصحافة . وبعد الانقلاب اتهم بأنه مشارك في الانقلاب . الحقيقة هى أن عبد الرحمن مختار ابن الانصار وجدة ود شاية امام جامع الجزيرة ابا ، كان يسكن في بري . وكان ابو القاسم وابو القاسم وزين العابدين محمد احمد عبد القادر والبقية يجتمعون في بري بعيدا عن الخرطوم . وكتب عبد الرحمن مختار في كتابه خريف الفرح انه كصحفي ومتعود على دخول المنزل كان يسترق السمع وينظر من خلال ثقب المفتاح . بينما الصادق ، المحجوب والهادي المهدي يتعاركون على جثة السودان .
يعد تقديم مذكرة الجيش في 1989 والتي هى في الحقيقة انقلاب فالجيوش لا تقدم المذكرات فتحي محمد على الفارس ود فاطمة ام شلوخ كان من المفروض أن يضع الحكومة أمام الامر الواقع لأنه ليس نقابة موظفي البريد . وكان الشارع بتكلم عن الانقلاب وكانهم يتوقعون بمن سيفوز بكأس السودان او الدوري . وقال عبد الرحمن صالح ابن الانصار والذي كان على رأس الامن عندما لاموه على التفريط مستشهدا بالمثل السوداني ..... القانص للفيل ما بيشوف الصبرة . وكان يقصد بأنه لم يكترث للكيزان استخفافا بهم . والقانص الحقيقي يرى كل شئ .
اذكر انني قلت قصيدة في رثاءة اذكر منها
البارح خبر فتحي
والليلة غار جرحي
منو البقودنا اليوم
وسمانا رابطة غيوم
من بدري قال في طلم
وشال السيف والقلم
وطرشوا اللكانو بكم
بالنسبة لي وكما كتبت في موضوع .... أين سيسجن حمدوك بتارخ 1 فبراير 2021 أنه عندما يأتي وقت تسليم السلطة للمدنيين سينقلب حمدوك وحميدتي ولكن لأنهم يحتاجون حمدوك كغطاء يصد عنهم التدخل الامريكي والمقاطعة التامة من المجتمع الدولي فلهذا لن يهان حمدوك او تعرض لما تعرض له الآخرون تفشيا وانتقاما في البقية خاصة لجنة تفكيك النظام ومن تعرض للفرعون . عندما تكون خارج الصورة يمكن أن تراها بوضوح .ولهذا كتبت عن المأتم القادم والذي تم بعد الانقلاب .
اليوم تأكد لى تماما غياب العقل والمنطق في السودان واعلام الدول العربية . الجميع يرددون ويشيدون بحمدوك لأنه حقن الدم السوداني !!! اليست هذه مسخرة . الشعب السوداني خرج معبرا عن اعتراضه على الانقلاب وسرقة ثورة ضحى من اجلها الشباب بطريقة اذهلت العالم بطريقة جعلت الرئيس الأمريكي بايدن في خطبته عن محاربة الارهاب والدفاع عن الديمقراطية أن اشاد بنضال المرأة السودانية . وكل اشادة بالسودان في اى مجال يغضب الجيران . التظاهر حق كفله له الاتفاق والوثيقة الدستورية التي شارك فيها البرهان والجيش الذي انقلب على نفسه ودستوره .
كيف يتكلم من له ذرة عقل عن حقن الدماء ؟ ما حدث هو شعب مسالم ومجرمين قتلة يريدون التغول على حريته كرامته وماله . الشعب الذي خرج كان ينادي بالسلمية هل سبق أن سفك السلام الدماء . هل حمل المتظاهرون السلاح .... الشعار كان حرية سلام وعدالة . هل في هذه الكلمات الثلاثة سفك دماء . المفروض هو ادانة الجيش والبوليس والجنجويد الذين كانوا يسفكون الدماء . انها جريمة يرتكبها الجيش بالانقلاب على ما اقره ووقع عليه . والشعب يتعرض للقتل . وبدلا عن مواجهة الجيش يتكلمون عن توقف الشعب عن الاحتجاج السلمي ، كأن الشعب هو السبب في اراقة الدماء ! انتم ياسادتي تكثرون النباح تحت الشجرة الخطأ .
الجيش السوداني الذي يحتل وطنه وينهب ثروات وطنه ويتحالف مع المحتل المصري والمستعمر السعودي الاماراتي ويرسل ابناءه للقتل والموت في اليمن لا يستطيع او لا يرغب في حماية مواطنيه في جبل مون والقرى المحيطة . ويهدد مناوي بالعودة الى الحرب !! وجبريل يريد أن يأكل الكيكة وأن يحتفظ بها . لقد شارع في الانقلاب وكان من منظمي غزوة ذات الموز ، ثم يريد تنفيذالجزء الذي يعطيه الثروة والسلطة من الاتفاق الذي انقلب عليه .
اليوم يشاهد الناس في كل العالم فلما اسوأ من افلام الزرقاوي . ثلاثة من الجنجويد يذبحون مواطنا بسكين أحدهم يقوم بالدوس على الضحية بارجله والآخر يذبح وسط التكبير الله اكبر ... الله اكبر الله اكبر . وحاكم اقليم دارفور مناوي يتخير اجمل البدل يستأجر طائرة خاصة للذهاب الى الامارات واهلة يذبحون !!! لقد صدق الاخ ابراهيم أحمد ابراهيم ،، لودر ،، عندما قال أن مناوي خانهم وانضم الى البشير . ..... انه السودان غياب العقل والمنطق .
لقد كتبنا عن المذابح التي ارتكبها الجيش الشمالى في جنوب السودان منذ 1955 . ولا يزال الجميع يرفضون تصديق الفظائع التي تعرض لها الجنوب . الاستاذ هلال زاهر سرور الساداتي الذي كان مديرا لمعهد التونج كتب في تاريح حياته ،،، الطبشير ،، كيف انسحبوا من المعهد في الستينات تحت حماية الجيش . ومن ،،القش ،، خرج رجل عجوز يحمل قرعة . قام الشاويش باخذه لداخل القش وذبحه . وبعد فترة قابلوا اثنين من الشباب الجنوبي , وبكل بساطة قام الشاويس بذبحهم بالسكين مثل الخراف . لماذا لا تعرف انت وانت و،،انتي ،، هذ الحادثة المنشورة في الكتب وهنالك 2 مليون قصه وكل قصة تمثل شهيدا في الجنوب .
عندما قال حمدوك أن جندرمته لم تطلق النار ولا تقتل المتظاهرين ، القى اللوم على البوليس . انكر الفريق خالد مهدي الذي ،، كرش ،، اخيرا من البوليس ، انه لا توجد بلاغات ولم يقتل اى انسان سوى شخص وقع من السقالة . ولا يعرف هذا المأفون أن البوليس هو الذي يفتح اغلب البلاغات ؟ لانه يسهر الليل يقبض على اللصوص سائقي السيارات بسرعة او باهمال يفض المشاجرات يفتح البلاغات يتابع المظاهرات ليحميها ومعه قاضي لكى يسمحح لهم بتفريق المظاهرة ام الاكتفاء بالمراقبة.
بعد اتهام حميدتي للبوليس بقتل المتظاهرين السلميين يفتح الله على الفريق ويقول أنه كان يوجد اثنين من الجنجويد في كل سيارة بوليس . وقد تمكن بعض الناشطين من تصوير الجنجويد وهم داخل العربات يستبدلون ملابسهم بملابس البوليس ولكن لأن الجميع يتمتعون بالغباء لم يحتاطوا لتغيير احذيتهم العسكرية الثقيلة بأحذية بوليسية . ويبقى السؤال .... لماذا يا حضرة الفريق يسمح لمجرمي الجنجويد بارتداء ملابس البوليس والجلوس في عربات البوليس في المكان الاول ؟ هل سيستمر هذا الحال أم سيمنع البوليس الجنجويد ؟
قالوا كترة العيا للموت .... البعرة تدل على البعير . استمات الامن ، الجيش والفلول في تخليص أسلحة القنص التي كانت محجوزة في اثيوبيا بعد أن صرفت النظر عنها لفترة طويلة . وبما انها ليست رشاشات قتالية عادية بل بنادق قنص ونظارات الرؤية الليلية بواسط الجبناء الذين يتخفون في الظلام أو يقتلون عن البعد ، فكان من الواضح ان برهان وسجمان ورمدان يستعدون لقمع مظاهرات .... لماذا ستكون هنالك مظاهرات ؟؟ لأن الجيش الامن والجنجويد يقومون يخططون لأمر سيدفع الناس الى الشارع . ولن يكون هذا عيد الحب او فستفال الربيع . فنحن لا نعلن عن الحب في السودان ويعتبرة البعض منا عبطا وسخفا او جنونا وليس عندما ربيع في بلا دنا تتفتح فيه الورود والزهور ويرقص الاطفال الذين في السودان ينبشون الزبالة . عندنا فقط ربيع عبد العاطي المكشر الذي اراحنا الله من خلقته وسخفه .
ويهلل الاعلام العربي والسوداني لحمدوك الذي حقن الدم السوداني .ولا يفكرون في من يسفك الدم السوداني . وهدم الكعبة اهون عند الله من قتل النفس المؤمنة . لماذا أمورنا مشقلبة ؟
العالم العربي عنده فكرة خاطئة عن سوار الدهب ، حسب فهمهم القاصر يظنون أن سوار الدهب قد استلم السلطة ثم تنازل عنها . سوار الدهب انسان باهت ضعيف . ولاءه للميرغني يقيمون الحوليات في منازلهم للميرغني . طرد من الجيش وعندما طلب شيخ زايد ضباطا وجنودا سودانيين لتدريب جيشه . اراد نميري أن يضع على رأس المجموعة انسانا لا بودي ولا بجيب . اقترحوا له سوار الدهب فارجعه للجيش لتلك المهمة لأنه بدون طموح او حب للسرقة كما كان يخاف حدوثه واشانة سمعة السودانيين . عندما اراد النميري افتتاح جامع النيلين قال له الامام ..... الجوامع يفتتحها الخيرون ...... من لم يسرق يزني شرب الخمر لعب الميسر الخ تراجع نميري وتقدم سوار الدهب . عندما ضعط الضباط على سوار الدهب لاستلام السلطة كما خطط له الامريكان رفض لأنه قد ادى القسم لنميري. استدعاه شيخه الميرغني ، وقال له انه سيصوم ثلاثة ايام عوضا عنه وطلب منه أن يكون على رأس الحكومة الانتقالية. وقتها كان تجار الوطني الاتحادي يتحرقون للقضاء على نظام نميري والتخلص من الزبير رجب والمؤسسة العسكرية التي كانت تسيطر على اغلب التجارة مثل الجيش والامن اليوم .. ..... سوار الدهب كان حراس وبواب فقط .
انتقلنا قبل ربع قرن لمنطقة جديدة لا يقطنها الاجانب . وكان اولادي اول سود يسكنون المنطقة . لم يتعود السكان على التعامل مع اجانب خاصة السود . تصرفاتهم كانت خليط من التفرقة الايجابية وهى الخروج عن الطرق لتسهيل امورنا وتبقى تفرقة ، اوالتطاول علينا وهذه لعنة تعودت عليها واستطيع أن اضع من يتطاول في موضع صعب . اتيت لأخذ الاولاد الاربعة وكانت احدى المدرسات تمسك على يدي ،، منوا بيج ،، الذي كان غاضبا وكان في الحادية عشر او الثانية عشر . سألتها لمذا تمسك به ؟ردها كان انه كان يتشاجر مع طفل آخر ، وامسكت بابني حتى يذهب الآخر لبيته . قمت بتهنئتها لانها قد ارتكبت جريمة يعاقب عليها القانون السويدي تعرف ب .... فريهت بريفاندى ...وتعني سلب الحرية . وحتى اذا دخل لص منزلك ليس من حقك ضربه او القبض عليك لأن هذا مسؤولية الشرطة . واذا اتي شخص لنهب المتجر الذي تعمل فيه فستفقد وظيفتك اذا اشتبكت مع اللص او قاومته . لانك عرضت حياتك وحياة اللص والآخرين للخطر .
اطلقت المدرسة ابني وبدأت في الاعتذار لأنها كانت تريد أن توقف المشاجرة . سألتها لماذا قمت باعتقال ابني وتركتي السويدي ؟ لماذا يتكلمون عن المتظاهرين سلميا وحقن الدماء.
بعض المحلات التجارية تضع يافطات تحذر من النشالين والمفروض أن تحارب النشل وتقبض على النشالين تضع كاميرات المراقبة وتوظف الحراس المتمرسين . حمدوك اكتفى بعد أن نورنا واعلمنا وكأننا لا نعلم أن الجيش والامن يستهلك 82 % من الميزانية وهذا بجانب الجنجويد الذي لا تعرف ميزانيته وثروته.
لماذا القت المدرسة القبض على ابني وليس الآخر ؟ هذا السؤال طاف بذهني كثيرا هذه الايام . الكلام عن حقن الدماء يدين المتظاهرين وكأنهم شركاء في معركة سيقتل فيها الجيش الجنجويد والامن الخ . اوقفوا من يحمل السلاح ويشتريه بمال الشعب الذي خرج سلميا يطالب بالحرية والعدالة . هل هذه جريمة؟
يا حمدوك هنالك قوانين سودانية غير مكتوبة يتعرف عليها الاطفال من كبارهم . احد الشباب في سن المراهقة كان يبكي على صديقة الذي غرق اثناء سباحتهم في النيل غضب والده وقال له ...., وانت جيت راجع ليه مشيت معاهيا تطلعو يا تغرق معاه . وتلك الحادثة اثرت على علاقة الوالد بابنه بقية حياتهما .
في احدى الكشات قبض على بعض الشباب في الثمانينات وهم يشربون الخمر ومعهم نصر .تقررجلد الجميع واستثنوا نصر لانه مسيحي دينه يسمح له بشرب الخمر . رفض نصر واصر بأن يتم جلده مثل الآخرين .... انا شربتا معاهم انجلد معاهم . وتم جلد نصر بتشفي لانه اصر على الجلد . ذهب نصر بعد أن شرب الخمر وذهب الى مركز البوليس طالبا جلدة وقال ... فاكريني علشان حلبي بخاف من الجلد .
الاستاذ المربي بخيت زكي شقيق كابتن امين زكي وهم من سكان توتي كان مدرسا في الجنوب اخذ المدرسين والموظفين لقتلهم رميا بالرصاص . ابعدوا لاستاذ بخيت زكي لانه ليس بمندكورو . الا انه رفض وطلب بقتله مثل الآخرين ووقف امام اخوته المدرسين معرضا نفسه للموت قبلهم . من المؤكد انه كان يفكر كيف سيعيش بعد قتل رفاقه . انتهى الامر بالعفو عن الجميع .
ياحمدوك لقد اختفى عندي القليل من الاحترام لك . انا اول من قال أنك افندي فقط . وهذا المنصب في هذه الظروف يحتاج لابطال وليس افندية . حتى اذأ اتيت بالنعيم للسودان فجرت الانهار انبت الاشجار وشيدت الجامعات المصانع وخضرت الصحراء بالنسبة لى هذه مثل سوءة عمرو بن العاص التي تشوه التاريخ . كيف تذهب الى منزلك تفاوض تشارك وتوقع ، ورفاقك في السجون بعضهم لم يشاهد الشمس طيلة مدة حبسه ، وانت تجالس برمة وود البرير رجال المخابرات المصرية حميدتي وكل من هب ودب الم يكن في امكانك أن تطالب بحضورهم اطلاق سراحهم ومشاركنهم قبل الشراء والبيع. ام كنت سعيد بغيابهم حتى يخلو لك الجو وانت ياحمدوك افندي قد أتوا بك لانهم حسبوا ان القبة تحتها فكي لكن سماحة جمل الطين . .... لا لا لا لا ياحمدوم سويتو احرش وتخين .
شوقي
كركاسة
افكر كثيرا في رجل البوليس قدو قدو البطل الذي مع زميلة قد اعتدوا على الفتاة المسكينة بالجلد بسوط العنج . بتهمة لا تبيح الجلد . والجلد المطبق في الدول العربية والاسلامية يحدث بخيزانة صفيرة وبسرعة بدون رفع اليد وليس بكرباج الخ.
أين القاضي الذي اصدر الحكم الغير شرحي . واذا كن هنالك زنا اين الزاني . وكان القاضي مثل الكثيرين يستمتعون بألم المسكينة . لماذا لم يطبق حد الحرابة في الجنجويدي الذي كان يغتصب بنت الشرق امام رفاقه وهم يضحكون في فيديو ؟عندما ذهب والد الفتاة لفتح بلاغ تم الرفض !!
shawgibadri@hotmail.com