العليقي مُنبهر!!
كمال الهدي
11 February, 2022
11 February, 2022
تأمُلات
. رددت مراراً أن هذا السودان لن يتقدم شبراً بدون صحافة نزيهة وحرة وصادقة.
. وإن أعاقت صحافة الإفك ودغدغة المشاعر الوطن بأكمله، فمن الطبيعي أن تتأخر رياضتنا ويُملأ طريق هلال الملايين بأشواك إعلام رياضي لا يعنى سوى قلة ممن يُسمون برموزه بأمر هذا النادي حقيقة.
. النقد من أجل النقد، أو الانتقاص من قدر إداري ثري لمصلحة ثري آخر كان ولا يزال أحد أهم عوامل الدمار الذي عانى منه هذا النادي الكبير.
. عبر الإداري الشاب بلجنة (التطبيع) الهلالية العليقي عن إعجابه بزيارة ولقاء مسئولي نادي كيب تاون الجنوب أفريقي، فطفق أحدهم يحدثنا عن عظمة الهلال وضآلة النادي الجنوب أفريقي أمامه واصفاً العليقي (ب) المنبهر في غير موضع الانبهار كما فهمنا.
. ولو أن الكاتب انتقد العليقي لمواقفه وقال أنه استفاد من عهد الكيزان، مثلما يفعل زملاء له ناسين أنهم قبل الثورة ما كانوا يتطرقون للسياسة سوى بعبارة من شاكلة " البشير الرئيس الرياضي المطبوع"، ثم صاروا ثواراً ومناضلين بعد التغيير، لو أنه فعل مثلهم لوجدنا تفسيراً ربما يقبله البعض على مضض.
. فموقف بعض إداريي الهلال الحاليين أتحفظ شخصياً حوله كثيراً، لكنني لا أستطيع ككاتب فرد أن أفرض إرادتي على هذه الملايين المناصرة للهلال.
. تبرير كهذا للنقد ربما يُفهم، أما أن نكتب من أجل تحبير المساحة اليومية ونمعن في استدرار عاطفة الجماهير بحديث عن عظمة ومكانة كبيرة للهلال أفريقياً، إن سئلنا وطلب منا تقديم سندها بالأرقام وقفنا وقفة حمار الشيخ في العقبة فهذا ما يخجل حقيقة.
. العليقي إداري شاب ومشجع سابق مخلص للهلال.
. وهو في مرحلة تعلم ولا يزال في بداية الطريق كإداري لنادٍ بحجم الهلال.
. وشاب متحمس كالعليقي يفترض أن يُعان لكي يتطور ويصقل تجربته.
. لكن كيف لأمثاله أن يتطوروا.
. فهناك دائماً من يطبل لكل من يملك المال، أو يملأ طريق أحدهم بالأشواك لأن مصلحته مع ثري آخر.
أو يكتب بعض هؤلاء من أجل تكبير الكوم وإيهام الأهلة بأننا نكتب بعقول حرة وأقلام لا تهمها سوى مصلحة الهلال، مع إن الواقع والحقيقة غير ذلك تماماً.
. في مثل هذه البيئة يصعب على الشباب المخلصين لناديهم أن يصقلوا مواهبهم الإدارية.
. ما قاله العليقي وإعجابه بما رآه عكس رغبته في التعلم من تجارب الآخرين، وهي خطوة في الطريق الصحيح لكونه يعترف ضمنياً بما يعانيه ناديه.
. صحيح أن الهلال أحد أعرق الأندية الأفريقية.
. لكن هذا النادي العريق تقزم رياضياً وإدارياً ومالياً واجتماعياً وثقافياً ووطنياً بسبب إعلام والى الكثير من منتسبيه إداريين على حساب مصلحة الكيان.
. الانبهار بجمال الأشياء ليس عيباً.
. وحتى لو سال لعاب العليقي لما رآه، فليس في ذلك ما يُلام عليه.
. فقد صارت أنديتنا صغيرة في كل شيء أمام أندية الوسط في بلدان خليجية بدأت بعدنا بعشرات السنين، فما بالك بنادٍ في دولة مثل جنوب أفريقيا.
. حتى يومنا هذا تهلل جماهير الهلال لموافقة الكاف لنا على التباري بملعبنا، وهناك من ينتقد العليقي إن عبر عن إعجابه بتجارب الآخرين.
. يا للعجب حقيقة.
. لم يبق لنا من عظمة الماضي شيء نتباهى به وكلنا يعلم ذلك حقيقة، لكن المصالح الشخصية تفرض على الكثيرين تبني مواقف لا علاقة لهم بها في الواقع أو تدفعهم هذه المصالح للكتابة بعكس ما يقتنعون به طالما أن ذلك يجعل البعض يصفقون لنا فتستقطبنا الصحف لننال منها المال.
. أندية تُدار بلا مؤسسية ويتحكم في تسجيلات لاعبيها صحفيون نظير نيل المعلوم ويترأس بعضها رجال أعمال بلا عقول أو فهم إداري، وما زلنا ندغدغ عواطف الجماهير بمثل هذا الكلام عديم المضمون.
. وداخل المستطيل لم يحقق هذا الهلال حتى يومنا هذا ولو بطولة قارية واحدة وما زلنا نصر على تسويق الوهم.
. الإداري الشاب العليقي قال كلمة حق وأتمنى أن يسير على هذا الدرب غير عابيء ببعض ما تسود به صحفنا الرياضية إن رغب في أن يصبح رقماً إدارياً.
. أول الطريق الوعر يا عليقي هو أن (تسد أذناً بطينة والأخرى بعجينة) ولا تصغى إلا للنقد البناء الذي يمكن أن يعينك في التطور.
. أما ما دون ذلك فلابد أن تتعامل معه بالتطنيش الذي يستحقه.
kamalalhidai@hotmail.com