التكرار قد لا يعلم الحمار 

 

 

شوقي بدري
5 December, 2021

 

كتب الاديب / السفير والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جمال محمد ابراهيم في كتابه دفاتر كمبالا الكثير من المعلومات القيمة عن الرئيس العجيب عيدي امين دادا . قام الاديب باهداء احد فصول الكتاب لشخصي ،  له الشكر . ولا ازال على اقتناع انه اعطاني اكثر من ما استحق .

 عيدي أمين الذي حكم اجمل بلاد افريقيا كان وحشا بحق وحقيقة. يوغندة كانت بريطانيا قد عرضتها كموطن لليهود في البداية. هنالك كتاب كتبه  بيل بلاندفورد و بروس جونز عن اشرار العالم احدهم  عيدي امين . واليوم عندنا عيدي أمين متمثلا في حميدتي . الاثنان بلا تعليم وفهم للدنيا والسياسة . عيدي امين كان يقول ... انا عسكري لا اعرف السياسة . عانى عيدي أمين من طفولة غير سعيدة بسبب انفصال والديه . التحق بالجيش كصبي طباخ وبسبب قوته توحشه عندما بلغ العشرين واشتهر كملاكم  عينه البريطانيون كجندي وارسل بعد فترة  الى كينيا لمحاربة حركة الماوماو التي طالبت برحيل الانجليز  من كينيا بزعامة جومو كنياتا من احدى اكبر القبائل الكيكويويساوون حمس سكان كينيا  . لأن الاستعمار في كينيا كان استيطانيا حاول الانجليز بشراسة المحافظة على كينيا لاطول فترة . ووجدوا في عيدي امين و ،،المرتزقة ،،  الآخرين اصلح البشر لكسر شوكة الماوماو  الذين كان السودانيون يغنون لهم في الاعراس ...... يا جنا الماوماو بحبك وحبي يعلم بيه ربك . واطلق اسم ماوماو على لاعب الكرة  في الخمسينات . ولنفس السبب أتى البشير بحميدتى ليقتل ينهب يحرق ويغتصب .

 تعرض  الكيكويولابشع العذاب والقتل كانوا يغتصبون نساء الكيكويو بحراب البنادق . واظهر عيدي امين توحشا جعله يترقى بسرعة . ولم يكن مسموحا في المستعمرات للجنود الافارقة بالوصول لمرتبة الضباط حسب قانون  وزارة المستعمرات . السودانيون  دخلول الكلية الحربية ووصلوا الى رتبة القائم مقام منذ بداية القرن الماضي . وتحصلوا على لقب البيه . لم نكن مستعمرة بريطانية وكنا نتبع لوزارة الخارجية فقط ونحن تحت الادارة البريطانية ولسنا بمستعمرة  . في الحكم التركي وصل السودانيون  الى رتبة الجنرال او الباشا .

 الرئيس  اليوغندي أبوتي احتاج لرجل قوي متوحش لقمع الاعداء . مثل رعايا ،، الكباكا ،،ملك البوقاندا وبعض الممالك الاخرى وقد خدعوا واقنعوهم بالدخول في جمهورية يوغندة وسيجدون وضعا خاصا واستقلالا . ولم يحدث هذا بل لقد احتل ابوتي قصر الكباكا الذي التجأ الى لندن . ماتيس ملك البوقندة هو الذي استقبل  المكتشفين اسبيك وقرانت عندما اكتشفا منابع النيل وبحيرة فكتوريا . بل أن الملك متيس الذي ذكره اسبيك في كتابه كثيرا  بعد فترة ارسل وفدا لزيارة بريطانيا . وكما اورد سىلاطين في كتابة السيف والنار . أن الوفد مر بدارفور . وفرض عليهم تعلم ركوب الجمال التي ستأخذهم الى مصر في طريقهم لبريطانيا . اصيبوا بالرعب من منظر الجمال وتعرضوا لكثير من البهدلة ، واخيرا تعلموا ركوب  الجمال . بسبب السدود على النيل كان طريقبحر الغزال هو الاسهل .

 ملتون ابوتي الذي لم يخل من  فساد عين  ،، الطباخ ،، عيدي امين رئيسا للجيش . ومثل اغلب الكيزان والجنجويد الذين اتوا من فقر وحرمان اعمتهم السلطة والمال . بدا عيدي امين في نهب المال واغتناء الزوجات . ولهذا له 60 من الاطفال . واراد ابوتي التخلص منه ولكن الطباخ كان قد كسب الجنود واشترى الضباط بالهدايا .... كحميدتي ماخد بالك ؟ وانقلب  الطباخ على الرئيس . اجاع الشعب صار حال الضباط مثل حال الجيش اليوم في السودان . لاحظ الناس أن التماسيح في بحيرة فكتوريا متخمة لا تتحرك كثيرا . 400 الف من الشعب قتلوا واطعموا للتماسيح .حقده على رئيس الاركان السابق سليمان حسين جعله يعتقله ويبالغ في تعذيبه ثم قتله واحتفظ براسه في الفريزر  . صدق عيدي امين  فقد قال منذ البداية انه لا يعرف السياسة فهو عسكري فقط . ولهذا  لم يعرف سوى الدماء التعذيب والقتل . هذا ما يحدث عندما لايكون الجنرال قد انتمى لكلية حربية !!

 عندما احس عيدي امين بأنه قد صار ملك الملوك  اطلق على نفسه الكثير من الالفاب منها ملك اسكوتلندة  . طمع في ضم الاميرة اليزانبيث الى حريمة . وهى من مملكة تورو. درست القانون وهى اول محامية من شرق افريقية تنضم الى نقابة المحامين في لندن . كان لها جمالا طاغيا، كافارقة كنا نمتلئ فخرا بظهورها كعارضة ازياء وممثلة في هوليوود. اعطاها عيدي امين منصب وزيرة الخارجية وكانت تستحق منصب رئيسة الوزراء. انتى الامر بهروبها من يوغندة وصرح عيدي امين الذي كان يطلق عليه بسبب عبطه لقب ،، بفون ،، انها قد قبض عليها وكانت تمارس الجنس مع رجل ابيض في الحمام .

 تفاقم الامر  بعد طرد الهنود الذين يمثلون الطبقة الوسطى قطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا طرد البريطانيين  الاستعانة بالسودانيين في الجيش . تقرر ازاحته بواسطة الجيش التانزاني .

 في ديسمبر  1994 سألت الاخت اقنس لوكودو عن ابن خالها وصديقي الحميم عيسى عبدالرحمن سولي  الذي كنت لا افترق عنه في المدرسة الداخلية . والده احد اقطاب المسلمين في جوبا بمثابة الاب الروحي لحزب الاحرار من زعماء الباريا . عرفت منها انه عاد الى جوبا بعد  سقوط عيدي امين في 1979 بعد ثمانية سنوات  من الجحيم الذي عاشه الاشقاء في  يوغندة . عيسى وصل الى رتبة العميد . بيترسولي كان على رأس سلاح المدرعات  انتقل الى جوار ربه  وهو يحارب الجيش التانزاني . كما اتى حميدتى بالتشاديين الماليين وكل من يحمل السلاح احضر عيدي أمين السودانيين . الغريبة أن اخي عيسى عبد الرحمن سولي كان مسالما لحد بعيد وكان يحتج لحملي العكاز كل الوقت بالرغم من تكاثر الثعابين في محيطنا .

في التسعينات عندما بدأت يوغندة تستعيد عافيتها اخذت بعض اليوغنديين الي شيخ عبد الله النهيان ابن عم اولاد زايد والذي كان شريكي في شركة الموارد العالمية . وعن طريق شركته للطيران ذي  فلاينق دولفن ، صاروا يترددون على الامارات لشراء البضائع وشحنها ليوغندة. عندما التقينا في عيد رأس السنة في اديس اببا كان عائدا من يوغندة . قال لي مازحا لم اعرف أن السودانيين لصوص. فاغلب شركات السياحة وغيرها قالوا أن  حافلاتهم وسياراتهم اخذت الى السودان عند سقوط عيدي امين بعد أن حملوها بكل شئ . واليوم يماثل هذا سيارات بوكو حرام والجنجويد .

 التكرار قد لا يعلم الحمار. كل الطغاة والجنرالات لا يتعلمون أن الغلبة في النهاية للشعوب .

 السفير الاديب دكتور على حمد ابراهيم الذي ذكره السفير جمال محمد ابراهيم في عنتبي هو الرجل العظيم الذي كان زميلنا في مدرسة ملكال الداخلية. كان من المفروض أن يكون وزيرا او رئيسا لحزب الامة الى أن البعض لا يفضل رفقة الرجال الأقوياء .

 اشهر ابناء عيدي أمين هو  جعفر امين . له طول والده وجسمه القوي الا انه رجل مهذب متعلم ومتحدث لبق يشد الانسان في مقابلاته التلفزيونية . اصدر كتابا قبل حوالى عشرة سنوات . يطوف يوعندة ويعتذر عن جرائم والده . وينفي بعض المبالغات مثل اكل لحوم البشر. موسوفني قد عفى عن الجميع حتى كوني رئيس حزب الله الارهابي الذي استعان به الكيزان سلحوه واعطوه المال نكاية بموسوفني  صديق البطل جون قرنق طيب الله ثراه .


اقتباس

في إطار مسئولياتي المتواضعة في البعثة السودانية في كمبالا، كنت أقوم بأعباء العمل القنصلي، بما في ذلك منح تأشيرات الدخول إلى السودان. حين اشتدت المواجهات، كثرت طلبات الحصول على التأشيرات. كان واضحاً لنا في السفارة، أن الجميع بدأ يفكر في القفز من المركب الذي يوشك أن تبتلعه المياه. كنا في "مبنى السفارات" نعمل بلا دعم وسند من موظفينا المحليين، ومعظم الدبلوماسيين الذين يشاركوننا المبنى اعتكفوا ببيوتهم. في يوم، أدخل الحرس السوداني إلى مكتبي، مندوباً من القوات الأمنية اليوغندية يحمل رزمة من الجوازات. قال الرجل أنه من أسرة الجنرال مصطفى إدريسي، نائب الرئيس اليوغندي، وأنّ الجوازات تخصّ الجنرال وأسرته. لا وقت للإندهاش. رفعت الأمر وعرضته على رئيس البعثة الصديق الحصيف على حمد إبراهيم. لا وقت لنسأل عن المذكرات الرسمية من المراسم اليوغندية. لا وقت حتى لمراجعة الصور الفوتوغرافية. لا وقت لاستئذان رئاسة وزارتي كالمتبع. وافق رئيس البعثة، ثم وضعت أختام التاشيرة على الجوازات السياسية إكراميا ، ثم أبلغت رئاسة وزارتي بمن منحتهم سمات دخول إلى السودان: نائب رئيس جمهورية يوغندا الجنرال مصطفى إدريسي. .

من نافذة مكتبي في الطابق السابع كنت أسمع دوي الانفجارات والدخان يغطي سماء المدينة . تداخل دخان الانفجارات مع الغيوم البديعة . هي كمبالا : لم تتخلَ عن غيمها وجمالها حتى وهي في جزع الانفجارات. الآن وأنا أكتب هذه السطور، لا أعرف كيف انتهى الأمر بصديقي السوداني اليوغندي المقدم "بشير جمعة"، لكن لا أنسى لطفه ورقته وأناقته، وقد كان برغم ذلك آخر وزير خارجية في نظام وصف بأنه الأكثر دموية  .


نهاية اقتباس.

وبعد اغتيال المناضل وليم دينق واغتيال ممثل البابا  والزعماء الجنوبيين بواسطة الجيش ، ومذابح المدنيين في جوبا وواو وعشرات المدن والقرى ، احس بعض الاوربيين بعدالة قضية الجنوبيين .واتي من عرف ب ،،المرتزق ،، الالماني شتاينر . وانضم الي مقاتلي الجنوب. وكان تواجده موثرا في رفع الروح المعنوية والاداء القتالي . وصار الناس تنسج عنه القصص والجنود الشماليون يتجنبون مناطق تواجده . وبالصدفة يعتقله الجيش اليوغندي في سنة 1970. وتحاول المانيا بكل الطرق ان تحتوي القضية فسمعة المانيا قد تلطخت بتهمة  بتهمة المرتزق الالماني . واليوم يصدر السودان عشرات الآلاف من المرتزقة بكل فخر وتبجح . طالبت المانيا  الرئيس ابوتي بتسليمها اشتاينر . ووزير الداخلية ومدير البوليس وبعض الوزراء يوافقون علي تسليمه . المانيا وقتها تقدم كثير من المساعدات الي الدول الافريقية والجميع يخطبون ودها. الاستاذ محجوب عثمان كان وقتها سفيرا للسودان في عنتبي. وتمكن من اقناع الرئيس ابوتي بتسليم الالماني الي السودان بسبب نشاطاته القتالية في السودان . وذكر الرئيس بخطبه ومناداته في منظمة الوحدة الافريقية ،ومطالبته بالقضاء على نشاطات المرتزقة في افريقيا، ومحاكمة شتاينر ستكون تكملة لخطب الرئيس ابوتي ..

وحضر اللواء الباقر ومعه الدكتور عبده الدرديري بطائرة ومعهم بلتونين من الجنود . واستلموا رولف شتاينر. وقيد الي اثنين من الجنود . وكان رابط الجأش . وعند باب الطائرة قال له الاستاذ محجوب مودعا بالالمانية  ،، اوفتزن ،، . فبصق شتاينر في اتجاه محجوب الذي منع الجنود من الفتك به .

قبل اقلاع الطائرة ، فتح اللواء الباقر شنطة مليئة بالدولارات . وعند استفسار محجوب كان الرد ...... ما لازم انت تكون وعدتا الناس ديل بي حاجة . وبوليس يوغندة معروف انهم بحبوا الرشوة والالمان بيكون وعدوهم بالكثير . فقفل محجوب الشنطة وقال له .،، ده شغل دبلوماسي نضيف . انا ما دفعتا وما حادفع .

وحكم اشتاينر في محكمة تابعها كل العالم . ثم حصلت مساومات . وتغير الحكم الي السجن . وقبض الثمن فيما بعد واطلق سراح شتاينر . وذهب الي الكتائب في لبنان وشارك في قتل المسلمين !! ووقتها كان محجوب عثمان في سجون النميري مع المناضلين الشرفاء.

 عندما وضع شتاينر في سجن كوبر اكتسب احترام المساجين السياسيين والآخرين . رفض السرير المريح والاكل الخاص  السجاير وكل المعينات التي كانت السفارة الالمانية تريد أن تحيطه بها . كان على قناعة بأنه صاحب رسالة ويحارب ضد الظلم . فضل النوم على البرش وأكل طعام المساجين . واخيرا  باعوه لالمانيا واطلق سراحه .

 اتصل الكيزان بابي داؤود الزعيم الفلسطيني  وحثوه لارسال صديقه ،، كارلوس ،، وحضر كارلوس كرجل اعمال سوري مقيم في لاتين امريكا وزوجوه بسودانية .كان القصد اخافة الغرب وفتح اكاديمية الارهاب . ثم باعوه بحزمة من الدولارات وصور الاقمار الصناعية لمعسكرات جون قرنق . وكانت بعض ،، انتصارات ،، نسبوها للملائكة التي كانت تحارب معهم والقرود التي كانت تكشف لهم  الممرات الآمنة بين الالغام ، الشجر الذي كان يسبح والغزلان التي كانت تأتي للمجاهدين ترقد مستقبلة القبلة وتقول اذبحني الخ .

 قبل استقلال دول افريقيا  اخترعنا نحن الانقلاب ضد السلطة بواسطة رئيس الوزراء والحزب الحاكم في 17 اكتوبر 1958 بعد سنتين من رفع العلم السوداني . ولا تزال الانقلابات وحكم العسكر،، الما بتشكر ،، يسيطر على افريقيا والشرق الاوسط . التكرار قد لا يعلم الحمار . .

وهلل الناس في السودان  لاعتقال شتاينر .وانتشت كل افريقيا  . لان المرتزقة عاثوا فسادا في افريقيا . وتسببوا في قتل الزعيم لوممبا في الكونقو. واستاينر شارك في حرب بيافرا . واقيمت الاحتفالات في الخرطوم ، واتي الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية السيد ديالو جلي . وبعد نهاية الاحتفالات سأل محجوب عثمان السيد ديالو اذا كان يطلب اي شيء ؟ وبعد تمنع طلب بعض النعناع السوداني لانه اعجب به . فأحضر له محجوب عثمان قفة نعناع من سوق الخضار .

 الدكتور عبده الدرديري بالرغم من قلة حجمه اشتهر بالشجاعة منذ طفولته ولهذا تطوع لمشوار يوغندة . هذا الرجل العظيم قتله لص في الحزام الاخضر حاول نهبه الا ان عبده بالرغم من سكين الرجل الكبيرة لم يستسلم  لانه كان رجلا شجاعا . شنق القاتل ، وبكته والدته مكة ارباب بقية حياتها .

هذا الرجل العظيم ديالو جولي كبر نفوذه فخاف منه  رئيس غينيا احمد سيكو توري الذي كنا  نحبه ونحترمة مثل الآباء الكبار في افريقيا . قام بأعتقال ديالو  مع مجموعة من رجال الجيش والوزراء من اصول فلانية ,,فلاتة ,,  وقتلهم اسماعيل توري اخ سيكوتوري بالموت الاسود . كانوا يعطوهم الطعام ويحرمونهم الماء . وهذا موت مؤلم .

انا اظن ان سيكوتوري خاف من نفوذ الفولاني بدون وجه حق . الرئيس  الفيلسوف سنقورمن السنقال  والذي تنازل عن السلطة كانت والدته من الفولاني . واحمد اهيجو رئيس الكمرون . والرئيس المالي موديبو كيتا من الفلاني . والفولاني كانوا وسيكونوا لهم حضور في مسيرة نيجيريا  عملاق افريقيا .

 زعماء افريقيا الذين استلموا السلطة بعد الاستعمار صاروا طغاة . بالرغم من التكرار لم يتعلموا  واعادوا نفس الغلطات ، وصارت الشعوب الافريقية والعربية في كثير من الاحيان يحنون الى ايام الاستعمار ,,, التكرار قد لا يعلم الحمار .

 نوري السعيد كان على رأس حكومة الملك فيصل الثاني في  العراق. بعد طرد ابن سعود للهاشميين وشريف مكة أخذ البريطانيون فيصل لملك العراق وطلال لملم الاردن  . كانت فترة حكمة فترة سلام علم وتقدم في الاقتصاد ومعقولية . كان  بعد أن ينتهي من الحلاقة يمنح ابن الحلاق بقشيشا بعد أن  يساعده في لبس الجاكتة ويفدم له اغراضه  . عندما كبر الابن طلب الاب من  نوري السعيد أن يلحق الابن بالجيش . رفض نوري السعيد وقال ... انه يمكن أن يساعده في الالتحاق بالجامعة  او اى مهنة يريد . الا انه لا يريد أن يلتحق بالجيش من كان  ينتظر البقشيش في دكان والده الحلاق . فاذا قام بانقلاب فسيشقى الشعب . يكفي ما قام ويقومبه حميدتي وجنجويده .

العراقيون العجائز يحنون لحكم البريطانيين ونوري السعيد . بعد الانقلاب اعدم نوري السعيد  والكثيرون . ولم  يتوقف القتل الى اليوم .  قالوا  .....قبض على نوري السعيد وهو يحاول الهرب متخفيا في ثياب امرأة  هلل كل العالم العربي وغير العرب لاعدامه . قال الوالد توفيق صالح جبريل عند قتله .

 لبست ثوب الحيزبون تخفيا

 ما انت في الحرب الزبون بناج .

 قابون من اغنى دول افريقيا ودخلها القومي بالرغم من النهب والفساد كان اقرب الى متوسط دخل الفرد قديما في البرتقال . شقيق عمر بنقو واسرته عاشوا ويعيشون  كالأباطرة ولهم استثمارات ضخمة في فرنسا واروبا . عندما سأل صحفي  الرئيس عمر بنقو عن غياب الديمقراطية ، كان رده . عندما نستلم السلطة نضعهم في السجن لانهم اذا استلموا السلطة سيضعونا في السجن . هذه الديمقراطية الافريقية !


يقول بريم عالم الاحياء والمكتشف الالماني عن كرم السودانيين الذين عاش بينهم خمسة سنوات . بين 1846 و 1852.


.... محب للضيف حتى انه يعتبر يوم نزول الضيف او الصديق عليه يوم عيد ، ويقوم بكل ما في وسعه ليسعد ضيفه . واذا كان قادرا فانه يقيم حفلا ورقصا امام كوخه ويجمع جيرته . وحتى الغرباء يجدون ضيافة حسنة وطيبة من السوداني . وهو يقتسم ما لديه مع الحجاج الذين يقصدون مكة ، فينتقلون من مكان لآخر سائلين الناس العون في الطريق . ويعتقد الناس في السودان ان الضيافة تمتد حتى الى ما وراء القبر . وقد حكوا لي عن السودانيين ان من اراد ان يقضي ليلة في المقابر لن يجد راحة الا اذا اختار قبرا ونام فوقه . اما اذا نام بين قبرين فان الميتين يتجاذبانه كل يريد استضافته لقبرة ليقوم بفروض حسن الضيافة ....... هل هذا شعب يستحق أن يحكمه البرهان وحميدتي ؟؟

 يتبع

 شوقي


shawgibadri@hotmail.com

 

آراء